الإثنين: 2006.05.28



اقتراح الرئيس الفلسطيني بطرح خيار الدولتين لاستفتاء عام يضع quot;حماسquot; في مأزق، وربط بقاء القوات الأميركية في بلاد الرافدين بقدرة القوات العراقية على دحر التمرد فرضية خاطئة، وquot;الناتوquot; أمام امتحان صعب في جنوب أفغانستان، وانفصال الجبل الأسود يكشف تناقضات الاتحاد الأوروبي... هكذا تنوعت إطلالتنا الأسبوعية الموجزة على الصحافة الأميركية.

عباس يضع quot;حماسquot; في الزاوية:

تحت هذا العنوان، نشرت quot;بوسطن غلوبquot; يوم السبت الماضي افتتاحية رأت خلالها أن الإنذار الذي أطلقه الرئيس الفلسطيني محمود عباس لحركة quot;حماسquot; والمتمثل في أن الحركة إما أن تقبل بخيار الدولتين كقاعدة للتفاوض مع إسرائيل، أو أن يتم طرح هذا الخيار على الشعب الفلسطيني في إطار استفتاء عام. الصحيفة ترى أن الخطوة التي اتخذها quot;أبو مازنquot; تحرم quot;حماسquot; من مزاعمها بأنها تمثل إرادة الشعب الفلسطيني وإرادة الله أيضاً، وهي خطوة تعكس ثقة الرئيس الفلسطيني في أن أغلبية الفلسطينيين يرغبون في التفاوض مع إسرائيل استناداً إلى سلام قائم على حل الدولتين. وإذا رفضت quot;حماسquot; التخلي عن عقيدة quot;الدولة الواحدة الممتدة من نهر الأردن إلى البحر المتوسطquot;، فعلى quot;أبو مازنquot; أن يضغط على الحركة، أو أن يضعها في الزاوية كي تتخلى عن هذه العقيدة، على رغم الأغلبية التي تتمتع بها quot;حماسquot; داخل البرلمان الفلسطيني. أما إذا قبلت الحركة بالتفاوض على سلام فلسطيني- إسرائيلي قائم على أساس فكرة الدولتين، ففي هذه الحالة لن يكون عباس قد نجح في إجبار quot;حماسquot; على التخلي عن مبادئها الأساسية فقط، بل من الممكن أيضاً عودة المساعدات الدولية التي كانت تتلقاها الحكومة الفلسطينية، التي تم تعليقها منذ وصول الحركة إلى السلطة. الرئيس الفلسطيني، يستحق، حسب الصحيفة، دعماً دولياً وإسرائيلياً، بسبب جهوده الرامية إلى جعل quot;حماسquot; تختار ما بين التخلي عن مبادئها والمصالح الحقيقية للشعب الفلسطيني.

فرضية بوش الخاطئة:

في افتتاحيتها المنشورة يوم أمس الأحد، استنتجت quot;نيويورك تايمزquot; أن تجنب الحكومة العراقية الجديدة تسمية أي من الوزراء المعنيين بالسيطرة على الجيش والقوات الأمنية، يحمل في طياته دلالة واضحة على صعوبة المهام المتعلقة بهذه الوزارات. لكن اختيار الأسماء ليس إلا الخطوة الأسهل في هذه المهمة، فلابد لقوات الجيش وعناصر الشرطة المدنية في العراق من أن تتخلص من الميليشيات الخاصة وأن تقوم هذه الأخيرة بنزع أسلحتها. القوات الأميركية، حسب الصحيفة، ليست بديلاً عن ضباط وجنود الجيش والشرطة العراقيين، خاصة وأن هؤلاء يتعين عليهم حماية جميع أبناء الشعب العراقي بغض النظر عن الاعتبارات الدينية والعرقية. كما أن الفرضية التي يتبناها الرئيس بوش والقائمة على أن القوات الأميركية يجب أن تبقى حتى تكون القوات العراقية قادرة على هزيمة المتمردين، فرضية خاطئة، لأن وجود القوات الأميركية في العراق خطر على الجنود الأميركيين وأيضاً على موقف الولايات المتحدة في العالم، خاصة في ظل سقوط قتلى أبرياء في صفوف المدنيين العراقيين، كتلك الواقعة التي حدثت جراء عمليات إطلاق نار قامت بها قوات المارينز، في مدينة quot;حديثةquot; في شهر نوفمبر الماضي.

حرب متواصلة في أفغانستان:

خصصت quot;الواشنطن بوستquot; افتتاحيتها يوم الأربعاء الماضي للتعليق على عودة المواجهات المسلحة بين فلول quot;طالبانquot; والقوات الأفغانية والقوات متعددة الجنسيات. وحسب الصحيفة، فإن حصيلة المواجهة التي وقعت الأسبوع الماضي والتي أودت بحياة ما يزيد على 300 شخص، فاجأت كثيراً من الأميركيين، الذين يعتقدون أن الحرب في أفغانستان قد انتهت منذ سنوات. الخسائر الأميركية في أفغانستان تزايدت بمقدار 20% مقارنة بعام 2005، وهو ما يأتي نتيجة لتكتيكات جديدة ينفذها المتمردون من أهمها العمليات الانتحارية. وتشير التقارير إلى أنه بعد نهاية فصل الشتاء بدأت فلول quot;طالبانquot; في التوجه إلى الجنوب الأفغاني، وهو ما يتزامن مع انتشار 6 آلاف جندي ضمن قوة تابعة لحلف شمال الأطلسي في المنطقة ذاتها، هدفها بسط سيطرة الحكومة الأفغانية على المنطقة، وشن هجمات ضد فلول quot;طالبانquot;، وخاصة أن القوات الأميركية هي المعنية حتى الآن بتنفيذ هذه الهجمات. الصحيفة ترى أن معركة السيطرة على الجنوب الأفغاني أمر مهم لكل من أفغانستان وحلف شمال الأطلسي، ذلك لأن هزيمة فلول quot;طالبانquot; في هذه المنطقة، ستساعد على تعزيز موقف الحكومة الأفغانية التي لا تزال هشة، وفي الوقت ذاته ستعزز موقف quot;الناتوquot;، الذي سيثبت في هذه الحالة أنه حلف عسكري قادر على مواجهة التحديات الأمنية في القرن الحادي والعشرين.

أوروبا وتحدي الجبل الأسود:

في افتتاحيتها يوم الخميس الماضي، رأت quot;كريستيان ساينس مونيتورquot; أن ظهور دولة جديدة في أوروبا يشبه الظهور المفاجئ لجزيرة بركانية ذات بيئة جديدة، مما ستترتب عليه تطورات جديدة في القارة العجوز. الجبل الأسود، (أحدث دولة في العالم والتي ستصبح رقم 193) يبلغ عدد سكانها 612 ألف نسمة، صوت شعبها في 21 مايو الماضي لصالح الاستقلال عن صربيا، مما يعكس حقيقة مفادها أن التوتر الأوروبي لم يحسم بعد، وهو توتر بين النمط القديم للقومية الذي أشعل في الماضي كثيراً من الحروب ونمط يقوم على خبرة عمرها نصف قرن في توحيد الأوروبيين حول أفكار مثالية اقتصادية وسياسية تنتمي إلى الحضارة الغربية. هذا التوتر ظهر بوضوح من خلال تضارب أو ازدواجية موقف الاتحاد الأوروبي في تشجيع جمهورية الجبل الأسود على الانفصال عن صربيا، فقبل ثلاث سنوات أكد خافيير سولانا مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي بقاء الجبل الأسود ضمن الاتحاد الصربي، لكن أوروبا تعاملت بالفعل مع عمليات تفكيك يوغسلافيا السابقة، فالبلقان تمت إعادة بلقنته، ما يثير مخاوف من عودة أجواء العداء القديمة إلى الإقليم. الصحيفة أشارت إلى أن الاتحاد الأوروبي نفسه، تعرض لانتكاسة عام 2005 عندما رفض الفرنسيون والهولنديون الدستور الأوروبي الموحد الذي يهدف إلى ضم دول جديدة للاتحاد، مما كشف تنامي النعرة القومية على حساب الاتحاد الأوروبي، الأمر الذي يعني الحد من التوجه نحو تدشين quot;الولايات المتحدة الأوروبيةquot;. quot;خافيير سولاناquot; حاول التخفيف من تداعيات انفصال الجبل الأسود قائلاً: quot;لم يكن هذا أمراً غير مسبوق لأي أحد، هكذا هو حال البلقانquot;. الآن، فإن مناطق أخرى في أوروبا سواء إقليم كاتالونيا وإقليم الباسك في أسبانيا أو في اسكتلندا، سترى كيف أن دولة جديدة في البلقان تشق طريقها تحت عباءة quot;الناتوquot; والاتحاد الأوروبي. على سبيل المثال لا يمكن إنكار حق لإقليم كوسوفا في الاستقلال، كي يتم إنهاء حقبة الاستعمار الصربي ومساعدة صربيا على تطبيق الإصلاحات التي تتطلبها عملية انضمامها إلى أوروبا الموحدة.

إعداد: طه حسيب