من حق السيد حسن نصرالله أمين عام حزب الله اللبناني الموالي لإيران حتى النخاع، أن يستنکر کما يشاء تلک الجريمة الارهابية التي طالت مرقدي الامامين الشيعيين في سامراء. کما إن من حقه أيضا أن يحدد المستفيدين الحقيقيين منها شريطة أن يکون ذلک مطابقا لواقع الحال و الحقيقة. السيد نصرالله الذي عرفناه دوما من خلال خطبه النارية و تصريحاته الحادة، يحاول من لبنان من ذلک البلد الذي لا يزال يأن من وطأة التدخلات السورية ـ الايرانية الموغلة في کل ما فيه الشر لهذا البلد الذي کان آمنا فحولوه الى ساحة تصفية حسابات، أن يحول الانظار عن حقيقة الشبهات التي تحوم حول طهران و دمشق و يوجهها الى سياقات أخرى لها علاقة بالدور الموکل إليه في لبنان على وجه الخصوص. أمين عام حزب الله وفي غمرة إحدى خطبه الحماسية بتأريخ23من شباط الجاري، يرمي بتهمة تنفيذ تلک الجريمة على(الصهاينة الموجودون في شمال العراق)کما ورد في خطابه الآنف، وهو بذلک يرمينا بداءه وينسل!! غير أنه کان الاولى بالسيد نصرالله أن يکرمنا بسکوته لا بهکذا کلام ليس له أي صحة على أرض الواقع، إذ أن الصهاينة المتواجدون في شمال العراق، تواجدوا و يتواجدون الى جانبه و في دول عربية و إسلامية أخرى يعلمها جيدا، وإذا کان هناک من معني بإستقرار العراق و دوام ثبات أمنه فهم الکورد قبل غيرهم وإن محاولات السيدين جلال الطالباني و مسعود البارزاني لتهدئة الموقف بعد تلک المؤامرة الطائفية الخبيثة التي قبرت في مهدها، هو أمر أقرت به معظم الدوائر ذات الاطلاع بالشأن العراقي. وإن نغمةquot;الصهاينة المتواجدون في شمال العراقquot;التي تعزف عليها العديد من الجهات السياسية المتباينة الافکار و المواقف، باتت تحلو للسيد نصرالله أن يستخدمها لکن من دون أن يدرک أن توقيته لإستخدامها غير مناسب إطلاقا. وإذا کان السيد نصرالله قد إعتاد على إستخدام شماعةquot;الصهاينةquot;لتعليق کل مايحلو له عليها، فإن الامر يختلف هذه المرة تماما. ذلک أن الاصابع کلها تشير الى عاصمتي المصائب و الويلات في المنطقة ويعلم کل لبيب إن إتهام واشنطن و إسرائيل بتلک الجريمة، هو أمر في غير محله و بعيد عن الواقع ولا يخدم الاستراتيجية الامريکية وحتى الاسرائيلية في الوقت الحاضر. اليوم عرضت فضائية quot;الفراتquot;التابعة للمجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق، مجموعة من فرقةquot;هبهبquot;التي وکلت إليها مهمة حماية أنابيب النفط العراقي، فإذا بها متورطة في قضية الهجوم الارهابي الاخير على سامراء مثلما ثبت علاقتها بعمليات إرهابية من قبيل تفجيرات و ذبح المواطنين بإستخدام صفة الشرطة و الجيش. فرقة هبهب هذه تابعة للسيد مشعان الجبوري، والجبوري کما يعلم کل المتابعين للشأن العراقي، هو وجه تابع لسوريا، ومن هنا تکون مسألة الربط بين مکونات هذه المعادلةquot;المؤامراتيةquot;ليست بتلک الصعوبة أبدا. وهنا لابد من الاشارة الى نقطة مهمة جدا، وهي أن مامن خطوة سياسية أو أمنية يخطوها الحکم السوري على الصعيد العراقي من دون إستشارة طهران وهذا الامر ليس بسر نذيعه وإنما هو واقع ملموس يعلمه القاصي قبل الداني، ويقينا أن نظم حکم إستبدادية متمرسة في قمع شعوبها و تصدير الموت الى الدول المجاورة لها وللعالم أجمع، سوف لا تتورع عن القيام بجريمة التطاول على المرقدين المقدسين في سامراء. لکننا في نفس الوقت يجب أن quot;نتفهمquot; هذا الموقف الصادر عن السيد نصرالله و الذي کان يجب أن يکون هكذا، ذلک أن الذي يحمل دماغا محشى بالتوجهات الفکرية ـ السياسية الايرانية و يتنفس برئة سورية، هل بالامکان أن يصدر عنه موقفا مناقضا لدمشق و طهران؟
نزار جاف
[email protected]
التعليقات