اختلف الفلاسفة قديما وحديثا في تعريف العقل وإن كانت أغلب التعاريف تصب في بعضها البعض فهذا الفيلسوف ينظر إلى العقل من زاوية والآخر من زاوية أخرى و أعتقد أن كل تلك التعاريف تحد لنا من امكانيه فهم واستيعاب ماهيه العقل، quot; إن العقل عند أرسطو هو القدرة على إدراك الصور الكلية والماهيات المجردة إدراكا مباشرا وصورة توحد بينه وبين جميع أفراد النوع.


عند أرسطو أيضا الإنسان وحده يتميز بقوة النطق أو العقل وهو القوة القادرة على إدراك ماهيات الأشياء والخواص العامة المشتركة بين المحسوسات التي لا تتغير بتغير الزمان والمكان. فالحواس إنما تدرك الجزئيات أي الأعيان هذا أبيض وهذه إمرأة زنجية،quot; أما العقل فيدرك الكلّي فهو لا يتعلق بهذا الإنسان أو ذاك وإنما هو يتعلق بماهية الإنسان التي تنطبق على جميع الأفراد في كل زمان ومكان quot; (ارسطو كتاب الاخلاق ترجمه حنا مينا،الطبعه الاولى، القاهره1993،ص 103)
لقد تكلم الكثير من الفلاسفة عن العقل وعلى وجه الخصوص الفيلسوف والعالم الكبير الفارابي وقال :
quot; ان العقل هو الاله التى يستطيع من خلالها الانسان ان يتفكر ويتامل في البحث عن المعرفة التى ومن خلالها يستطيع الكشف عن ماهيه الاشياء و الكشف ايضا عن خفايا الطبيعة التى تحيط به من ظواهر قد يجدها غريبة في بعض الاحيان وقد لايجدها كذلك احيانا كثيره quot;. (راجح الكردي
، نظريه المعرفه،. ص 267)
لذلك وجد من المهم البحث هن ماهية المعرفة والبحث عن مصادرها ايضا، للتوصل ومن خلال هذه الماهية الى الحقيقه التى ينشدها كل من يريد التوصل اليها.


كذلك ذكر quot; بلاتونوس quot; فيلسوف يوناني.quot; بان العقل هو اول مصدر معرفي فاض من الله سبحانه، ومن خلاله فاض العقل الاول ثم العقل الثاني ثم الثالث حتى انتهى بالعقل العاشر اي
quot;العقل الفعال quot; ا بركلي : فيلسوف انكليزي واقعي، ا لفلسفه الاخلاقيه. ترجمه حنا مينا،الطبعه الثالثه بيروت1992ص 68 وبذلك يتفق معه معظم الفلاسفة الذين يؤمنون بان العقل جوهر مستقل، وبذلك يكون له المكانه الاولى بعد الله سبحانه.
لقد كان الفارابي من اهم المناصرين للعقل شانه شان معظم فلاسفه وعلماء المسلمين، فلقد اعتبر العقل تلك الغريزه التى وضعها الله سبحانه في عبده، ليميزه عن باقي مخلوقاته في عملية الكشف عن الحقائق اينما وجدت.
فالعقليين يرون بان العقل هو المصدرالمهم بل الوحيد في الكشف عن حقيقة الاشياء التى ينشدوها في النهايه كجانب معرفي مهم.


و كذلك يرون فيه ذلك الجوهر او تلك الصفحة البيضاء التي تكسوها الاحاسيس والافكارالخارجية التى ينقش عليها في النهاية جميع المعلومات والاستجابات التى يتلقاها الانسان من محيطة الخارجي، quot;لان العقل في النهاية يكتسب المعرفة عن طريق انتقاش المعلومات فيه، فهو على اساس الفطره يدرك الاشياء التى تمر عليه، ثم يقوم بالاستجابه لها وتحليلها والتعامل معها كمفرده معرفية تخدم في النهايه الانسان وتغني جانبه المعرفي quot; (ريتشارد ليفيتون، بناء العقل، ترجمه فؤاد ابو شقر،بيروت، 2001 ص 69)

ومن اهم فلاسفة ذلك المذهب كانط، سبينوزا، بيكون، فولتير وهم الذين يسمون بفلاسفة عصر التنوير في القرن الثامن عشر.


قال الفيلسوف الفرنسي ديكارت quot; العقل هو التاريخ... تلك المعارف تدافعت وتصارعت لتنتج ثم تعود لنفس الحركة حتى أنتج الإنسان حضارته quot; (يوهان توتنكهام، تاريخ الفلسفه،الطبعه الثاتيه،بيروت 1996، ص43، 51)
فالعقل هو ملكة الرفض والقبول عند الإنسان وهو ملكة التمييز و ملكة الاختيار وملكة الترجيح.
والعقل وهو الإنسان الحر المختار الذي كلفه الله سبحانه وتعالى quot; (نفس المصدر السابق، ص 58)
لذلك يعتبرعلم الفلسفه عند هؤلاء الفلاسفه المحرك الحقيقي لقدراتهم على تحويل العالم الى عالم مثالي ينفرد بالاخلاق ويحكم هذا الكون بالعدل والحق.

ماجد محمد رشيد
روتردام - هولنده