سمية درويش من غزة : تباينت مواقف الحكومة الفلسطينية التي تقودها حركة حماس ، في ما أعلنه الرئيس الفلسطيني محمود عباس ، داخل جلسات الحوار الفلسطيني ndash; الفلسطيني ، وتهديده بطرح مبادرة الأسرى لاستفتاء شعبي في غضون 40 يوما في حال لم يتم التوافق عليها بين المنظمات الفلسطينية المجتمعة. وكانت قد بدأت اليوم الخميس جلسات الحوار الوطني والتي تستمر ليومين ، وسط ترقب كبير في أوساط الشارع الفلسطيني ، لما سيحمله الحوار الداخلي ، والآمال المعلقة على نتائجه للخروج من الأزمة التي تعصف بالساحة الفلسطينية. وقال نايف الرجوب وزير الأوقاف ، في حال عرض الرئيس عباس وثيقة الأسرى على الشعب ، سنرضى بالنتيجة ، كما رضينا بالانتخابات التشريعية، وأضاف ، quot; نحن قبلنا بالديمقراطية وسنواصل القبول بهاquot;.
وقد هددت الحركة الأسيرة داخل السجون الإسرائيلية ، في رسالة لها ، بفتح إضراب مفتوح عن الطعام في حال فشل مؤتمر الحوار الوطني ، ولم يتوصل إلى قواسم مشتركة ، تنهي حالة الاحتقان والفلتان في الشارع الفلسطيني. وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس ، قد فجر قنبلته السياسية داخل أروقة الحوار الفلسطيني ، مهددا باللجوء لاستفتاء شعبي في حال لم يتم الاتفاق بين المجتمعين على وثيقة الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.

وقال عباس ، quot; أنا لا أريد أن أتحدى أحدا ولكن لا أريد حوارا أبديا quot; وأضاف ، quot;قضيتنا الفلسطينية على كف عفريتquot; ، الوضع يزداد خطورة ، والجميع مستعد لتحمل مسؤولياته ، محذرا في حال لم يتم الحصول على اتفاق خلال جلسات الحوار ، يجب الاحتكام للشعب فيما اختاره الأسرى الذين وصفهم باشرف الناس ، حيث تمكن بذلك من إلقاء الكرة بملعب الفصائل الفلسطينية ، لاسيما حركة حماس ، للخروج من الأزمة الراهنة التي تمر بها الساحة الفلسطينية .
ويأمل غالبية الشارع الفلسطيني أن تكون الفصائل عازمة هذه المرة لاستيعاب جميع نقاط الاختلاف ، والعمل الجاد على تخطيها من أجل إيجاد التفاهمات التي تجنب الساحة الفلسطينية الاقتتال الداخلي ، وان لا يكون الحوار حسب وصفهم بـquot;حوار الطرشانquot; .

بدوره أعلن عزيز الدويك رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني ، ترحيبه بمبادرة ووثيقة الأسرى التي أعلنها الرئيس عباس . ونقلت رامتان الفلسطينية عن الدويك قوله ، quot; نرحب بمبادرة الأسرى، في حال اتفاق المتحاورين عليها ، منوها إلى ضرورة تشكيل لجنة لبحث بعض القضايا وتوضيحها كموضوع تشكيل حكومة الوحدة الوطنية. وكان الدويك ، قد قال عشية بدا جلسات الحوار ، بان الوقت قد حان لتوسيع مظلة منظمة التحرير الفلسطينية لانتظام كافة الفصائل الفلسطينية فيها للوقوف في وجه الأخطار المحدقة من الداخل والخارج بعد زيادة الضغط الدولي على الحكومة الفلسطينية. من جهتها طالبت حركة المسار الوطني الإسلامي ، القوى الوطنية والإسلامية وكافة الأطراف ، إلى تحمل المسؤولية الوطنية والوقوف أمام الأخطار التي تواجه الشعب الفلسطيني، والعمل على تغليب المصلحة العامة والابتعاد عن الفئوية والعنصرية.

وعبر د. رمضان طنبورة المفوض العام للحركة وعضو المجلس الوطني ، عن رفضه لانقسام المجتمع الفلسطيني ، مشددا على ضرورة العودة إلى الوحدة ، واحترام التعددية السياسية . ودعا طنبوره في بيان صحافي ، الجميع إلى بذل كل الجهود الممكنة لتغليب المصلحة الوطنية للشعب الفلسطيني والاتفاق على تحريم الدم، ووقف حالة الاحتقان في الشارع. هذا ويناقش الحوار عدة قضايا من بينها الأزمة الاقتصادية والعزلة السياسية ، بعد وصول حكومة حماس لسدة الحكم بالسلطة في نهاية آذار (مارس) الماضي ، بالإضافة إلى الاقتتال الداخلي خاصة في قطاع غزة بين حركتي فتح وحماس ، والتنازع على الصلاحيات بين الحكومة والرئاسة.