لقد خاف الخروج من بيته انه جبان، انه يشبه الحكام العرب لقد خاف الخروج من شقته وارسل لنا بشريط مسجل.. حقا انه يشبه الحكام العرب الذين يخافون الخروج من قصورهم تخوفا من الاغتيال.. لقد خاف من الاغتيال انه يشبههم.. هذا ما نطق به المتدينيين الاسرائيليين والمعارضين لخطة الانسحاب من غزة ردا على الكلمة المسجلة التي بثتها القنوات الاسرائيلية لرئيس الحكومة الاسرائيلية ارئيل شارون قبل ان يخرج برفقة رئيس اسرائل موشيه كتساف بخطاب على الهواء مباشرة....

نريد ان نرى " الالمان " وهم يغادرون غزة، ادر لنا التلفاز.. افتح على القناة الثانية انها تبث على الهواء مباشرة... دعنا نرى الالمان كيف يخرجون من بين الفلسطينيين... ماذا تفعل هنا انت... اليس ممنوعا عليك شرائعيا رؤية التلفاز.. انا لا اقتنيه ببيتي ولا ارى الصحف لكنني اريد ان ارى الالمان كيف يخرجون من غزة...
لا تصدقهم انهم يقراون الصحف ويتابعون كل البرامج الاباحية ايضا على شاشة التلفاز ويقولون ممنوع علينا ان نقتني هذه الاشياء تحت مسميات الحلال والحرام.. انهم يحرمون ما يريدون ويحللون ما يريدون في اي وقت واي زمان... هذا ما دار بين متدين اسرائيلي وامراة علمانية في محل تجاري يملكه عربي فلسطيني في القدس المحتلة...!!!

انا اشعر بتعاطف مع هؤلاء الذين يبكون ويغادرون منازلهم...!
غير معقول.... انت...!؟
نعم ان الانتماء للعائلة والمكان امر في غاية الاهمية وهذا يذكرني باهلي وبكل الفلسطينيين الذين طردتهم اسرائيل من منازلهم واراضيهم... انظر الى العالم كيف يحتضن الاسرائيليين ويبكي معهم واذهب بعيدا بخيالك الى الفلسطينيين الذين هجروا وطردوا وقتلوا والعالم يتفرج عليهم بل ويشارك اسرائيل في طردهم الا ترى بان بكاءكم يبكي العالم معكم لذا انا اعتاطف مع الدموع لان عيوننا ذرفت دما قبل الدموع.... هؤلاء جاؤوا من الارجنتين وروسيا وفرنسا والمغرب وايران وغيرهم اكراد ويمنيين ومن كافة الاعراق احتلوا غزة منذ 38 عاما ويبكون رغم انهم لا يتجاوزوا السبعة الاف فماذا تقول بمليون ونصف شردوا الى غزة من حيفا ويافا وصفد ويحرمون حتى من دخولها... نعم انني اتعاطف مع هؤلاء كي لا انسى نفسي فبكاؤنا له طعم مختلف.... هذا ما قاله الفلسطيني صاحب المحل للمتدين الاسرائيلي الذي وصف المستوطنون في غزة بالالمان في اشارة المحرقة النازية " الهوليكوست ".

بالطبع لا يمكن تشبيه شارون بالحكام العرب ؛ ولا يمكن لشخص اسس الهاجانا ومارس ايدلوجيا القتل للظفر بوطن بحكام باعوا الارض والعرض للظفر بكرسي او مقعد مرصع باجهزة التصنت لكافة اجهزة المخابرات العالمية....!
كما لا يمكن تصديق متدين اسرائيلي ترعرع في اروقة صناع القتل ان يصف شعبه بالنازيين الا لانه اراد استعطاف الفلسطيني للسماح له برؤية دموع المنسحبين من رئة الوطن الى خاصرته....!
ولا يمكن لامراة علمانية ان تعلن جام غضبها على المتدينيين في اسرائيل تعاطفا مع الفلسطينيين وابنها يخدم داخل المدن الفلسطينية ويمارس هواية القتل والتعذيب على الحواجز وغيرها ولكن لكونها تتقرف وتتقزز من هؤلاء الذين يعتبرهم العلمانيون قمامة المجتمع الاسرائيلي....
ولا يمكن لفلسطيني ان يتعاطف مع جلاديه ومغتصبيه الا بعد استرداد حقوقه كاملة وغير منقوصة....وهو بدوره ابلغ نظيره رسالة بان الاخلاء لا يقل عن الطرد والتهجير فذكر ان نفعت الذكرى...
[email protected]