&
دوبنا- ينتصب مختبر الطاقة والفيزياء في مدينة دوبنا الروسية شاهدا على المكانة العلمية لهذه المدينة التي تستريح على ضفة الفولغا على بعد مئة كليومتر من العاصمة موسكو .. وكانه استثناء وسط اللوحة المزرية التى يرسمها العالم لحالة العلوم الروسية بعد انهيار الاتحاد السوفياتي.
والعلماء فى هذا المختبر الاشهر فى روسيا والمعروف على نطاق العالم يعلمون تماما ان ما لديهم من تجهيزات وقدرات ما زال يجتذب الشبان الذين يحلمون بدراسة الذرة .. وهم كما يقول المهندس يفغيني بليخانوف لا يخشون هجرة الادمغة او الاجور المتدنية او عزوف العلماء الجدد، ويضيف "الوضع اصعب مما كان عليه فى السابق لكنه ليس ماساويا كما يتبادر الى الذهن".
والصورة الخارجية قد لا تعكس فعلا امكانات هذا المختبر. فالاعشاب البرية ترتفع حول العنابر التى يعمل فيها العلماء منذ خمس واربعين عاما على كشف اسرار الذرة فيما تتوزع داخلها اجهزة معقدة لمراقبة الجزيئيات والقياسات الاكثر دقة في العالم.
وتعيش مدينة دوبنا على الذرة والفيزياء التطبيقية تماما كما تعيش مدن اخرى على صناعة الصلب والالكترونيات. ويعمل قرابة ستة الاف من سكان المدينة (60 الفا) فى معهد البحث النووي هذا.
وتبدو المدينة التى تطل على الفولغا وتمتد خلفها الغابات وكانها جيب معزول بعيدا عن العالم ينصرف فيه العلماء الى ابحاثهم ويتنقلون فى شوارعها وبين ابنيتها القديمة سيرا على الاقدام او فوق دراجات هوائية.
"رواتب العلماء هنا تعيسة ولا تغري احدا" كما يقول مدير المعهد فلاديمير خاديشفسكي الذي يضيف "كيف يمكن اجتذاب اي العلماء برواتب لا تتجاوز فى المتوسط المئة دولار".
لكن خاديشفسكي نفسه يجيب على السؤال المحير مؤكدا "القسم الاكبر من العاملين يفضلون المكان لانهم يريدون مواصلة الابحاث ولانهم يحظون خلافا لاي تصور باحدث التجهيزات"..
وليس فى الامر اى غرابة، فالمعهد ومختبره بين الابرز في العالم فى مجال العلوم الفيزيائية وفيه عدد من العلماء الاجانب وهو يتعاون مع اكثر من 700 معهد ابحاث فى ستين بلدا في انحاء العالم.
ويقول البروفسور سيرغي ديمتريف "فى الواقع لم نفقد ايا من زملائنا لاسباب مالية لان الراتب الذي نتقاضاه وهو يتراوح بين 100 و 150 دولارا هو فى الواقع راتب نظري".
ويوضح ديمتريف ان المعهد يستفيد من عدد كبير من المنح والمساعدات التى تقدمها المختبرات الاجنبية التى ترغب الافادة من هذا الخزان الهائل من العلماء والتجهيزات لاجراء الابحاث التى تريدها.
ويشير ديمتريف في هذا السياق الى ان المعهد "يعمل بالتعاون مع مختبرات ومؤسسات اخرى تسعى وراء تطبيقات عملية لابحاثنا واكتشافاتنا النظرية" ومنها على سبيل المثال اجهزة لتحاليل الدم واجهزة القياس التي تعمل بوحدات تصل الى واحد على مليار من المتر.
الى ذلك هناك ايضا "الابحاث التطبيقية للطب النووي وهي تلعب دورا كبيرا فى تمويل المعهد" كما يقول نائب المدير& البروفسور الكسندر كافالينكو الذي يضيف "لقد انقضى العصر الذهبي الذي كان المعهد يتمتع فيه بموارد غير محدودة والتجهيزات التى لدينا تعمل اقل بمرتين عما كانت عليه قبل عشر سنوات".
لكن المعهد بالمقابل "بات يتمتع بحرية اكبر للتعاون مع الشركات الاجنبية" وهو لذلك قادر على البقاء والاستمرار اضافة الى ان سره الكبير هو "التميز في علوم الذرة وهو الوارث الحقيقي لعظمة الاتحاد السوفياتي السابق" كما يقول خاديشفسكي.
(أ ف ب)
والعلماء فى هذا المختبر الاشهر فى روسيا والمعروف على نطاق العالم يعلمون تماما ان ما لديهم من تجهيزات وقدرات ما زال يجتذب الشبان الذين يحلمون بدراسة الذرة .. وهم كما يقول المهندس يفغيني بليخانوف لا يخشون هجرة الادمغة او الاجور المتدنية او عزوف العلماء الجدد، ويضيف "الوضع اصعب مما كان عليه فى السابق لكنه ليس ماساويا كما يتبادر الى الذهن".
والصورة الخارجية قد لا تعكس فعلا امكانات هذا المختبر. فالاعشاب البرية ترتفع حول العنابر التى يعمل فيها العلماء منذ خمس واربعين عاما على كشف اسرار الذرة فيما تتوزع داخلها اجهزة معقدة لمراقبة الجزيئيات والقياسات الاكثر دقة في العالم.
وتعيش مدينة دوبنا على الذرة والفيزياء التطبيقية تماما كما تعيش مدن اخرى على صناعة الصلب والالكترونيات. ويعمل قرابة ستة الاف من سكان المدينة (60 الفا) فى معهد البحث النووي هذا.
وتبدو المدينة التى تطل على الفولغا وتمتد خلفها الغابات وكانها جيب معزول بعيدا عن العالم ينصرف فيه العلماء الى ابحاثهم ويتنقلون فى شوارعها وبين ابنيتها القديمة سيرا على الاقدام او فوق دراجات هوائية.
"رواتب العلماء هنا تعيسة ولا تغري احدا" كما يقول مدير المعهد فلاديمير خاديشفسكي الذي يضيف "كيف يمكن اجتذاب اي العلماء برواتب لا تتجاوز فى المتوسط المئة دولار".
لكن خاديشفسكي نفسه يجيب على السؤال المحير مؤكدا "القسم الاكبر من العاملين يفضلون المكان لانهم يريدون مواصلة الابحاث ولانهم يحظون خلافا لاي تصور باحدث التجهيزات"..
وليس فى الامر اى غرابة، فالمعهد ومختبره بين الابرز في العالم فى مجال العلوم الفيزيائية وفيه عدد من العلماء الاجانب وهو يتعاون مع اكثر من 700 معهد ابحاث فى ستين بلدا في انحاء العالم.
ويقول البروفسور سيرغي ديمتريف "فى الواقع لم نفقد ايا من زملائنا لاسباب مالية لان الراتب الذي نتقاضاه وهو يتراوح بين 100 و 150 دولارا هو فى الواقع راتب نظري".
ويوضح ديمتريف ان المعهد يستفيد من عدد كبير من المنح والمساعدات التى تقدمها المختبرات الاجنبية التى ترغب الافادة من هذا الخزان الهائل من العلماء والتجهيزات لاجراء الابحاث التى تريدها.
ويشير ديمتريف في هذا السياق الى ان المعهد "يعمل بالتعاون مع مختبرات ومؤسسات اخرى تسعى وراء تطبيقات عملية لابحاثنا واكتشافاتنا النظرية" ومنها على سبيل المثال اجهزة لتحاليل الدم واجهزة القياس التي تعمل بوحدات تصل الى واحد على مليار من المتر.
الى ذلك هناك ايضا "الابحاث التطبيقية للطب النووي وهي تلعب دورا كبيرا فى تمويل المعهد" كما يقول نائب المدير& البروفسور الكسندر كافالينكو الذي يضيف "لقد انقضى العصر الذهبي الذي كان المعهد يتمتع فيه بموارد غير محدودة والتجهيزات التى لدينا تعمل اقل بمرتين عما كانت عليه قبل عشر سنوات".
لكن المعهد بالمقابل "بات يتمتع بحرية اكبر للتعاون مع الشركات الاجنبية" وهو لذلك قادر على البقاء والاستمرار اضافة الى ان سره الكبير هو "التميز في علوم الذرة وهو الوارث الحقيقي لعظمة الاتحاد السوفياتي السابق" كما يقول خاديشفسكي.
(أ ف ب)
التعليقات