وتتوعدان بعضهما بانتظار يوم الحسم
فتح وحماس دشنتا مرحلة كسر عظم جديدة بقطاع غزة

عباس يعلن فشل الحوار ويتوجه للاستفتاء
سمية درويش من غزة: توقعت مصادر فلسطينيةأن تواجه الساحة الفلسطينية موجة عنيفة من الاقتتال الداخلي بين أنصار حركتي حماس وفتح، لاسيما بعد التهديدات التي أطلقها الجانبين، وفي ظل الفشل الذريع الذي مني به الحوار الفلسطيني -الفلسطيني، وعدم تمكن المنظمات الفلسطينية من التوصل لاتفاق حول وثيقة الأسرى التي أعدها زعماء فلسطينيون مسجونون بإسرائيل.

وكان القطاع مسرحا لليلة دامية حيث قتل خمسة فلسطينيين من أنصار حماس وفتح، في اشتباكات نارية متفرقة وقعت جنوب القطاع وغرب مدينة غزة، حيث نشرت اليوم القوة التنفيذية التابعة لوزارة الداخلية عناصرها بكثافة في شوارع القطاع ، في وقت ينتظر فيه البعض يوم الحسم غدا، حيث سيصدر الرئيسالفلسطيني محمود عباسمرسوما رئاسيا بإجراء الاستفتاء على وثيقة الأسرى.

وفي التفاصيل، فقد هددت كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس ، بالرد على محاولة اغتيال أحد قادتها في مدينة خان يونس، جنوب قطاع غزة ليلة امس، متهمة ما أسمتها بـquot;فرقة الموت التابعة لجهاز الأمن الوقائيquot; بمحاولة اغتيال القيادي بالقسام ياسر الغلبان، بإطلاق النار مباشرة على سيارته، ما أدى لإصابته إصابة خطرة ومقتل شقيقة وزوجته.

بدورها اتهمت كتائب شهداء الأقصى الذراع العسكري لحركة فتحكتائب القسام بإغتيال احد قادتها محمد الكردي ، مشددة على ان هذه الجريمة لم ولن تمر دون عقاب رادع وقاس. ووصف أبو عبيدة الناطق باسم كتائب القسام ، المهاجمين بأنهم عناصر موتورة ومشبوهة ، حيث قال quot;هذا عمل خطير جدا ويأتي ضمن سلسلة يقوم بها هؤلاء المشبوهون من عناصر الوقائيquot; ، حسب تعبيره. وأكد أبو عبيدة ، أن كتائب القسام ستقوم بالرد على هذا الاعتداء في حال علمت بالأشخاص الذين نفذوا الاعتداء مباشرة ، لافتا الى ان الخيارات مفتوحة أمام القسام للدفاع عن قادته وأبنائه. وتابع قائلاquot;لا يمكن أن نقف مكتوفي الأيدي أمام هذه الأعمال ، ولكن نحن في كتائب القسام نعلم جيدا كيف نرد على هذه الجرائم ، وردنا سيكون مبررا لأن الجريمة واضحة للعيان، وهي جريمة بشعة تضاف لجرائم الاحتلالquot; ، حسب قوله.

الأقصى تتوعد
أما كتائب الأقصى فقد جاء في بيانها ، quot; هاهي المليشيات السوداء تؤدي دورها الحقيقي وتنوب عن الاحتلال في قتل الأبطال من أبناء المقاومة وتلعب الدور الذي فشل فيه الاحتلال الصهيونيquot; ، حسب تعبير البيان. وأضافت الأقصىquot; بان عملية قتل القائد الكردي جاءت لتكشف اللثام عن وجوه اللئام ولتبين لنا نوايا هذه الفئة الضالة التي ما كلت من محولة زرع الفتنة بين أبناء شعبنا وقتل النفوس بدون وجه حق ، كان أجدر بهذه الفئة التصدي لمحاولة الاحتلال اقتحام مدننا بقواته الخاص والتصدي لهمquot;. وأكد بيان الأقصىquot; ان هذه الجريمة لم ولن تمر دون عقاب رادع وقاس فقد قال تعالي (وعاقبوا بمثل ما عوقبتم به) ، والعين بالعين والسن بالسن والبادئ اظلم وقسم بربك لن يطول عقابهمquot;.

التحشيد والتجييش
وكان عزام الأحمد رئيس كتلة فتح البرلمانيةقد اتهم أمس جهات لم يسمها بالاسم quot;بالتحشيد والتجييش للحرب الأهليةquot; ، مؤكدا بان فتح ستتصدى إلى أية محاولة ترمي إلى جر الساحة الفلسطينية إلى حرب أهلية. وقد اعتبر الأحمد ، الاستفتاء خطوة سياسية تأتي في صلب الأسباب التي أدت إلى قطع المساعدات عن الشعب الفلسطيني.

بدوره أعلن النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي د. أحمد بحر ، عن انتقال جلسات الحوار الوطني رسميا من رام الله إلى غزة ابتداء من يوم غد الثلاثاء ، حيث قال في تصريح صحافي ، إنه بناء على تكليف من رئيس المجلس التشريعي د. عزيز دويك لي كنائب أول لرئيس المجلس التشريعي بنقل الحوار إلى غزة نظرا للظروف الأمنية التي حالت دون مشاركة بعض الفصائل في الحوار بمدينة رام الله ، فإنني أدعو كافة الفصائل للمشاركة في الحوار وجميع الإخوة الأعضاء لاستكمال جلسات الحوار غدا الثلاثاء (6/6) الساعة الخامسة مساء في مقر المجلس التشريعي في غزةquot;.

قوة فتحاوية وأخرى حمساوية
وعلى خط مواز، أعرب وزير الداخلية سعيد صيام ، عن رفضه المطلق نشر قوة أمنية تابعة لحركة فتح في مدن الضفة الغربية ، معتبرا ذلك خروجا عن القانون وتهديدا للنظام العام. وقال أبو مصعب ، إن مثل هذه التصرفات وإخراج أفراد من أجهزة الأمن إلى الشوارع للاحتجاج مرفوضة وغير قانونية وتدل على حجم الأزمة وعدم الانضباط في الأجهزة الأمنية.

وكانت كتائب شهداء الأقصى ، أعلنت عزمها على نشر وحدة لحماية المقاومة الفلسطينية قوامها 1250 عنصرا على امتداد قطاع غزة ، في حال استمرار الاعتداءات وعمليات القتل المجهولة والمتكررة. وذكرت الكتائبفي بيان لها أمس إن هدف نشر الوحدة يتركز على حماية المقاومة الوطنية من اعتداءات الوحدات الخاصة الإسرائيلية ، لافتة إلى أنه سيتم نشر هذه القوة على حدود قطاع غزة ، حيث ستكون على كامل الجهوزية لمساندة الأجهزة الأمنية في حال الاعتداء عليها، والحفاظ على أمن المواطن في ظل تكرار جرائم القتل المجهولة. وشددت الكتائب ، على جاهزيتها الكاملة لنشر الوحدة في حال استمرار الاعتداءات وعمليات القتل المجهولة والمتكررة، ونشر هذه الوحدة في شوارع قطاع غزة الرئيسة لحماية المواطن.