الدار البيضاء:أحمد نجيم: صدر عن سلسلة الزمن المغربية رواية "ديك الشمال" للكاتب المغربي محمد الهرادي الرواية غالت في التجريب حتى جعلت القارئ أمام شخصيات بأسماء ومواقف غرائبية. اعتمدت الميتا حكاية مكسرة الخط السردي.& فمع&استهلال الرواية &يصرح السارد بهذه الجملة "أعتقد أن كتابة رواية قصيرة خلال أسبوع واحد أمر ممكن" ثم يبدأ بالحديث عن ساعات الكتابة يوميا "استللت من حلم
غير عادي قرار لا معنى له، مزدوج الهدف. أولا أن أكتب عشر صفحات في اليوم، وثانيا، أن أمتنع عن التدخين طيلة ذلك". فالكتابة تغدو مرادفا وفي منزلة "قرار الموت أو الحياة، أو على الأقل، أشبه بقرار الانفصال عن عالم كامل من أجل ولوج باب لا أدري ما خلفه".
يواصل السارد سرد حكاية البدء هذه حكاية الكتابة، فـ"المهم دوما هو الكلمات، وحدها يمكن أن تصنع حياتها المستقبلية بعد أن تعبرنا، وعلى الكلمات أن تعبر إلى ذهن هذا البقال نصف المثقف، بنظارتيه الطبيتين، وتحذلقه على طريقة شيء وحدين، وأن تسبح في بحر السلع والأرقام بلا كوارث، لتقنعه بما لا بد منه". لم يكن الأمر بالهين في البحث عن الكلمات الدالة لكتابة الرواية. فالكتبة رحلة ودرب طويل، "محطات، هناك تتقاطع مصائر، تظهر وتختفي وجوه". وكثيرا ما خذلت الكلمات السارد/ الكاتب "لعل التفكير أرهقني وهاهي الحجة، كلمات لا معنى محدد لها وتصلح فقط لإعلان النوايا".

واجه السارد/الكاتب عائقا آخر تمثل في الشخصيات "البذرة الأولى "ربما يكون شاوشاو هو أول من زرع البذرة، فحين حكى عن عنبر الموتى، ذات يوم، لم أستطع كتم عجبي".
إن الروائي في كتابته لرواية "ديك الشمال" أراد
الكاتب المغربي محمد هرادي رفقة أصدقائه
&أن يكتب رواية تجريبية، لم يكن يهمه البحث عن المعاني والتسلسل السردي، كان هاجسه الأساسي هو الكلمات. لذا تقابل القارئ شخصيات مشوهة وناقصة وراو يتماهى مع الكاتب الحقيقي ويعيش معه "وقتها البحار كتب رواية توجد فيها عدة أشياء لا أدري هل لها معنى". وهنا يتدخل الكاتب("ولم نبحث أصلا عن معنى؟") هو يدرك ذلك تماما ويوافق عليه، لكنه كتب صفحات ناقصة لكن جميلة عن مقبرة يهودية يحتمل أن يكون فيها كنز". محمد الهرادي يعتبر الكتابة "نوعا من عبث قد نصادفه".
يمضي السارد/الكاتب في تقديم شخوصه الناقصة وسرده الغير المكتمل ليكتشف في الأخير أنه "الديك الذي لا وقت لديه ليحيا مرة أخرى في هذا القبر الصغير الذي يأكل فيه كل واحد الآخر ربما هذه هي الحياة في النهاية لا أكثر ولا أقل".
&