نحن نكتب خطوطها بذاتنا ولمصلحتنا.. فقط لا غير.. أهناك لفظ سحري مثل الديمقراطية.. وسحر الديمقراطية منذ أن أتخذت أصطلاحا سياسيا.. وحتى الوقت الحاضر تختلف في يد المطبقين لها والمتعاطين لمفهومها المتخذين منها شعارا قلة ما يعنيه رافعي هذا الشعار وبالمعنى الدقيق.

جاءت الثورة الفرنسية سنة 1846 ولمعت أسماء ثورية أصبغت شهرتها الآفاق ومنهم ميرابو، ورويسبير الذين تمكنوا من تهييج الشعب الفرني ضد السلطة الفرنسية وخاصة العائلة المالكة في زمن لويس السادس عشر وجعلوا الشعب الفرنسي الذي يخضع لظلم كبير يشعر بوطىء وثقل هذا الظلم اذ لا ثورة في وجود الظلم وحده ولكن الشعور في الظلم هو الدافع في الثورات وهكذا هاج الشعب الفرنسي وأقتحم أسوار سجن الباستيل بعد أن كسروا القيود الحديدية التي تربطهم.. وأرتفعت كلمات الحرية والعدالة والمساواة وهي شعارات لا يستطيع أي شعب الوصول اليها الا بتطبيق الديمقراطية الصحيحة... شعارا... وقولا... وتطبيقا في مفردات السلوك.

الثورات في كل العالم ومهما كانت شعاراتها ودوافعها ومواقفها في نقل المجتمع من الظلم الى الحرية ومن الاجحاف الى العدالة ومن الارهاب الى التفاهم. هذه الثورات هي أول ما تبدأ الى أساليب وطرق القادة القدامى للمجتمع الذي ثاروا عليه وعندها تبدأ الثورة بأكل فراخها ويبدأ الثوريون بالتساقط كأوراق الخريف.

لقد بح صوت روبسبير واصطف معه في الصراخ ميرابو حول مفهوم الحرية وكيف يتمتع هذا الشعب بالحرية واستعمال العنف الثوري ضد أعداء الحرية ومفاهيم أخرى تحسم بنتائج أستعمال المقصلة وهي سكينة حادة تفصل الرأس عن الجسم. هذه المقصلة يرفعها الثوريين لاعداء الحرية المزعومة والداعين للحرية والذين يبالغون في الزج بأشخاص الى حتفهم حسب مزاجيات مصلحية.ويتراءى لي أن صدام حسين يوم أتى على نظام الزعيم عبد الكريم قاسم بدبابات أمريكية وعمل على تقتيل الديمقراطيين بالعشرات لا بل بالمئات والآلاف أنتزعهم من بيوتهم ومن خدور زوجاتهم وأصطاد من حاول الفرار كما يصطاد هاوي العصافير في الغابة.

صدام حسين أحتج على نظام قاسم لوجود معتقلين ثم بنى سجونا ومعتقلات تزيد كثيرا عما كان عليه بل تجاوز في غيه فأستعمل القتل على الهوية والموت جراء التعذيب وزج الشعب قسرا بحروب عبثية مع الجيران ناهيك عن حوادث حلبجة والانفال وأثارها المقابر الجماعية التي لا يزال يكتشف بعضا منها لحد الآن. والملاحظ أيضا أن المعارضة العراقية يوم طالبت بالاحتلال لاسقاط نظام صدام أستعملت نفس الشعارات التي رفعت في أيام الثورة الفرنسية ومن قادة نظام صدام ضد نظام عبد الكريم قاسم، وملىء الشارع العراقي بمسيرات وشعارات أن لا حرية الا على يد نظامنا ولا ديمقراطية الا الديمقراطية الامريكية... وظهر في الافق من يشبه ميرابو وروبس بير لكن الفرق اللغة فقط.

ومن هو من يستطيع أن يحمل لقب عراب مجيىء الامريكان الى العراق سوى صديقنا الجلبي أحمد!

أستعدوا على شعبهم في القمع والبطش لاجل قمع المقاومة الوطنية المعترف بها قانونا ونظالا وتاريخا، وحاصرت جيوش الحلف النجف الاشرف والفلوجة ومدينة الصدر ودكتها دكا بدون أي رحمة رغم ترديد أن الجيوش الآتية تريد أراحة الشعب العراقي وأمنه وأستقراره وتريد المساواة بين الفئات والطبقات وهذه الشعارات كان يسوقها أعلام أجنبي صرف المليارات عليها. وذهبت هذه الشعارات المخدرة والحقن المورفينية مع القنابل وزخات الرصاص... بعدها أخذ الشعب العراقي يقارن بين نظام صدام الدموي وبين النظام الجديد الاكثر دموية واذا كان صدام يستعمل الشدة عن طريق المخابرات ضد من يشك بولاءه فأن التواجد الاجنبي وزع الارهاب على الجميع تارة بأسم مقاومة الارهاب وأخرى تحت شعار فرض الامن الاجتماعي وأخذ ينفث سموم التفرقة بفايروسات يحملها رجال عراقيين متفقين في أثارة الفتنة الطائفية بين الشعب.

أين الحرية

أين العدالة

أين الديمقراطية

أين ذهب القضاء العادل

لماذا 100000 معتقل

أين رغيف الخبز!!؟

ويد الفساد والبطش والتلاعب في الاموال العامة مستمر حتى أن الفساد جعل رئيس الوزراء أبراهيم الجعفري أن يضع مكافحته أولى أوليات المهمة الوزارية.

كيف يخرج العراق من هذه الدوامة (الدونكيشوتية) وحرب بعضنا للبعض بسيوف خشبية واستغلال عواطف وغرائز الناس البسطاء بشعارات رنانة مثل الديمقراطية.

برأينا أن الديمقراطية هي تطبيق وليس قولا والاسلام أول من نادى بالديمقراطية والكل يعلم والامر شورى بينهم والشورى هو الاستئناس بالرأي والاخذ به وعلى الجميع أن يحدد موقفه من الآتي :-

أ ndash; المطالبة بالجلاء الفوري أو تحديد أنتهاء الاحتلال.

[ - أسقاط نظام الحصص والطائفية في تقاسم السلطة وتعيين الموظفين مع أصدار قانون يكافح الطائفية والمحاصصة بروادع شديدة.

ج ndash; تحديد الديمقراطية بأبسط التعاليم.. حكم الشعب بواسطة الشعب أي بأكثرية الشعب ومن يصل الى المجلس النيابي عن طريق أنتخاب حر وبأشراف دولي لا دخل للدين أو المذهب في الترويج لاي فئة.

بهذه الافكار ومع كل فكرة مستجدة تلم الشعب وتقوي وحدته وتجعل من الشعارات لفظا ومعنا معروفا ومتفق عليه عملا بالقاعدة الفقهية الشعارات بالمقاصد والمعاني لا بالالفاظ والمباني فالالفاظ لا قيمة لها بدون المعنى الحقيقي والديمقراطية بالتطبيق لا بالشعارات وأن الشعب بوعية وتلاحمه سيقف حائلا دون تنفيذ مآرب أعداء الشعب ويطفىء أوار الفتنة الطائفية ويطبق المفهوم الديمقراطي الصحيح عن طريق المؤسسات الدستورية والاحزاب الوطنية والنقابات الحرفية منها والمهنية.

خالد عيسى طه
رئيس منظمة محامين بلا حدود
ونائب رئيس جمعية المحامين
البريطانيةظالعراقية
E mail:
[email protected]