استعد بوش وبجهد جهيد وتفكير عميق ونزيه فاعلن ستراتيجيته العظيمة لإحلال الأمن في العراق والقضاء على ميليشيات القتل والتهجير مستندا على كفاءة حكومته في بغداد، ولكننا واثناء متابعتنا لصوت بوش انطلق صوت عراقي مخلص ليقترح هو الآخرستراتيجية عراقية صميمية ليس لإنقاذ العراق فقط انما لإنقاذ اميركا ايضا من مأزقها في العراق، وتقول ستراتيجية هذا العراقي.. بان ال مشكلة العراقية هي في اصابة الحكومة العراقية الجديدة بمرض مزمن وخطير فعلى القوة العظمى اميركا الإستعجال في استئصالها لإنقاذ العراق وشعبه لا بل لإنقاذ البشرية ايضا!


وأضاف... هكذا تجري الامور عندنا في الشرق لانه لا ي توقع احد ان يطلب من حكومة غير كفوء لتحل محلها آخرى من اجل إنقاذ شعبها وبلدها.. واستشهد بصدام وبحكومته قائلا...{ رغم دعوات اشقاءه العرب هل تنحى صدام }.... انه لم يتنحى فاحرق العراق بمن فيه؟
ألرئيس الذكي بوش لا يزال يتباهى بالحرب العالمية التي أعلنها ضد الإرهاب والإرهابيين، ردا على هجمات الحادي عشر من سبتمبر2001، والتي بدأت في أفغانستان، وامتدت إلي العراق، فأدت الى إيواء فلول الإرهابيين متعددي الجنسيات الى جانب انها فسحت المجال لتدخل دول طائفية فازداد العنف وتكاثر الإهابيون، ان ما حدث في العراق مرشح ان يطال بلدان أخرى.
ولسوء حظ الرئيس الأمريكي فإن حربه المقدسة التي شنها منذ2001 ولا زالت مستمرة لم تحقق له النصر الذي بشٌر به، ولم تقض علي الإرهابيين، ولم تنعم شعوب العالم بالأمن والسلام الموعودين!

ان امريكا حين دخلت العراق أخلت بتوازن المنطقة وهي ف ي مأزق كبير ف لا { 1. اسلحة دمار شامل وجدت 2. ولا ديمقراطيه تحققت } لانها لو عثرت فعلا على الأولى لوقف كل العراقيين الى جانب الحكومة التي عينها ممثلها السيد بريمر، اما فيما لو تحققت الفقرة الثانية { الديمقراطية }، فوالله لأصبحت تاج العالم ولكسبت ثقة الشعوب!


لكن الرب كما يبدو لم يأذن لبوش النجاح كما تخيّل، فحل الدمار وحلت ال طائفي ة بدل الديمقراطية الى جانب تكاثر الإرهاب وجرائم اغتيال العلماء العراقيين من رجال ونساء... إجرام تقوده جماعات ارهابية وطائفية متعددة، لكن اخطرها جماعات جمهورية المثاقب الإجرامية كما سماها احد الشعراء، حيث حصدت ماكنتهم الحاقدة مئات الآلاف من الجثث الملقاة في الطرق والمزابل..وحولت الفسيفساء العراق ي الجميل إلى أشلاء أثنية وطائفية ومذهبية.. ففقد العراقيون الثقة بأميركا كدولة نزيه وديمقراطية وذلك بسبب إخفاقها في اولى مشاريعها في العراق، وبات لا يثق باي ستراتيجية أمريكية جديدة أخرى، فقد ا صبح ت ستراتيجياتها ضحك على الذقون، لا بل مهزلة امام العالم المتحضر.


ما يعاب على من سموا انفسهم ب المعارضة العراقية في الخارج، واثناء الحصار الظالم على شعب العراق انهم وقفوا ضد اي صوت نادى بظلم الحصار على العراقيين، بل وقفوا ضد اي مساعدة كانت ل تقدم للشعب العراقي من غذاء ودواء كما انهم وقفوا مع الحرب ضد العراق حيث ضحوا بشعب العراق وتأريخه وكل امكاناته الأقتصادية والصناعية في سبيل الثأر من شخص واحد هو صدام، تصوروا الى اي حد اضر ثأرهم الطائفي بحياة ملايين العراقيين بكافة مكوناته الإثنية والعرقية!


ان العراق اليوم فى دوامة خطيرة ومأزق شديد، ومن يحكمه كالقابض على ذيل النمر، استبقاؤه عسير وافلاته خطير...كما شبهها احد العراقيين، فالعراقيين كما اعتقد لايمكن حل مشكلتهم بأنفسهم، لا بد من تدخل الأمم المتحدة وفرض حكومة جديدة مستقلة تعززها بقوة و تمنحها سلطة مطلقة وحازمة، والا سيكون ما مضى من الويلات نزهة بالمقارنة بما سيأت ي من فساد وعنف، وعلينا الإعتراف بان اميركا قد سلمت العراق لاشخاص غير كفوئين وان غالبية شعب العراق يجهل هويتهم وقابلي ا لتهم الحقيقية وليس لديه اي فكرة عن خططهم الشريرة، وللحقيقة اقول ان المعروفون في حكومة العراق قلة ومع احترامنا للجميع فان غالبية العراقيين لا يعرفون {غالبية} البقية الا في حدود ضيقة جدا جدا وهذا مخالف لسياقات العملية الإنتخابية التي يدعون انها كانت نزيهة.


بات مؤكدا من ان غالبية العراقيين لا يثقوا بحكومتهم مهما ادعوا بانهم يملكون إرادة مست قلة، وخير دليل ما يحدث من فوضى في الشارع وما كشفته محاكمة نظام صدام الإستبدادي، و قد تكون محاكمة صدام عادلة حيث ان صدام لم يفسح المجال لأخرين من السياسيين المشاركة في ادارة العراق، كما زج العراق في حروب لا داعي لها، ولكن و لكون وطننا تحت الإ حتلال ولكون ما يفرزه الشارع العراقي من تدخل سافر في الشأن العراقي، فلا ارادة لهذه الحكومة.

لقد ثبت للعراقيون المخلصين ان حكامهم الجدد لا يصلحون لزعامتهم وانما يصلحون للظهور على القنوات الفضائية كمقدمي برامج حوارية، او معدي برامج دينية وهي فرص عمل سهلة ومربحة هذه الأيام كما يقول الحاسدون من منتقديها.

ومع الأسف الشديد ان نرى بعضهم على شاشات الفضائيات وهم يدعون الكفاءة الأكاديمية والرقي وهم غير ذلك، لقد اثبتوا انهم ليسوا اكاديميون ولا قياديون ولا هم يحزنون، حيث يشع من وجوههم الحقد ومن افواههم تفوح رائحة الكراهية والإنتقام ونبذ الآخر، بحيث جعلوا الشعب في حالة ذعر ورعب فيما بينهم، ان المشكلة العراقية هي ليست عسكرية ليقوم بوش بارسال العديد من القوات لضبط الأمن ان المشكلة العراقية سياسية سياسية سياسية وطائفية مقيتة، وليستمع الجميع وعلى رأسهم بوش، فان اراد استقرار العراق وعودة الأوضاع الى حالتها الطبيعية عليه اعادة النظر في التركيبة السياسية الموجودة حاليا، وابعاد رجال الخطابات الدينية التي يعود بعضها الى القرون الوسطى والتي لا تتماشى الى روح العصر، وعلى اميركا تحديدا لإنجاح ذلك البدء بجمع هؤلاء الحكام والذين جلبتهم معها واعادتهم الى الأماكن التي جمعتهم منها!
عندها نقول اننا بدأنا الخطوة الأولى نحو ارساء اسس بناء العراق الآمن والمستقر، عندها سنحيي ستراتيجية بوش الأبن.

ادورد ميرزا
اكاديمي مستقل