على هامش مقالة : لا نصالح من يطالح، لعلي شايع


يبدو لي ان بعض كتابنا يجيدون الخطابة والنحو والبيان اكثر من اجادة السياسة رغم انهم يخوضون في مواضيع سياسية معقدة.
فنحن بحاجة الى سياسين محنكين اكثر من حاجتنا الى خطباء منابر فصيحين.
لقد قرأت مقالة الشاعر علي شايع وانا كلي اعجاب بلغته الجميلة وقد اعاد لي ذكريات العراق وجلسات الروزخون المليئة بالاساطير المثيرة والحكايات الطريفة.
فهو متأثر جدا باللاءات الثلاث والتي فرخت في احضانها الف نعم.
وهو يأخذ من التاريخ كل ما يعزز فكرته في الحقد وعدم التسامح.
واراه ينسى او يتناسى وهو الغارق حتى اخمص قدميه في الحضارة الغربية باننا نعيش عالما تحكمه القوانين وليست النزعات العشائرية وان كلمات مثل نتصالح ونتراضى ونتعايش تفقد معانيها بدون ان تكون تحت مظلة القانون. انه يرفض المصالحة مع القتلة. وهذه والله كلمة حق يراد بها باطل. ومن الذي طرح المصالحة مع القتلة؟

فان كان يقصد المنتمين لحزب البعث، فانا اسأله: هل ان كل الذين كانوا منتمين لهذا الحزب هم من القتلة؟ وقد جند النظام البائد معظم المغلوب على امرهم والمفتشين عن لقمة عيش في هذا التنظيم الفاشي والذي كانت تديره المخابرات وكلاب الامن اكثر من ان يكون لهؤلاء البسطاء من الناس او حتى لاعضائه البارزين دور في مجريات الامور.
ام انه يقصد ابناء السنة؟ العرب طبعا، لان حلفاءنا السنة الاكراد علمانيون !!
وهل كل ابناء السنة العرب هم من القتلة؟

اذن مع من لا يريد علي شايع المصالحة ومع من يستطيع ان يتصالح؟
اتمنى ان يضع النقاط على الحروف ويسميهم بصريح العبارة.
ولا يستعمل الارهابيين والمجرمين كقميص عثمان.
انه يرفض المصالحة ويستنجد بالتاريخ.
فلماذا يذهب بالتاريخ بعيدا الى الوراء؟
فليسأل رئيس جمهوريتنا مام جلال فهو ضليع بالمصالحات والمصافحات والاخذ بالاحضان مع اعدائه اللدودين الذين يرفض اليوم التوقيع على اعدامهم.
لماذا يذهب بالتاريخ بعيدا الى الوراء؟
فلير كيف تضع القيادات الشيعية يدها بيد الشيطان الاكبر وتحصل بامر من بريمر على منصب رئاسة مجلس الحكم.
لماذا يذهب بالتاريخ بعيدا الى الوراء؟
لير كيف يتحالف الحزب الشيوعي مع الامبريالية الامريكية، عدوهم التاريخي.
لماذا يذهب بالتاريخ بعيدا الى الوراء؟
الم تصبح المانيا الصديق الصدوق لامريكا التي احرقتها؟
لماذا يذهب بالتاريخ بعيدا الى الوراء؟
الم تصبح اليابان الحليف الاكبر لامريكا التي دحرتها؟
كل هذه مصالحات وتحالفات سياسية وهي تنطلق من فن الممكن دون الغرق في الاحقاد والنزعات الطائفية والعرقية.
ونحن لا ندعو للعفو عن القتلة وانما نمد ايدينا للمغرر بهم والمضللين وندعوهم،لا بل نتوسل اليهم، ان نفتح قلوبنا ونغسلها من الاضغان والاحقاد. فهل يقبل علي شايع هذه المصالحة؟
وهل يقبل ان ادعوه الى جلسة مصالحة في مقهى الشبيبة على ضفاف خريسان في بعقوبة؟ ليس معي فانا معه على نفس الجهة من الطاولة لنمد ايدينا لكل من يريد صادقا ان يشارك في تضميد جراح هذا الوطن المدمى؟
وطالما انه عرج على ذكر قاتل الحمزة فانا اذكره بما قالته هند: أنبي وحقود؟
ورغم كل هذا يعفو عنها رسولنا الكريم. فهو ادرى بالسياسة وادارة الحكم.


سفيان الخزرجي
+46 73 686 52 72
[email protected]
www.afrodite.se