معروف عن المشارقة خاصة أنهم شديدو الإيمان بالغيبيات، الأمر الذي أتاح للمغرضين فرجة ولجوا منها، كما أن من quot;استغربquot; في تفكيره منهم حذر السقوط في حبائل المغرضين، ظلم عقله في تغييب الجانب الروحاني من وجود أمور كثيرة لم يقو أي علم مادي على تفسيرها.

اسرد هذه المادة على سبيل الذكر لا الحصر تبيانا لما يليها، فمن موقع الميدل ايست اونلاين بتاريخ 27/12/2005 نتعرف إلى ظاهرة بالفعل حيرت العلماء السويسريين، حيث ثبت لديهم أن إحدى مواطناتهم ترى ألوانا موسيقية بالأحمر أو البنفسجي عند عزف النوطة.



أما أبو خلدون الكاتب في الخليج الإماراتية يكتب بتاريخ 15/11/2006 مقاله بعنوان هل جارك كائن فضائي يروي لنا فيها قصة العالم جان بيار بوتي، الذي كان في مطلع التسعينيات، مديرا لمعمل أبحاث في المركز الوطني للأبحاث العلمية الفرنسي، فيما تحظى أبحاثه ودراساته باهتمام الأوساط العلمية المختصة في العالم، ويصفها الخبراء بالمتانة، و الاستناد إلى الأصول العلمية الثابتة. لكن الغريب في أمر هذا العالم انه اعترف بكون علومه إنما أتت عبر تعاون مع كائنات من كوكب ldquo;أوموrdquo;!.، فمن الأحرى بالتصديق؟.

و الكاتب سعيد محيو من صحيفة الخليج أيضا يسميها بتاريخ 2/11/2005 بـquot; حقنه في العضل لنظرية الكون الحيquot; يبين فيها أن علماء الغرب باتوا ينكصون على أعقابهم عودا إلى المفاهيم الروحانية، مثل الإشراق الروحي و مفاهيم وحدة الوجود التي تتعامل مع الكون كجسد حي واحد، بعد أن أقر علماء أمريكيون بحقيقة اكتشافهم لانتشار الهيدروكاربونات؛ المكونات الأصلية و الأساسية للحياة؛ في كل الكون وليس فقط على سطح الأرض، و إذا ما هبطت في بيئة مناسبة، تشكّل أرضية ممتازة لنشوء الحياة، مما دفع علماء اليوم لعدم استبعاد نظرية الفيلسوف الإغريقي أناكساغوراس التي تقول بأن الحياة على الأرض تمت بمساعدة من الفضاء.

و يقتبس لنا في مقالته بتاريخ 23/4/2006 قول لعالم الفضاء الروسي ليونيد سنبيرانكسي:
quot; حتى الآونة الأخيرة كان يعتقد أن الزمان والمكان ظهرا بطريقة فوضوية مباشرة بعد quot; الانفجار العظيمquot; الذي أفرز كوناً متجانساً ومتوسعاً. لكن يتعين على العلماء الآن أن يقبلوا فكرة أخرى هي أن الكون ربما ولد وفق سيناريو كتب سلفاًquot;.

و بتاريخ 18/12/2005 يكتب فهد العامري عن quot; التاريخ المخفي للجنس البشريquot; في صحيفة الرياض السعودية، يعرض فيها لكتاب بذات العنوان( Hidden History of Human Race ) ألفة عالم آثار الأمريكي اسمه مايكل كريمو، مما أقتبسه لنا كان قول الكاتب: أن الكنيسة المسيحية حاربت أو طمست العديد من الاكتشافات الأثرية و الأحفورية القديمة لمجرد أنها تتعارض مع الروايات الإنجيلية حول الخلق وتطور المجتمعات الأخرى.

و على شاكلة كريمو و كتابه، يلخص لنا العامري رأي جيبي برينان في كتابه رحلة عبر الزمن Time)) Travel )) اكتشافات أثرية عظيمة في الصين، و بيرو و تايلند والعراق وبحر إيجه - تثبت ظهور مجتمعات بشرية مجهولة تميزت بتقدمها التكنولوجي الكبير. فيما يتساءل برينان عن سبب اختفاء هذه الآثار، و لماذا تمت محاربتها من قبل الأوساط الدينية المسيحية الغربية!! و يورد في المقالة نماذج لهذه العبقريات quot; الماديةquot; مثل والآلة البرونزية الحاسبة التي اكتشفت في بحر إيجه، و البطاريات الجافة التي اكتشفت في العراق واستعملت في الطلاء الكهربائي، علاوة على رسومات لبالونات هواء ساخن تثبت أن هنود بيرو أول من استعملها للطيران، زد على ذلك اختراع الطائرة الشراعية التي اكتشفت لها نماذج خشبية في مصر، و برونزية في بيرو.

فهل بقي هنالك من شك لمُغَّرِبّيّ و مستغربي التفكير في وجود قوة خفية صنعت هذا الكون و مازالت تديره و ترعاه؟، أم هل من فطاحلهم من يقدر أن يحل هذه الألغاز؟ و من الأحرى بالتصديق هنا؟ العالم المختص أم أشباه المتثقفين من مدرسة quot; عنزة و لو طارتquot;!، و لماذا يقر العلم بوجود التخاطر و الأحلام التنبؤية، بينما ننكر أن يضع الله سرا في طفل أرضعه اللغة الألمانية و ألهمه أن يقول بأنه سيحكم بلادها!، ونقول أن هذه خزعبلات؟ و آخر يولد و شهادة أن لا اله إلا الله مختومة بيد القدرة على جلدة رأسه! هل يتفق العلم مع التعنت لأفكار مسبقة؟ لماذا يخشى هؤلاء الإيمان بالله، و تتمترس خلف أكسيد التنبلة عقولهم؟، ماذا ينفعهم إن كسبوا العالم و خسروا أنفسهم؟

محمد ملكاوي
[email protected]