كأنما نقع من المشهد، ونحن فيه.
كأن حثالة تطفوعلى الأرواح بين كل هذه العجائب
جند الله في أرض الرافدين وجنده في الشام. مفارقة لم يحسب لها المحلل السياسي وزنا في تاريخ المفارقات.
ربما نعود إلى انقسام مضمر وفاضح معا. مثل ذاك التعارض بين أموية دمشق وعباسية بغداد، أو الكر العثماني والصفوي. وبعضنا ما زال يستشهد ب لونكريك في القرون الأربعة من تاريخنا الحديث.
ليس هذا كل المعضلة. إنما الموت المتسلل مدفوعا إلينا بزعامة وراثية سلفية، تقودها منظومة انتقام لسلالة من ألفاظ وسيوف وإطارات ارتكاز: إطار لغوي قديم، وإطار طوباوي يقترن بذاك، وإطارمعنوي من أخوة ظالمة وقيم بدوية.أما المعضلة الداخلية فهي في العوزإلى النور والإرتواء والعمل. ثم في التشكل المؤلم لأعراق، وهويات، وعقائد ( الأخيرة متشكلة بل يقينية ).
المعضلة كذلك قي الزئير الذي يعصف بالغابة. أهو هرج ومرج، أم صراع يقولون انه واضح ؟
عالم الإجتماع البغدادي وصفه، قبلا، بحرب البداوة والتمدن، وأشار قبله مؤرخون إسلاميون إلى حرب الفقه السياسي، بما يتضمنه، وأحدثه من اغتيالات ودفن الأحياء ( تاريخ التعذيب في الإسلام لهادي العلوي وموسوعة العذاب للشالجي ). انه فقه الفكرة المطلقة عندما تكون حربا على الناس. الناس ! تلك الكتلة البشرية التي أخليت من مضمونها اللغوي منذ الستينات، بقوة الموت الذي ينتجه المتسيدون، وهم يصفون حساباتهم مع الحرية، باعتبارها المؤنث، النكرة، الناقص.
الحرية عيب ينبغي ستره لئلا تنكشف العورة.
الحرية امرأة ساقطة
الحرية عادة غربية شاذة !
الحرية انحلال، وسوء تربية، لآن أمراء الموت يفرضون صوابهم الدموي على شعب أخطأ إذ اختار رؤية صورته النظيفة في مرايا المشهد، وأصغى إلى صوت حاجاته، هو المهدد بجوع وعطش ومقاتل.
المتخلفون، أولئك، أصدقاء الموت – باستعارة من هنري ميللر – يحصنون معناهم الصنديد، ضد ليونة التفاهم الإنساني. معناهم المتحجر ضد المعنى العادل
رجولتهم، ضد أنوثة المدنية والتحضر، واضعين، بقطيعة قاتلة، حدا بين الحقيقة والخرافة. بين حقيقة الناس، وخرافة الإستثناء، حيث يعبرون إليها بجوازات القتلة.
فوق كل ذاك ما زالت الأبواب مفتوحة على الصحراء من جهاتها لأعراب وعنصريين. اما الحلول، واقعية او سحرية، فلم تكشف بعد عن قوتها وذكائها، وهي تضيع في زحمة البحث عن المؤكد البسيط،، المعافى. هذا الواضح المفقود في فضاء مكوبس، معضلة داخلية يومية تنمووسط توترات الأحزاب والكتل السياسية التي تنظر إلى المطلق، إلى الفكرة، قومية أو دينية، بينما تنتظر الملايين مطالبة بأحقية وجودها وسط عاصفة دم مروعة.
كل هذا يحدث مع تشجيع " ثقافي" مجاور. ثقافة تستمد من(الإسلام السياسي) ومن العنصرية ( فكرة القومية ) ومن العصبية (التراث بقراءته الخاطئة ) كل مقوماتها العنجهية. هذا التشجيع المجاور من ورثة الماضي بكل ضغائنه وادعاءاته وقتلته، يعبر بنا تاريخيا، من القرن الأول للإسلام، إلى المذابح القومية في العصر الحديث.
المتخلفون
الباحثون في الهراء عن أهدافهم التائهة في صحارى الأخوة
وعن عمائم بغيلان ووحوش
عن محرقة ي
التعليقات