قبل ان ابدأ مقالتي اود ان اطمئن القراء باني اعتبر المرجع الكبير اية الله السيستاني من افضل الشخصيات التي لعبت دورا ايجابيا في الحفاظ على وحدة العراق وفي مد الجسور بين شتى الطوائف العراقية، واني اكن له احتراما وتقديرا كبيرين.
وانني في الوقت نفسه لست ضد الـ (نعم) التي دعت لها سماحته.
لكنني اعتقد ان المرجعية الدينية التي يقف على رأسها هذا الانسان العظيم هي فوق كل التيارات واسمى من كل التحزبات السياسية. فهو مرجع لنا كلنا ( اعني اتباعه ) بغض النظر عن اختلاف توجهاتنا السياسية.
فاذا كنت شيعيا اكن بالولاء لمرجعية ما، لا يعني اني لا استطيع ان انتمي لحزب سياسي له نظرة خاصة بمسائل الدولة بينما ينتمي جاري الذي يكن بنفس الولاء، لحزب آخر له نظرة مختلفة.
فالولاء الديني شيء والنظر لامور الدولة والحياة العامة شيء آخر،
فكما تعرفون ان هناك احزابا سياسية شتى في امور الحياة وادارة الدولة مثل: حزب البيئة، او حزب التضامن او... او... كل هذه الاحزاب لها تطلعاتها وايدلوجيتها الخاصة وهي ليست بالضرورة تتقاطع مع المرجعية دينيا. ولو ان احد هذه الاحزاب قد اتخذ موقفا سياسيا ولنقل على سبيل المثال لا للدستور، وان كثيرين او قليلين من اعضائه ومناصريه هم من الموالين للمرجعية الدينية التي قالت نعم للدستور، فما سيكون موقفهم؟ الولاء للمرجعية التي تنطلق من رؤية دينية ام الولاء لحزبهم الذي ينطلق من رؤية سياسية؟
ان تدخل المرجعيات الدينية في قرارات سياسية قد يجعل الافراد يفقدون ثقتهم اما باحزابهم او بمرجعياتهم حين تتقاطع الرؤى السياسية.
فالمرجعيات اسمى وارفع من النزاعات السياسية التي تمثل مصالح معينة لاحزاب مختلفة.
نحن لا نريد ان نعيد عراق اليوم الى العصور الوسطى في اوربا حين كانت الكنيسة تسير المجتمعات كقطيع الاغنام وتحرم الاكتشافات العلمية بل وتصدر الاوامر بحرق العلماء.
ولماذا المقارنة بالعصور الوسطى؟
انظروا الى تدخل اصحاب الفتاوى المعلبة في الدول المجاورة.
فمفتي احدى الدول المجاورة افتى بعدم كروية الارض وانها لا تدور، وهناك كتب تدرس في مدارسها تحرم التصوير والرسم وفتاوى في دولة مجاورة اخرى تحرم الشطرنج والاغاني.
ولماذا الذهاب الى الدول المجاورة ففي بلدنا العراق ظهرت الآن فتاوى بتحريم ملابس الجينز!!!
وشبكة الانترنت تعج بمثل هذه الفتاوى التي تفوق قدرتنا على تخيل ديننا الحنيف بهذا الشكل المزري.

وحاشا ان يكون اية الله السيستاني من هؤلاء ولا نريد لاسمه الكريم ان يُدنس بمثل هذه النزاعات.

فـ (لا) كبيرة لزج المرجعيات الدينية في القضايا السياسية.
و (نعم) لارادة الجماهير حتى ولو صوتت بـ (لا).


سفيان الخزرجي
[email protected]
www.afrodite.se