ما من شك أن السيد حسن نصرالله يحظى بشعبية كبيرة في لبنان. لقد حصلت هذه الشعبية بعد أن قررت اسرائيل الخروج من الأراضي اللبنانية التي كانت تحتلها. لا يخفى على أحد أن شعبية نصرالله امتدت الى الدول العربية حالها من حال شعبية جمال عبد الناصر وصدام حسين. ربما قلت هذه الشعبية بين اللبنانين في الآونة الأخيرة بسبب اختلاف الرأي هناك حول قضية التواجد السوري في لبنان وهذا الأمر لا نريد الخوض فيه لأنه يعد شأنا داخليا يحدده الشعب اللبناني. ما يهمنا هو التدخل المستمر للسيد حسن نصرالله بالشأن العراقي، ذلك التدخل الذي دائما ما يأتي ضد تطلعاتنا.
قبل حصول الحرب الأخيرة التي قادتها الولايات المتحدة الأمريكية لاسقاط صدام ونظامه المجرم تعالت بعض الأصوات المعارضة لهذه الحرب من بعض حكام الدول العربية. نحن كعراقيين كنا نتفهم بعض هذه التصريحات، لكننا لم نتفهم موقف السيد حسن نصرالله، إذ طلب ( السيد ) حينها من المعارضة العراقية الجلوس على طاولة واحدة مع صدام للتحاور وتجنب نشوب هذه الحرب. استغربنا أن يخرج هذا التصريح من الرجل ( الشيعي ) حسن نصرالله، أما سبب استغرابنا فهو أن صدام كان قد قتل مئات الآلاف من أبناء شيعة العراق يقف في مقدمتهم علماء كبار مثل الشهيد محمد باقر الصدر والشهيد محمد صادق الصدر وعشرات الشهداء من عائلة الحكيم.
حينها، تساءلت مع نفسي: هل يعقل أن يدعونا السيد نصرالله للجلوس مع يزيد ابن معاوية؟!
هل من المعقول أن يتجاوز أبناء الشيعة بالعراق الجرائم البشعة التي اقترفها صدام بحقهم ليوافقوا على الجلوس والتحاور معه؟!.. هذا الأمر جرني الى تساؤل هو:
لماذا لا ينسى حسن نصرالله أيام عاشوراء، تلك الأيام التي يصعد فيها نصرالله، كل عام، على المنبر ويلقي خطبه عن الامام الحسين ( ع ) وعن بطولاته في معركة الطف، تلك المعركة التي فضل فيها الامام الحسين الموت على مبايعة الظالم يزيد ابن معاوية؟!
شخصيا، بعد هذا التصريح بدأت أهتم كثيرا بخطب (السيد) وللأسف وجدتها تشبه كثيرا خطابات أغلب قادة الدول العربية، هؤلاء القادة الذين تعودوا على الخطابات الرنانة التي تتشابه مع بعضها، لاسيما حول الهجوم على اسرائيل والامبريالية الأمريكية.
هكذا وجدنا السيد نصرالله في خطابه الأخير الذي ألقاه في لبنان في مسيرة احتجاج على جريمة الاعتداء على مقام الامامين علي الهادي والحسن العسكري عليهما السلام في سامراء.
مع أن الجريمة واضحة المعالم من حيث منفذيها، لكن (السيد) وحسب المنهج السائد للقادة العرب في دغدغة مشاعر الجماهير بدأ بمهاجمة اسرائيل وعدها المسؤولة عن الهجوم وعندما تعالت الصيحات من هذا الجمهور زاد ( السيد ) الطين بله حينما اتهم كردستان العراق بايواء اسرائيلين فيها.
نحن هنا نسجل استغرابنا مرة أخرى من التصريح غير المسؤول الذي اتهم فيه ( السيد ) أهلنا في كردستان العراق، ذلك الاتهام الذي لم يردده قبله الا أعداء العراق وشعبه دون وجه حق أو دليل وكان الأجدى بالسيد الاهتمام ببلده الذي يمر بأصعب مرحلة ربما تؤدي به الى عودة الحرب الأهلية التي مزقته من قبل، لذا ندعوه أن يتركننا وشأننا ويهتم بقضايا بلده الذي يتواجد على جزء من أرضه، رسميا، قوات اسرائيلية.
طارق الحارس
التعليقات