دب الرعب في أنحاء العالم خوفا من انفلونزا الطيور، حيث عطسة عابرة من فم عصفور صغير قادرة أن تحيل أنسانا ضخم الجثة إلى قبر الموت.
لكن ما يقلقني هو أن نشهد يوما انفلونزا تصيب الحمير، لأن الحمار العربي لايزال الأكثر مقارنة بحمير الكرة الأرضية. كما أن عطسة الحمار بمستوى " نهقة " من نهقات فمه الواسع تستطيع أن تصيب حيا كاملا بالأنفلونزا مما سوف يسبب إبادة جماعية أخطر مما تسببه انفلونزا الطيور.
بل أنني أجزم أن الحمير العربية سوف تفرح بالمرض الخطير عندما يصيبها لما تعانيه الحمير العربية من إهمال أدى إلى تسيبها في الطرقات لتصبح عرضة للحوادث، حتى خيل لي أن سبب ما رأيته من نفوق للحمير العربية في أماكن متعددة في الوطن العربي يعود إلى لجوء تلك الحمير إلى ممارسة الانتحار اليومي كرها للحياة التي لم تعد تعني للحمير سوى فراغا لا تمارس فيه أي نوع من العمل أو العطاء.
كان الحمار العربي في السابق يتلذذ بالعيش في الحياة رغم قسوة صاحبه عليه ورغم شظف العيش في ذلك الوقت، لكنه لم يعد يطيق الحياة عندما تخلى عنه الإنسان الذي أصبح يستخدم السيارة كوسيلة بديلة للحمار وترك الحمار يمارس النهيق والتمرغ في التراب والبحث عن الغذاء في المزابل!
لذا.. فإنني أدعو كل الشعوب العربية أن تعيد حميرها إلى حضائرها وأن تحيطها بالحب والحنان وحسن التعامل وأن تجد لها أعمالا كيلا تشعر بالبطالة سواء أكانت تلك البطالة مقنعة أو مكشوفة ولكي لا تصاب بالكآبة، فتكون عرضة لضعف المناعة مما قد يصيبها بانفلونزا خطيرة وقاتلة كالتي أصابت الطيور رغم الفارق بين الحمار والعصفور.
وسوف تفرح الحمير بنقل وباءها إلى الإنسان انتقاما من معاملته السيئة لها. حينها سيقول الحمار ناهقا ومخاطبا سيده القمعي الإنسان: مت أيها الإنسان بمرضي، مثلما أنا انتحر بسببك!
الحمار العربي: يعاني من فراغ داخل سجن كبير، حيث لايستطيع أن يمارس نهيقه كما يريد، ولا يستطيع أن يعمل كما يحب. بل أنه لا يستطيع أن يداعب أنثاه سواء كانت "جحشه " أو " جحيشه " كما كان يفعل في السابق، مما ولد عنده كبتا جنسيا سوف يدفعه أن ينتحر أو أن يصاب بانفلونزا الحمير الذي لن يتوانى الحمار في نقل عدواه إلى الإنسان الذي سبب له البلادة، والبطالة، والكبت، والكآبة!
دعوة إلى كل الشعوب العربية أن تنتبه إلى حميرها، لأن العرب يعتبرون أكثر الشعوب التي تتكاثر فيها الحمير الكئيبة. ومن أنذر فقد أعذر، فعطسة العصفور المريض بالأنفلونزا قد أرعبت كل شعوب العالم، فكيف بنهقة الحمار العربي؟!
وسوف يدفع الإنسان العربي ثمن إهماله لحميره السائبة، لأن العالم لن يتعامل مع انفلونزا الحمار العربي مثلما يتعامل مع انفلونزا الطيور بالاستعداد للمرض بجرعات التطعيم والبحث عن المضادات الحيوية، وإنما سوف يستعد لوباء الحمار العربي بالطائرات والدبابات والصواريخ العابرة للقارات غير مميز بين الموبوء وغير الموبوء من الحمير العربية، مما يهدد بانقراض الحمار العربي، علما أن المستقبل العربي لايبشر بنهضة عربية حضارية تستطيع أن تصنع البديل للحمار لو فكر العالم الصناعي أن يوقف تصدير منتوجاته الصناعية إلى العرب.
وسيقول العالم عن العرب: أنهم يمارسون الإرهاب عبر حميرهم المصابة بانفلونزا الموت التي لا تميز بين مدني أو عسكري. وهو اتهام خطير كعادة الغرب بشكل خاص عندما يربط بين تفكير الإنسان والحمار في العالم العربي، حتى لايستطيع المحايد أن يميز بينهما وسط ضجيج الهالة الإعلامية الغربية المسيطرة على شعوب العالم.
العرب... أمام مشكلتين خطيرتين:
أما أن يصاب الحمار العربي بانفلونزا قاتلة ويقتل الإنسان معه.
أو أن ينقرض الحمار العربي بعد أن يقتل الآلاف من الناس ويعود العرب إلى عصر ليس فيه سيارة ولا حمار.
وليس هناك من حل سوى الاختيار بين القضاء على الحمار قبل أن يصاب بالوباء القاتل والبقاء تحت رحمة صناعات الغرب والخضوع لشروطها، أو الإيمان بالأمر الواقع
وحكمة " علي وعلى أعدائي ".
علما أن الحل الأمثل للعرب أن ينهجوا نهج الشعوب المتطورة وصناعة البديل من سيارة وطيارة، كي لايكونوا خاضعين لشروط الغرب ولا لمرض الحمار الموبوء. لكن ذلك الحل صعب المنال وقد أضاع العرب قرونا في الخلافات على التوافه، ولم يؤسسوا لواقع يستطيع فيه العقل أن يفكر بعيدا عن الخوف من مرض الحمار!
كان الله في عون العرب!!
سالم اليامي
التعليقات