يتصور بعض الاقباط ان حل مشاكلهم يمكن ان يتم بمعزل عن حل المشاكل العديدة التى يعانى منها بقية افراد الشعب المصرى او بدون الحاجة الىاجراء او ادخالاصلاحات سياسية جذرية على نظام وفلسفة الحكم فى مصر.
هذا التصور من وجهة نظرى غير سليم ويفتقد الى المنطق والحكمة لسبب بسيط الا وهو ان مشاكل اقباط مصر جزء لايتجزء من مشاكل مصرالرئيسةومتاعب شعبها بكل طبقاتة وفئاتة..وطالما ظلت هذة المشاكل الكبرى التى تعانى منها البلد( مثل هبوط مستوى التعليم وعدم وجود فرص عمل كافية للعاطلين ) لاتجد حلولا جذرية لها.. وطالما ظلت القيادات فى مصر تسير على نفس النهج التى سارت القيادات السابقة علية منذ بداية ثورة 23 يوليو.. فلا اعتقد ان هناك امل فى التوصل
الى حلول مرضية وعمليةفى القريب العاجل لوضعنهايةلمعاناة الاقباطومتاعبهم ومشاكلهم.
اننى ارى حل مشاكل اقباط مصر يمكن ان يتم بسهولة ويسر لو سارت مصر فى طريق الديقراطية الحقيقية التى تسمح بحرية العقيدة بجانب حرية الراى والفكر والمشاركة السياسية.. واذا غيرت دستورها الدينى الحالى بدستور علمانى يفصل تماما بين كيان الدولةوالدين ولايميز ولا يفرق بين ابناء الوطن الواحد.
والى ان تصل مصر الى هذة المرحلة المتقدمة من الديقراطية والشفافية والعلمانية فاننى اقترح على اقباط مصر المقترحات التالية:
1- المشاركة بجدية وحماس فى الاحزاب والانشطة السياسية القانونية كى يصبح لهم صوتا مسموعا عند المسئولين واصحاب القرار ودعم المدافعين عن قضاياهم ادبيا ومعنويا بل وماديا ايضا.
2- عدم السكوت على اى اعتداءت تقع عليهم او على ممتلكاتهم بل عليهم التصدى للمعتدين
بكل حزم وشدة لان الدفاع عن النفس والعرض يكفلة القانون فى مصر وكل دول العالم.. وايضا اللجوء الى القضاء المصرى ومنظمات حقوق الانسان.
3- جعل الكنيسة للعبادة والرعاية الروحية والاجتماعية..اما فيما يتعلق بالسياسة وحقوق المصريين الاقباط فيجب تركها للقيادات القبطية العلمانية لانهم الاجدر بالتصدى لها والدفاع عنها. وقد تعمدت الدولة طيلة الخمسين عاما الماضية تخطى وتجاهل قيادات الاقباط العلمانين والتعامل مع الكنيسة مباشرة. وللاسف هذة العلاقة والاتصالات بين الدولة والكنيسة لم تحقق بعد الا القليل جدا من مطالب المصريين المسيحين. واعتقد مثل كثيرين غيرى لو كانت الكنيسة تركت لعبة السياسة
للعلمانين الاقباطلكانت امور كثيرة تغيرت الى الافضل ولكنا رأينا تحسنا فى اوضاعهم. على حال فان دخول الاقباط وانضمامهم للاحزاب السياسية سوف يساعد على ظهور قيادات جديدة قادرة ومؤهلة للعمل السياسىوالتصدى لمشاكل الاقباط وايجاد حلول لها عند الدولة.
4- استغلال امكانيات اقباط مصر فى بلاد المهجرمن اجل دعم مطالب وتطلعات وطموحات اخوتهم فى الوطن الام لدى المسئولين المصريين.
واخيرا ليتنا نتذكر قول سليمان الحكيم : لكل شىء زمان ولكل امر تحت الشمس وقت.
وكل ما نرجوة ان يكون الوقت قد اقترب لكى نرى جميع المصريين يعيشون على ارضها وتحت علمها
فى سلامومحبةومساواة بغض النظر عن كونهم مسلمين او مسيحين او يهود او حتى كفرة لايؤمنون بشىء على الاطلاق.
صبحى فؤاد
مدير جريدة المصرى الصادرة باستراليا
التعليقات