أكد مصدر أمني رفيع المستوى ان "السلطات الأمنية في الكويت على علم باتصال مجموعة من المتدينين مع جماعات خارجية"، مضيفا انها "تتعامل مع أفرادها وفق ما يحدده القانون، ولم يسبق ان تدخلت ضدهم ما داموا ملتزمين باللوائح".
وأضاف في تصريح لـ "الرأي العام" تعقيبا على ما انفردت بنشره أمس في شأن "مجموعة من المتدينين الكويتيين تعمل حاليا على تشكيل جبهة معارضة مقرها في أفغانستان، وتهدف الى تطبيق الشريعة ان "السلطات الأمنية على علم بمغادرة عادل الزامل الذي ذكرت "الرأي العام" انه واحد من أفراد هذه المجموعة، البلاد بجواز مزور"، موضحا انه مطلوب حاليا للعدالة لمخالفته القوانين".
وقال المصدر ان "هذه المجموعة متطرفة، وهي قلة قليلة لا تكاد تذكر امام الغالبية المتدينة في الكويت التي تتمتع باعتدال، وتعرف مصلحة البلاد".
وأفاد انه يفترض ان يلتزم أفراد هذه المجموعة بالقوانين والدستور الذي كفل لهم الحرية والديموقراطية، وان يدعوا الى ما يريدون من خلال البرلمان بعيدا عن التزمت الذي لم يعرفه الكويتيون، ولا يقبله أهلها"، مشيرا الى اننا "جميعا مسلمون لا نرتضي ما يسيء الى ديننا الحنيف، الا أن الدعوة يجب ان تكون وفق أطر محددة قانونا وشرعا".
وذكر ان "السلطات الأمنية من صميم عملها متابعة الناحية الأمنية في البلاد، واذا ما رأت ان هناك ما يخل بالاستقرار، فإنها حتما ستتدخل وفق ما نصت عليه القوانين لتدخل الطمأنينة الى نفوس المواطنين والمقيمين".
وقال المصدر: "يجب على الشبان المتدينين ألا ينخدعوا بما يقوله البعض ويردده من شعارات"، مبينا ان "عليهم أن يضعوا مصلحة الوطن أولا".
وفي الاطار ذاته، استهجن أكاديميون كويتيون في كلية الشريعة والدراسات الاسلامية في جامعة الكويت هذه الجبهة المعارضة، وأكدا انها "لا تمثل رأي الجماعة الاسلامية في البلاد".
وقال الدكتور عادل الدمخي لـ "الرأي العام" ان "تشكيل هذه الجبهة إن نفذ فهو تشويه لسمعة البلد ونظامها"، موضحا ان "النبي صلى الله عليه وسلم كان يطلب بلدا بوابة ليبلغ دعوته، ويمكن ان نجد هذا في الكويت".
ودعا الشبان الى "عدم الاستعجال في قطف الثمار، لأن هذا ليس من الدعوة الاسلامية".
ومن جهته، انتقد الدكتور بسام الشطي هذه الجبهة، مبينا ان أعضاءها على خطأ، لأنه كان بإمكانهم الاتجاه الى مسالك أفضل لهم ولبلدهم".
وأضاف ان "في الكويت مجالا أوسع من كثير من الدول الاسلامية للدعوة الى الله والنهي عن المنكر".
وقال العميد المساعد في كلية الشريعة الدكتور محمد الطبطبائي لـ "الرأي العام" ان "الفكر الذي تدعو اليه هذه الجبهة موجود في الكويت منذ فترة، وهي نتيجة طبيعية لعدم التعامل بالحكمة معها، والممارسات الخاطئة التي واجهها بعضهم"، مشيرا الى انه "كان من الممكن استيعابها وفتح باب الحوار معها".
وأفاد ان "الشريعة نهت عن التحزب وتفرق الكلمة، ودعت المسلمين الى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالحكمة والموعظة الحسنة، كل بحسب مسؤوليته، ولا يقتصر الأمر على هيئة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر"، مؤكدا ان على الجهات المسؤولة "السعي الى جمع الكلمة وإزالة الخلاف وفق المنهج الاسلامي القويم".(الرأي العام)