(لم تبلغني العرافات بأن هذه النقوش الجميلة على شفة فنجاني مجرد عقارب تحيك لي كفنا أدفن فيه كل عواطفي وذكرياتي وأن تلك الطريق الذي كن يتغزلن به هو طريق باتجاه واحد سيوصلني إلى رف فيه مزهرية سأبقى فيها مجرد ذكرى في دفتر فتاة quot;واقعيةquot; لم تتعثر بالـ quot;النصيبquot; هذه المرة.). نضال زايد- من quot;نقوش على فنجان قهوة...quot;.

..لعنة الشوق كلها أصبها عليك أيها الشقي الذي رحل، وفي خاطري اعتذار أحمله إليك، لو انتظرت قليلا حتى منتصف الصيف، كنت عازما على عبور المحيط فأعتذر لك، ونشرب القهوة في ستاربكس، أعرفك مستعجلا دائما، لو أنك تمهلت!!

على كل حال، أوجعتني برحيلك، شكرا على هذه الصفعة، ها قد انتقمت مني، فهل ارتحت، كم أنا متوجع، وكم أنت مرتاح، الرحمة لك.

نضال زايد، يا دهشة تعملقت على كتلة الحجم من الجسد الذي يحمل روحك، هل ضاق الجسد إلى هذا الحد، هل فاضت الروح إلى هذا الحد؟ والله أوجعتني..

مرة..ذات غربة تحت الصفر، وخلف المحيط وطن لنا وأمهات تركناهن يعبقن برائحة الهيل والقهوة العربية لضيوف العيد، تحادثنا على الهاتف، فقلت لي لم لا تكتب عن عمان؟ لو تدري يا صديقي الذي رحل، لو تدري يا نضال كم في سؤالك أطنان من وجد تفجر في داخلي، كنت تستفزني كل مرة، كنت تختبئ خلف ضحكتك اللعينة فتخفي حزنا تقطر في قلبك خمرا أثملك.

..ومرة، جمعنا دفء صبح عماني جميل، ودعانا الرائع ناصر قمش إلى وجبة حمص وفلافل، ولا أزال أذكر هذا الفرح اليتيم في وجهك، كنت تضجك من قلبك، كنت تحتضن
دفء الشمس وهي تلفك، كنت طفلا..بالمناسبة يا صديق، ناصر قمش حزين جدا على رحيلك، وأعتقد أنه عاتب على استعجالك المغادرة!

..وحين اختلفنا، قسونا على بعضنا، قسوت عليك بحجم قسوتك علي، وكنت أعلم أنك تنتظر مني خطوة تراجع لتعتذر أنت، كما كنت أتلهف منك خطوة للخلف كي أقبل جبينك، لم نفعل!! واصلنا القسوة، وافترقنا..

قبل عام، في شيكاغو، وفي شتاء أكثر قسوة من غربتنا، قال لي صديقنا المشترك والطيب جدا سنان شقديح، أنك ترغب بمصالحتي...فرحت والله، اتصلنا بك، لم تكن موجودا، صفعني صوتك المجمد على رسالة التسجيل، لم أستطع تجميد اعتذاري رسالة مسجلة...أخطأت أنني لم أعاود الاتصال، لقد كان لقاؤك مرة أخرى مشروعا مؤجلا، كمعظم مشاريعي في الحياة، كان خطأي..وربما خطأك أنك رحلت فجأة.
نضال زايد... يا الله كم أوجعتني، وكم أنا حزين.

مالك العثامنة
[email protected]