سمية درويش من غزة : دعا د. عزيز الدويك رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني ، اليوم الاثنين قيادة منظمة التحرير الحالية إلى الإقرار بان سيطرة التنظيمات الفلسطينية على المنظمة ليس شأنا مقدسا ، مطالبا بإعادة بناء المنظمة لتكون إطارا لكل القوى الفلسطينية. وكانت قد فتحت الحكومة الفلسطينية التي تقودها حركة حماس ، أمس جبهة جديدة من الاقتتال على الصلاحيات ، عقب التصريحات اللاذعة والمتبادلة بين وزارة الخارجية الفلسطينية ، وفاروق القدومي رئيس الدائرة السياسية في منظمة التحرير الفلسطينية . وقد شهد شهر أيار (مايو) من العام الماضي ، معركة ساخنة دارت رحاها بين العاصمة التونسية والعاصمة السياسية للسلطة الوطنية ، على خلفية السلك الدبلوماسي الفلسطيني ، ورفض القدومي السماح للرئيس الفلسطيني محمود عباس ووزير خارجيته السابق ناصر القدوة بالتدخل في الصلاحيات المنوطة به طوال عقود.

ورفض د. محمود الزهار وزير الخارجية الفلسطيني ، المشاركة في المؤتمر الوزاري لمنظمة دول عدة الانحياز الذي سيعقد في العاصمة الماليزية كوالالمبور اليوم الاثنين ، وذلك عقب الوصول المفاجئ لفاروق القدومي للمشاركة في المؤتمر. وسارعت حركة فتح ، لتوجيه الانتقادات للزهار لوقف ممشاركته في المؤتمر ، حيث اعتبر فهمي الزعارير الناطق باسم حركة فتح ، تصرف وزير الخارجية أمرا مرفوضا فلسطينيا ولا يليق بالعمل الدبلوماسي ، مبينا بان الزهار أثبت أنه يحتاج إلى التعمق في دراسة مركبات المؤسسات الفلسطينية عموما في النظام السياسي الفلسطيني ، وعلى وجه الخصوص ما يرتبط بمهمته الجديدة كوزير للشؤون الخارجية. بدوره قال المتحدث الإعلامي باسم الخارجية الفلسطينية ، أن الوزير الزهار وصلته دعوة لترأس وفد فلسطين في المؤتمر وأبلغ المسؤولين الماليزيين موافقته على ذلك ، معبرا في الوقت ذاته عن استياء وزارة الخارجية مما وصفه التصرف الغريب ، الذي قام به ابو اللطف .

وأضاف المتحدث باسم الخارجية الفلسطينية في بيان صحافي أمس ، quot; إنه تصرف ضار بالعلاقات الفلسطينية الداخلية ، خاصة أنه يأتي منسجما مع محاولات فرض الحصار السياسي على الحكومة الفلسطينية المنتخبة ديمقراطيا quot; ، حسب قوله. وتتوزع العلاقات الخارجية للسلطة الفلسطينية بين منظمة التحرير الفلسطينية ووزارة الشئون الخارجية الأمر الذي خلق في كثير من الأحيان توترات بين مؤسسة السلطة والمنظمة حول التمثيل في المؤتمرات الدولية . وكان أبو اللطف قد وجه انتقادات حادة للدكتور ناصر القدوة وزير الخارجية الفلسطينية السابق ، بعد تنظميه بدعم من الرئيس عباس اجتماعا للسفراء الفلسطينيين في رام الله العام الماضي ، معتبرا أنه الوحيد الذي يحق له محاسبة أو تغيير أو نقل أي سفير فلسطيني ، وأن هذه الصلاحيات كانت منوطة به طوال عقود ، ولم يكن يسمح لأحد بالتدخل في عمله سوى رئيس السلطة الراحل ياسر عرفات ، الذي وصفه بأنه كان حالة خاصة ، بينما يرفض السماح لأبي مازن أو لغيره التدخل في هذه الصلاحيات.

وقال الزعارير ، يقف القدومي نظاميا على رأس الجهاز الدبلوماسي الفلسطيني ، في حين تنحصر مهام الزهار ، فيما يختص بعلاقات السلطة الوطنية ذات الولاية على الأرض المحتلة فقط ، وبما ينسجم مع اتفاقيات اوسلو وما تبعها ، وبما تحمله تسمية وزير الشئون الخارجية من مضامين واضحة ، منوها إلى ضرورة الحرص على عكس صورة تضامنية أرقى تليق بتاريخ الشعب وتضحياته. وكانت مصادر صحافية ، قد كشفت النقاب عن خلافات دبلوماسية نشبت بين الزهار والقدومي ، حول قضايا بروتوكوليه في بعض السفارات الفلسطينية بالخارج ، حيث وجه أبو اللطف رسالة ينتقد بها وزير الشؤون الخارجية بالقول ، quot; أنت بحاجة إلي مزيد من الخبرة والتجارب في الحقل الدبلوماسي ، وان القوانين الصادرة عن السلطة الفلسطينية غير شرعية فإذا اعترفت أنت بها ، عليك الاعتراف بأوسلو وبإسرائيل التي أتت بهذا الاتفاق quot;.