رغم أن المقولة التي تقول، أن الصورة تغني عن ألف كلمة، إلا أننا لا زلنا في عالمنا العربي بكل جحافله الإعلامية نرددها لكن نطبق عكاظيتنا الأثيرة، أن الكلمات والكلمات فقط هي الصورة!!
طبعا..هذا أحد أهم الفروق الجوهرية بين إعلامنا المدجج بالكلمات والشعارات، والكثير الكثير من الجدل البيزنطي( مظلومة بيزنطة والله قياسا علينا)، وبين إعلام غربي يؤمن بأهمية الصورة، ويعالجها بذكاء، ويقذفها بوجه مشاهده رسالة تغني عن ألف كلمة.
MBC4، أحد قنوات شبكة تلفزيون الشرق الأوسط، تبث العديد من البرامج الأمريكية المعروفة، إضافة إلى حزمة أخبار الشبكات الرئيسة هناك، وهي فرصة ذهبية لنقارن، وندرس إعلام أمريكا، وندرك من خلال المتابعة أولويات المشاهد الأمريكي، واهتماماته، والتي لا ننكر أن هذا الإعلام الذكي والخبيث يوجهه عبر تأثير الصورة، والكلمة المرافقة للتعليق فقط!
الإعلام هناك صناعة، وصناعة ضخمة تدر البلايين، لها رؤوسها الرأسمالية التي تريد دوما ضمان مصالحها التجارية الأخطبوطية، فمجالس إدارة الشبكات التلفزيونية الكبيرة، هم أعضاء في مجالس إدارات شركات عملاقة أخرى، نفطية أو تجارة سلاح أو مطاط، أو أي شيء يدر أرباحا.
وفي سبيل تلك المصالح والمنافع، وهي مصالح خرافية الموارد طبعا، يتدخل هؤلاء بالسياسة، والاقتصاد في بلادهم، وفي بلاد quot;حرة!!quot; كأمريكا، فلا بد أن يكون الرأي العام حجر الزاوية في اتخاذ القرارات لتكتسب شرعيتها quot;الديمقراطية!
الإعلام، هو الأساس، وهو الملقم الأول للرأي العام الأمريكي، والديمقراطية الأمريكية كلها لعبة ذكية ومحترفة، تقوم أساسا على quot;شرعيةquot; القرار، حتى لو كان غير شرعيا، ووضعه بصورة القرار quot;العادلquot; حتى لو كان متجنيا، وهذا يتأتى عبر إعلام مكثف ومدروس، يعبر بالصورة التي تغني عن ألف كلمة، ويبرمج المتلقي في النهاية حسب رغبة قادة الإعلام، وهم في النهاية رجال أعمال، وأصحاب رؤوس أموال ضخمة ومتضخمة بازدياد، منهم كان الرئيس الأمريكي نفسه، تاجرا للنفط، ونائبه عضو مجلس إدارة في العديد من الشركات الضخمة آخرها كان العملاق الأمريكي quot;هاليبرتونquot;، الذي حز عقود امتياز بناء العراق بعد الحرب، وبناء معتقل غوانتانامو الشهير!! مصادفة عجيبة؟؟ ربما!!
من هنا.. ليس مدهشا ولا غريبا أبدا ما تناقلته الأخبار منتصف الأسبوع الماضي عن تصرحات الرئيس بوش لأحد الصحفيين الأمريكان حين أكد أن مصلحة أمريكا في المنطقة تكمن في النفط، والنفط فقط، لتسقط كل ادعاءاته حول نشر الديمقراطية وحقوق الإنسان!!
الرئيس الأمريكي لم يكذب، وهو منسجم مع ذاته تماما كرجل أعمال نشأ في مجتمع أعمال، والرجال من حوله( مع السيدة السمراء الجميلة) كلهم أهل مال وأعمال!!
المشكلة فينا نحن، حين لا ننسجم مع تلك الحقيقة، ونصدق الهراء.
في أحد مسرحيات شكسبير هناك قول مأثور مفاده( غلف الخطيئة بغطاء من الذهب، تتكسر رماح العدالة عليها)!!
مالك العثامنة
[email protected]
التعليقات