من الأقوال المأثورةquot; مع مثل هؤلاء أصدقاء من يحتاج إلى أعداءquot;. الأستاذ مجدى خليل هو أكثر الكتاب الأقباط إنتشارا فى الإعلام العربى بل والغربى أيضا صحفا وفضائيات، وللحق هو كاتب متميز وأسلوبه بليغ وطريقة كتابته جذابة وافكاره عادة مرتبة وجريئة. ولا شك أن أسلوبه يقترب من أسلوب أستاذ الأساتيذ محمد حسنين هيكل الذى هو بالطبع مدرسة صحافية بغض النظر عن تقييمه إنسانيا. ولا تعارض بين أن يكون كاتبا ما جهبذا وفى ذات الوقت يعانى من إحدى مركبات النقص فى شخصيته، فقد يكون كاذبا أو منافقا أو حتى خائنا. وفى هذه الحالة كلما زادت موهبته فى الكتابة كلما كان وبالا على القراء إذ يسمم أفكارهم ويشوه رأيهم ويضيع جهدهم.
خلط الأستاذ مجدى خليل فى موضوعه المنشور فى إيلاف بين كثير من العسل وبعض السم، ولن نتتبع العسل ولكن سنحاول تنقية السم. يقول الأستاذ خليل بعنطزة هيكلية :quot; ووفقا ما وصلتني من معلومات أستطيع أيجاز ما عرضته الحكومة على الأقباط في الآتي:1 -نحن أفضل لكم من الأخوان.....2-تقديم بعض المطالب الصغيرة في إطار سياسية التجميل وليس التغييرالحقيقى لإوضاع الأقباط....3- استقطات بعض ضعاف النفوس من أقباط المهجر والذين يسعون للشهرة والمصالح الشخصية، واختراقهم....4- الأعداد لعقد مؤتمر داخل مصر عن أوضاع الأقباط في شهر مارس الحالي،كما ذكرت بعض الصحف المصرية......quot;
ياسيد مجدى رحم الله أمرؤ عرف قدر نفسه. أية معلومات هذه التى وصلتك وكيف؟ أننا نكتب منذ أعوام عن تلك المعلومات التى وصلتك أم أنك لست بقارىء؟ بقى أن تذكر لنا أن كيسنجر قال لك وأنتم تتناولون العشاء quot;يامجدى أنت مفكر إستراتيجى خطير، وأن معلومات السى آى إيه تقول كذا وكذاquot; كما كان يدش علينا الأستاذ وكنا نصدقه!
واضح أن الاستاذ مجدى خليل يريد قطع الطريق عمن يمكن أن يستجيب لدعوة الحكومة المصرية أن يجرى حوار الأقباط فى الداخل. ولا أعرف بصراحة هل هى طريقة لما كنا نفعله صغارا عندما كنا نريد الإنضمام للعبة فنقول quot;فيها لأحفيهاquot; أى إما أن نشترك فى اللعب أو نهد المعبد على من فيه وندمر اللعبة. كنت ولا زلت أظن ان الحوار والتحاور مع الحكومة المصرية وكل قوى المجتمع المصرى هو هدف الأقباط حتى ولو إختلفوا خلال ذلك الحوار. عجيبة العجائب أن ننصح حماس ونأخذ على الإسلامويين عدم النقاش ورفض التحاور ولا نعيبه بذات القدر وأكثر على الإقباط. لأن التحاور مع الحكومة ومع هيئات المجتمع وقوى المجتمع المصرى يظل حوارا بين شركاء ndash; إن لم يكونوا أشقاء-، وقلنا وسنعيد ونزيد أن السياسة ليست ممارسات ثأرية، ولا فانتازيا فكرية ولكنها كانت وستظل فن الممكن.
نشرت لى إيلاف سابقا مقالا أتسائل فيه عما كان يمكن أن يفعله المهندس عدلى أبادير لو قيض له ان يتولى سدة الرئاسة المصرية. هل يستطيع المهندس عدلى أو الأستاذ مجدى أن يلغى النص الدستورى الذى يشير الى الشريعة الإسلامية غداة توليه سدة الرئاسة؟ هل يتمكن أيهما من إصدار قانون بتقرير نسبة %15 للأقباط فى الوظائف العامة والمجالس التشريعية فورا؟ هذه المطالبات سم من ضمن العسل الذى يدعو لتطبيق القوانين الحازمة على كل من يجرم فى حق مواطنيه الأقباط وتوحيد قانون تشييد دور العبادة، وطبعا المرأة... وكأن قضية مساواتها تشغل فعلا أقباط مصر بنفس درجة إهتمامهم بمشكلاتهم!
هذه المطالبات ليست سما لعدم عدالتها أو لقلة الحاجة إليها، ولكن لأن المطالبة الفورية بها كوضع العصا فى الدواليب. نعم هى مطالب عادلة وخير البر عاجله، ولكن هذه مطالب تعجيزية وليست سياسية لأنها غير ممكنة فى الوضع الحالى حتى لو أرادت الحكومة تنفيذها فلن تستطيع وكما قلنا السياسة هى فن الممكن ياسيد مجدى. العمل هو كيف نضع سياسة تجعل الإستجابة لهذه المطالب ممكنة فى أقرب وقت. وهذه المطالب تصبح ممكنة عندما نصلح من الإعلام ونتتبع سقطاته ونعالجها، وعندما نراجع سياسة التعليم ونوجهها، أيضا بالضرب على كل من يعبث بالقيم الوطينة سواء كان إعلاميا ام صاحب وظيفة أو مركز. ثلاثة إجراءات وممارسات لو أتيح لها أن تنصلح فالباقى كله يصير فى متناول اليد، فليعرض الأقباط هذه المطالب ويعملون بمثابرة ووحدة صف لنيلها ومتابعة العمل بها وتطبيقها وإلزام الحكومة بها، وبعد ذلك وعندما تضمحل النعرة الطائفية والتجييش المذهبى يمكن عند ذلك فقط تعديل الدستور وتأمين نسبة من التمثيل السياسى للأقباط والقول بغير ذلك يكون وضعا للعربة أمام الحصان.
ياأستاذ مجدى خليل أرد على ذكرك لكلمات السيد المسيح بكلمة أخرى quot; فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ماينفع الناس فيمكث فى الأرضquot;.

عادل حزين
نيويورك
[email protected]