عادت طاولة الشطرنج من جديد تتصدر وسط بلاد الواق واق، مربعات سوداء بيضاء في كل مكان، محادثات لا تنتهي و سياسات تفتك بالإقتصاد و بالحياة الإجتماعية،بطالة، هجرة، فقر، الجميع يعتقد أنه يملك الكثير من الوقت لحل مشكلة الرئاسة في بلدنا الصغير، الجميع يعتقد أن بمقدوره تحريك الدفة لصالحه، و الأحجار تتصارع، الجيش البرتقالي لن يتوقف حتى تتحقق أميته،و لا يهمه مع من يتحالف، ربما نقف عند تلك الطاولة المستديرة نتحسر على الشبان الذين حاربوا من أجل مبادىء تتغير اليوم لتيار كافح ضد ما يسمى بالإحتلال السوري، أما جيش المختارة يقف موقف الحكيم و المستقبل و يوزع النصائح بالمجان لتحالف جيش قوى 14 آذار،لكن للأسف الجميع متسمر في مكانه دون الوصول الى حلول جذرية تكرّم دماء الشهداء الذين ماتوا فداءً لهذا الوطن العزيز كلما تابع الناس الحوار يتحسرون على عمالقة التاريخ الشهيد رفيق الحريري، باسل فليحان، جورج حاوي،سمير قصير، جبران تويني، هل يعتقد المتحاورون أن شهداءنا يتبسمون لهم من السماء بعدما وقعوا في مصيدة أمل؟؟ يقولون نريد تحريك الصناعة الوطنية نريد تشجيعها كيف و نصف لبنان يذهب للتبضع من سوريا و يحرك الإقتصاد السوري بدلاً من الإقتصاد اللبناني و كل ما نشاهده على التلفاز كذب، بعد عودة بعض الأصدقاء من رحلتهم في حلب قالوا أن نصف لبنان في سوريا يتبضع من هناك و بدلاً من متابعة السياسة عليك بروتانا أصدق و أجمل.... فالناس ليست جميعها تسكن في وسط المدينة، و منظر عجوز يتناول الخبز عن الأرض حتى يأكله لا يفارق مخيلتي... ماذا بعد سيدي الرئيس؟؟ أهي سياسة أم مجزرة شعب بأكمله.أين الحقيقة أين التصحيح أين المظاهرات و الهتافات؟؟ و هل توقفت الإغتيالات لأن الجهة الصديقة هي التى دعت الى الحوار ؟ بعد كل هذا نستطيع القول أن الإجتماع حول الطاولة المستديرة لحل الأمور العالقة ليست سوى عناوين لما ما هو أعظم و شارب كأس العلقم هو الشعب اللبناني لماذا لا يحددون وقتاً لكل هذا ؟ و لماذا تتغير الأجندة السياسية كل يوم بل كل لحظة؟؟؟ طاولتنا تضم العمالقة و لكن سياسة الجيش الأحمر السوفيتي تشعر الناس بالملل خاصة أن مصالحهم معطلة....فإلى أين يا بلاد الواق واق؟؟


دارين شقرة