كتب أنيس منصور في زاوية مواقف في جريدة الاهرام المصرية مقالا تحدث فيه عن حملة النقد التي تعرض لها رئيس التحرير حمدي قنديل . قال فيه:"الصديق حمدي قنديل‏(‏ رئيس التحرير‏)‏ زعلان لأن إحدي الصحف سخرت منه‏.‏ وأيه يعني‏!‏ ولكنه تأثر وتألم وماكنش العشم مع أنه يسخر من كل خلق الله‏.‏
وكاتبنا الساخر أحمد رجب الذي جعل الوزراء أضحوكة يومية‏,‏ وكذلك رئيس الوزراء ورئيس مجلس الشعب‏,‏ كل هؤلاء تناولهم بلسانه الطويل وبريشة مصطفي حسين الاطول‏..‏ ولكنه يضيق جدا بأن ينتقده أحد‏.‏
وكذلك كان شاعرنا وصديقنا وساخرنا الاكبر كامل الشناوي‏.‏ فقد اختار الفكاهة طعاما يوميا والتشنيع علي كل خلق الله‏..‏ ومرة واحدة قلت عنه إنه‏(‏ يزغزغ أصدقاءه بسكين‏),‏ وجاء ذلك في مقال نشرته في مجلة تصدرها‏(‏ أخبار اليوم‏)‏ بأقلام محرريها اسمها‏(‏ أخبار الدار‏)‏ وأغضبه جدا ان وجد محمد حسنين هيكل يقرأ المقال للرئيس عبد الناصر‏.‏ وقاطعني كامل الشناوي شهورا مع أنني لم أداعيه إلا مرة واحدة ـ أي واحد علي الف مما فعله بي ويفعله بكل الناس‏..‏
وتصل بي حمدي قنديل من أثينا صاحب برنامج‏(‏ رئيس التحرير‏)‏ المتخصص في الوخز بالابر الصينية عاتبا وفوجئت بصديق لنا هو ريمون اسكندر يكلمني غاضبا من هاواي‏:‏ ايه اللي حصل؟ ولم يخطر علي بالي وهو يكلمني من جنة هاواي التي تمرغت في ربوعها سنتي‏1959‏ و‏1981‏ انه سوف يكرر شكوي حمدي قنديل‏..‏ وفوجئت بصديق لنا هو د‏.‏ شوقي سلامة يحدثني من استوكهلم‏:‏ ايه اللي حصل لريمون اسكندر؟
وكان جوابي لم يحصل أي شيء انه نقد لنقد‏.‏ وغضب من كلام قاله حمدي قنديل ـ ومعه حق ـ فقد قال‏:‏ ايه يعني لو الصحف اختفت عن الصدور يوما أو يومين‏.‏ وأنا أضيف فأقول له أسبوعا أو أسبوعين‏.‏ والجواب‏:‏ ولا حاجة‏.‏ إن الناس تعتمد علي التليفزين والاذاعة‏.‏ ولن يخسر أحد شيئا اذا اختفت الصحف‏(‏ المستنسخة‏)..‏ وحمدي قنديل لا يدعو لاغلاق الصحف وتشريد العاملين فيها‏.‏ إنه يتساءل‏.‏ ولكننا نحن الساخرين‏,‏ نضيق بمن يسخر منا‏!‏
وللساخر الاكبر شارلي شابلن عبارة حكيمة يقول‏:‏ شيء عجيب أننا نخاف من منظر الدم مع أنه يجري في عروقنا؟‏!‏
&