فازت حماس بالإنتخابات الفلسطينية وتم تشكيل الحكومة الفلسطينية الجديدة وبدأ الحصار يتزايد على السلطة الوطنية الفلسطينية ومما يثير الإستغراب في تشكيلة الوزارة الجديدة بقيادة حماس أن يتولى رئيس الوزراء حقيبة وزارة الشباب والرياضة وهي التشكيلة الأولى في العالم والتي يتولى فيها رئيس الحكومة وزارة الشباب والرياضة فلماذا يصر إسماعيل هنية على رئاسة هذه الوزارة؟.

بالطبع في كل إنتخابات نرى هناك برنامجاً سياسياً ووعود إنتخابية فهل تحققت الوعود الإنتخابية التي أطلقتها حماس؟، أم أن الوقت مازال مبكراً لتحقيق جزء من هذه الوعود على الأقل في وزارة الشباب والرياضة، هناك الكثيرين في وزارة الشباب والرياضة بعد تولي هنية لتلك الوزارة إستبشروا خيراً في بداية الأمر ولكن عندما بدأت الحكومة في تولي المناصب والإدارات بدأ يشعر الموظفون في تلك الوزارة بأن العمل أصبح ممل ومثير للإشمئزاز لماذا؟.

توقفت الأنشطة الرياضية تماماً في تلك الوزارة لعدة أسباب منها أن الحكومة برئاسة هنية بدأت في التغيير وهذا التغيير أثار حفيظة المسئولين في تلك الوزارة لأنهم شعروا بأن التغيير سيطال مصادر رزقهم بالطرد والتفنيش لإحلال مدراء جدد ليس لهم مؤهلات إلا أنهم من حماس، ومن الأسباب أيضاً أن الأنشطة الرياضية بحاجة الى أموال وطالما أن الحكومة لاتملك أموال في الوقت الحاضر للصرف على رواتب العاملين في مختلف القطاعات فمن باب أولى أن تتوقف الأنشطة الرياضية في تلك الوزارة.
بالطبع رئيس الوزارء لابد أن يتابع جميع الوزراء بصفته رئيس الوزراء فهل لديه الوقت الكافي ليقوم بمهام وزير الشباب والرياضة؟، إن أول خطوة قام بها رئيس الوزراء نزل الملعب في صورة دعائية بصفته وزير الشباب والرياضة وبدأ يطلق التصريحات بأنه سيتابع كأس العالم ويشجع فريقي السعودية وتونس على الرغم من إنشغالاته وهمومه السياسية، إلى جانب الهموم والأوضاع الصعبة التي يعيشها الشعب الفلسطيني.

الوزير هنية لم يخف أمانيه بأن تشارك فلسطين في المونديال القادم الذي ستحتضنه جنوب أفريقيا عام 2010م، وذلك عقب زيارة تفقدية قام بها إلى وزارة الشباب والرياضة للمرة الأولى منذ توليه رئاسة الوزراء وإحتفاظه بحقيبة الشباب والرياضة، وأشاد هنية بالشباب الرياضي الفلسطيني الذي سطر أروع البطولات، مشيراً إلى الانجازات التي حققها منتخب الكرة الفلسطيني في مختلف المحافل الدولية والعربية التي شارك بها فهل هذه هي أهداف حماس المقاومة؟.

العاملين في الوزارة المذكورة يقولون إن العمل في تلك الوزارة ممل ومقرف لماذا؟ لأنه لا توجد أنشطة ولاميزانيات للصرف منها على تلك الأنشطة، إسماعيل هنية هو وزيرنا ولكنه لم يحضر الى الوزارة الا مرتين فقط منذ بداية تسلمه مهام الوزارة وهذا سبب أيضاً في تعطيل أنشطة تلك الوزارة،

وكان رئيس الوزراء الفلسطيني قد عقد سلسلة من الاجتماعات مع أركان الحركة الرياضية الفلسطينية لدى زيارته لوزارة الشباب والرياضة، بدأها مع الدكتور وكيل أحمد اليازجي الوزارة، ومع كادر الوزارة، قبل أن يلتقي برؤساء الاتحادات الرياضية للألعاب الجماعية.

ويعد إسماعيل هنية شخصية سياسية محبوبة لدى الشارع الرياضي الفلسطيني بمختلف توجهاته، ومن أبرز المتابعين للحركة الرياضية الفلسطينية، ولم يترك أي حدث رياضي إلا وتابعه حتى بعد توليه منصبه الجديد في رئاسة الوزراء، علاوة على أنه سبق له وأن لعب في عدة أندية فلسطينية كما تقلد رئاسة نادي الجمعية الإسلامية، وهنا نتسائل هل رئاسة نادي الجمعية يخولة مهنياً أن يترأس وزارة الشباب والرياضة؟.

وفي حديثه عن الأوضاع الرياضية والشبابية الفلسطينية، قال هنية أن إقرار قانون الشباب والرياضة بالمجلس التشريعي سيكون قريباً، حيث سيتم إقراره بالقراءة الثالثة في القريب العاجل، وذلك في خطوة لإعادة ترتيب وتأهيل الوضع الرياضي الداخلي الفلسطيني.

وهنا نتسائل : من أهم وزارة شئون اللاجئين أم وزارة الشباب والرياضة؟ هناك مقارنة ومفارقة عجيبة بين العقلية الفلسطينية والعقلية الإسرائيلية فشارون عندما كان رئيس وزراء تولى حقيبة وزير الهجرة والإستيعاب لماذا؟ لأنه كان لديه خطة صهيونية شارونية تسمى quot;بساط شارونquot; كان الهدف منها هو تشجيع مليون يهودي للهجرة الى فلسطين المحتلة خلال ثلاثة عقود، وترتكز في الاساس على مساعدة اليهود واقناعهم بالعودة، ومن أجل ضمان تنفيذ هذه الخطة قام بالإحتفاظ بمنصب وزير الهجرة والاستيعاب لنفسه.

وقد سعى شارون الى تنفيذ هذه الخطة والقيام بها منذ توليه رئاسة الوزراء في إسرائيل وقد رصد مبلغ 100 مليون دولار لدعم المرحلة الاولى من هذه الخطة المقسمة الى أربع مراحل تستمر كل مرحلة سبع سنوات ونصف، وعلى ضوء متابعة تنفيذ الخطة فقد تبين أن معدل المهاجرين السنوي الذين أتوا إلى فلسطين المحتلة بلغ 32 ألفا وخمسمائة يهودي سنوياً، وهو معدل خطير للغاية ويثبت أن الخطة الشارونية تسير بنجاح وبالمعدل الذي تم التخطيط له من البداية وهو ما سيؤدي للتأثير على الفلسطينيين بصورة عامة سلبياً.

فلماذا لايتولى رئيس الوزراء وزارة اللاجئين في الداخل والخارج؟ ويعمل على بناء خطة لإعادة التوازن بين الهجرة اليهودية الى فلسطين وبين تنظيم صفوف اللاجئين الفلسطينيين في مختلف دول العالم وتحقيق طموحاتهم في حق العودة والمشاركة في الإنتخابات الفلسطينية، أم يريد أن يمتع نفسه بمشاهدة مباريات المونديال ويترك معاناة الشعب الفلسطيني تحت القصف والعدوان الإسرائيلي المتواصل، إضافة الى ذلك لم أرى خطيب وإمام جامع يتولى منصب رئيس نادي رياضي في أي من دول العالم الأسلامي فهذا توجه وذاك توجه آخر.

لقد كشف هنية في أحد تصريحاته أنه سيقوم بزيارة إلى دول قطر تلبية لدعوة وجهها له الأمير القطري، حيث سيبحث خلال هذه الزيارة موضوع مدينة quot; ابوجهاد quot; الرياضية التي تبنت دولة قطر تكلفة تشييدها قبل نحو 10 أعوام وهو يعلم تماماً أنه مستهدف إسرائيلياً ولايستطيع مغادرة منزله عوضاً عن مغادرة الأراضي الفلسطينية.

وأكد رئيس الوزراء أنه سيولي الاتحادات والأندية الرياضية أهمية خاصة، حيث وعد بتوفير مقرات للاتحادات الرياضية، إلى جانب تشييد مقر دائم لوزارة الشباب والرياضة بدلاً من استئجارها لمقرات مؤقتة، وهنا لنا وقفة ونتسائل كيف سيتم توفير مقرات للإتحادات الرياضية وهناك أزمة مالية خانقة تعصف بالشعب الفلسطيني وقيادته.

هناك من يقول أن الذي يحكمنا في وزارة الشباب والرياضة quot;ولد وخمس مساعدينquot; ولا أحد منهم يعرف مهنيا الفلسفه التي تقوم عليها الوزارة رغم أنها مكتوبة في النظام الأساسي للوزارة وهي إعادة دمج الشباب الفلسطيني في مجتمع مدني متحضر وقادر على صقل واطلاق طاقات وقدرات وابداعات الشباب، التي تأتي من خلال المشاركة في مرحلة البناء والاستقلال ضمن برامج تهدف الى تعزيز روح الانتماء الوطني والقومي لديهم لتنمية الاعتماد على الذات وترسيخ مفاهيم الديمقراطية والعدالة الاجتماعية.

ووضعت الوزارة نصب اعينها، وفي صلب اولوياتها، رعاية وتطوير قدرات الشباب الفلسطيني السوي القادر على الاسهام في بناء وطنه والارتقاء بمجتمعه المحكوم بالقيم الحضارية والانسانية من خلال البرامج الشبابية المنظمة.

البعض الآخر يتسائل ماذا نعمل؟ حكومة حماس لم تصدق ولم تفي بوعدها حين قالت انهم سيبنون على ما هو موجود ولكن العكس هو الذي حدث تماماً ففي وزارة الشباب والرياضة كما في أغلب الوزارت إعتمدوا مبدأ الازاحة والاحلال رفعوا ناس من فتح وجابوا ناس من حماس ولا علاقة لهم بمهنية عملنا إطلاقا وكذلك في وزارات اخرى وكل مؤهلاتهم المهنية أنهم من حماس وعم يتلاعبوا فينا متل شوية أولاد صغار وماحدا منهم عارف شو يعمل.

وهنا ننصح حكومة حماس أن تفكر ملياً في الأمر قبل أن يهاجر الناس من فلسطين الى خارجها لتحقيق quot;نظرية الترانسفير الإسرائيليةquot;، والسبب أنهم قلقين على مستقبل فلسطين في ظل حكومة حماس وقديما قالوا في ظل حكومة فتحاوية من المسئول عن القهر الوظيفي في وزارة الشباب والرياضة الفلسطينية؟ والآن يقولون من المسئول عن القهر الوظيفي في كل الوزارات التي تتولى قيادتها حماس؟. لذا ينبغي إعادة النظر في تشكيل حكومة وحدة وطنية لا تعتمد مبدأ quot; الإزاحة والإحلال quot; فالشعب الفلسطيني منقسم على نفسه بين فتح وحماس والنتيجة هناك طريق واحد هو أن الحكومة في طريقها الى الإفلاس.

مصطفى الغريب

شيكاغو