قبل سنوات قريبة، كان الحديث عن النجوم الشباب وقتها مذيّلاً بكلمة «الواسطة»، كلما شارك أحد أبناء النجوم الكبار في التمثيل سواء في التلفزيون، أو الدراما، وتعرّض معظم هؤلاء الشباب لانتقادات واسعة من دون التمييز، بين الصالح والطالح، منهم، من يملك موهبة حقيقية انتقلت إليه بالوراثة، ومن يدخل الوسط الفني متكئاً على شهرة وتاريخ وجماهيرية والده، أو أمه.. إلى أن وصلنا إلى مرحلة متقدمة فرزت، بشكل تلقائي، الموهوبين من عديمي الموهبة، وقدمت لنا وجوهاً إضافية من فئة «أبناء وأحفاد الفنانين».

قد تفتح الواسطة الأبواب أمام أبناء المشاهير، من ممثلين ومؤلفين ومخرجين، لينالوا فرصهم في التمثيل، أسهل وأسرع من غيرهم من محبي ودارسي هذا الفن، لكن الشاشة تفضح، ومن يتمسك بقشور الموهبة لن يقدر على مواصلة الوقوف أمام ممثلين، ومخرجين، ومؤلفين، عباقرة في المهنة، فتجده يبتعد بشكل تلقائي، ولا يواصل الرحلة إلا «الحقيقيون»، وهؤلاء باتوا كثراً، ويفاجئنا البعض منهم بتفوّقه على ما قدمه والده، أو والدته، حين كان في مثل سنه.

القائمة طويلة، ومنها كريم عبد العزيز، كريم محمود عبد العزيز وشقيقه محمد، محمد عادل إمام، أحمد صلاح السعدني، دنيا وإيمي سمير غانم، حنان مطاوع، مروان وحيد حامد، أحمد خالد صالح، أمير كرارة حفيد شكوكو، ومنهم من برع في مجالات أخرى غير التمثيل، مثل رامي عادل إمام، وخالد نبيل الحلفاوي، المتميزين في الإخراج، وعمرو محمود ياسين الذي اتجه إلى التأليف وتفوّق فيه، بينما خاضت شقيقته رانيا بعض التجارب في التمثيل من دون أن تترك بصمة، أو تنافس من هنّ في مثل سنها، في حين سلك ابنه محمود ياسين الشهير ب«جونيور» طريق التمثيل وظهر خلال رمضان في مسلسل «محارب»، ومي نور الشريف ظهرت قليلاً ثم تراجعت، ورانيا فريد شوقي المتأرجحة بين العمل قليلاً، والاختفاء كثيراً، في حين سلكت أختها ناهد ابنة فريد شوقي وهدى سلطان، طريق الإنتاج تاركة لابنتها ناهد السباعي السير على طريق جدها.

الوجوه الجديدة أيضاً لها نصيب كبير من أبناء الفنانين، يوسف ماجد الكدواني، نور خالد النبوي، بسنت أحمد صيام، مريم ابنة أشرف زكي وروجينا، شادي هاني رمزي..

الشاشة لا ترحم، والواسطة لا تنفع، والأذكياء من أبناء النجوم يجدون طريقهم إلى الشهرة، والأذكياء يحافظون على سمعة وسيرة البيت الفني الذي يخرجون منه، ويزيدون من رصيد حب الجمهور لآبائهم، بسلوكهم وأخلاقهم وتصرفاتهم، فشكراً لأبناء الفنانين الذين يمتعوننا ويحترمون الفن والجمهور، ويضيفون إلى رصيد آبائهم تكريماً، واحتراماً.