لندن - دانيال روك: يستعد مزيفو عملة بريطانيون، متسلحين باحدث تكنولوجيات المعلوماتية، لاغراق الاسواق الاوروبية باوراق نقدية مزيفة لليورو في 2002 عندما يكون السكان في طور التأقلم مع العملة الجديدة.
وبريطانيا ليست ضمن الدول ال12 التي ستعتمد الاوراق والقطع النقدية لليورو في كانون الثاني/يناير 2002. لكن ناطقا باسم الوحدة البريطانية المكلفة مكافحة الجريمة المنظمة (ان سي اي اس) قال في تصريح لوكالة فرانس برس "نملك معلومات مفادها ان عصابات بريطانية بدأت انتاج اوراق يورو مزيفة".
وتفيد "ان سي اي اس" ان تزييف العملة لم يعد يحتاج الى مهارات معينة بسبب نوعية اجهزة النسخ وسهولة توافرها نسبيا.
ويضيف الناطق "خلال الفترة الانتقالية (بين الاول من كانون الثاني/يناير و17 شباط/فبراير 2002) ستكون نوعية الاوراق النقدية المزيفة المتوافرة، غير جيدة. لكن بعد هذه الفترة ستنظم عصابات تزييف العملة صفوفها وستتمكن من انتاج نسخ مزيفة لليورو بنوعية جيدة". واتخذ المصرف المركزي الاوروبي اجراءات صارمة لافشال المزيفين الذين سيحاولون ادخال اوراق وقطع نقدية جديدة الى منطقة اليورو.
وتتضمن هذه الاجراءات اعتماد حبر ممغنط وحبر بصري متغير وهولوغرام وشريط حديدي لضمان عدم تزييف الاوراق النقدية فضلا عن مميزات اخرى لا يعرفها سوى خبراء المصرف المركزي الاوروبي.
لكن ما تخشاه السلطة هو ان يجد المزيفون شركاء غير طوعيين لتسيير اوراقهم المزيفة ما ان تبدأ المرحلة الانتقالية.
فالضحايا المحتملون لن يكونوا فقط من المتقاعدين الحائرين او اشخاصا لم يستفيقوا بعد من احتفالات رأس السنة. فخطر مرور هذه الارواق المزيفة على التجار قائم ايضا.
ويشدد الناطق باسم "ان سي اي اس" ان "التجار فئة معرضة كثيرا" ويجب ان يستعدوا جيدا للتعرف على الاوراق النقدية المزيفة مشيرا الى وجود اجهزة لكشف الاوراق المزيفة.
وقررت متاجر "ماركس اند سبنسر" البريطانية الكبيرة قبول الاوراق والقطع النقدية لليورو في بعض متاجرها في بريطانيا العام المقبل ولا سيما من اجل خدمة السياح. ولم تقرر هذه المجموعة اعتماد اجهزة جديدة للكشف عن الاوراق المزيفة بل انها تعتمد على تدريب العاملين لديها.
وقال ناطق باسم "ماركس اند سبنسر" ان "المصرف المركزي الاوروبي سيرسل في ايلول/سبتمبر المقبل معلومات يمكن من خلالها معرفة الاوراق والقطع النقدية المزيفة. وسيكون لدينا متسع من الوقت لتدريب فرقنا".
وقد تكون المصارف البريطانية معرضة ايضا لخطر قبول عملة مزيفة مع انها مستعدة اكثر من غيرها في هذا المجال.
وقال وليام ميسون احد المسؤولين في جمعية المصارف البريطانية ان "الخطر الرئيسي في القطاع المصرفي هو العملة المزيفة". ورأى خلال مؤتمر عقد اخيرا حول اليورو والتغييرات التي ستحملها معها العملة الاوروبية الواحدة "ان النقص في المعرفة هو مصدر القلق الرئيسي".
ورأى ان قسم الصرافة في المصارف ومكاتب الصرافة البريطانية قد تشكل اماكن جيدة "للتزييف والغش".
لكن يبقى الافراد، الضحايا الاكبر على الارجح لمزيفي العملة اذ عليهم ان يعتادوا على الاوراق والقطع النقدية الجديدة.
واوضح الناطق باسم "ان سي اي اس" انه يضاف الى ذلك ان "الكثير من الاشخاص استخدم نوعا واحدا من العملة طوال حياتهم. والبعض الاخر في حيرة تامة" وهذه الاجواء ستكون مؤاتية لانتشار العملة المزيفة. (أ ف ب)