من يتابع تصريحات الاكراد حول مشكلة كركوك يشعر ان نزاعا بين دولتين مستقلتين يجري حول مدينة تدعى كركوك وليس عن مدينة داخل الوطن الواحد، فكافة التصرفات والتصريحات الكردية تشير بوضوح الى وجود إحتلال عراقي لمدينة تابعة الى دولة كردية مستقلة ويجب على العراق الانسحاب منها !


اما الحوار المنطقي والدستوري والقانوني مع الاكراد في هذا الموضوع فأنه غير نافع وفاشل سلفاً وذلك لأن المشكلة ليست في عدم وضوح الرؤية وبعض الضبابية وأنما توجد نوايا مسبقة للإستيلاء على كركوك من قبل عصابات كردية كانت طوال تاريخها تمارس النهب والسرقة والقتل والمتاجرة في الممنوعات، وهي في تعاملها مع كركوك وغيرها لايحكمها اي منطق او قيم، وانما تحركها أطماعها الاجرامية التي تصاعدت حينما وجدت الدولة العراقية ضعيفة وغير قادرة على تأديبها!


لو قلت لإي كردي: اذا كان القصد من المطالبة بكركوك هو ضمان الحصول على عائدات الثروة النفطية فأن حصة الاكراد من ورادات النفط مضمونة وتصلهم كل شهر من خزينة الدولة فلماذا كل هذه الضجة المفتعلة حول كركوك؟.. فأنه قطعا ليس عنده جواب مقنع والسبب لأن من الاساس لاتوجد مشكلة، وانما توجد اطماع خبيثة وأوهام بتقسيم العراق مع مرور الزمن والتمكن من الاستحواذ على نفط كركوك ومدن الموصل وديالى واجزاء اخرى من العراق.


سبق وان قلنا ان نقطة قوة كركوك تكمن في ضعفها، فهي أصبحت مدينة تحت الوصاية الدولية حيث تم افتتاح قنصلية أمريكا وبريطانية فيها والامم المتحدة ايضا متواجد على الارض تراقب أوضاعها وبالتالي فأن أحلام العصافير وأطماع المخربيين الاكراد في اقتطاع كركوك من العراق لاتعدو عن كونها أحدى حلقات مسلسل الانتحار السياسي الكردي الذي ننتظر نهايته المحتومة.



ووفق كافة القوانين والاعراف لايمكن لمجموعة من المهاجرين الاكراد الذين دخلوا الى العراق من تركيا وايران السيطرة على العراق وثرواته، ومهما لجأ الاكراد الى حرق سجلات الاحوال الشخصية والسجلات العقارية لمدينة كركوك وإدخال مئات الالاف من الاكراد بهويات مزورة وإعتبارهم من سكان كركوك وفق ماتتناقله الاخبار من العراق.. فأن هذه المدينة ستكون عنوان كرامة العراق والعراقيين وفي لمح البصر ستوحد مكونات الشعب العراقي للدفاع عنها.



وماهي ألا فترة قريبة وسيعلن المجتمع الدولي والأمم المتحدة ان مدينة كركوك الباسلة تتعرض الى عمليات تطهير عرقي على يد الاكراد وستنزل فيها قوات عسكرية دولية لطرد زمر التخريب والقتل... وستكتب كركوك نهاية ألاطماع الكردية وتقبرها في مزبلة العار.

خضير طاهر

[email protected]