حقيقة لا افهم الأمريكان ولا افهم المنطق الذي يحكم اقوالهم وأفعالهم ( مع إحتفاظي بالإعتزاز الكبير لدورهم في إسقاط النظام)؟

الإنسان العراقي ليس كولومبيا أو فليبينيا هارب من البؤس في بلده ويريد الجنسية والثروة في بلدكم وبالتالي فهو مستعد لتطبيق قوانينكم والعمل في جيشكم من اجل هذين الحُلمين، الجنسية الأمريكية ومائة الف دولار تأتيه إذا جُرح أو تعوق أو مات في المعركة
لا افهم اقوالهم المتكررة المائعة البائسة عن إختراق الميليشيات للداخلية والجيش والشرطة ودوائر الدولة وووو؟
إختراق يا سادتي مصطلح نشاز لا يتناسب مع الواقع.
ربما وجودكم في العراق أو وجود الأخوة الإيرانيين أو العرب الإرهابيين يُعد إختراقا، أما أن يوجد ( الشيعي أو ( السني ) في وزارات بلده، بقلب وضمير وعقل وعواطف وأحزان ومخاوف وأوجاع الطائفة فهو الأمر الطبيعي جدا، في ظل طبيعة ( الطبخة ) التي طبختموها لنا برفقة من رافقكم من الطيبون زعماء غرائز الغابة العراقية.


بكل بساطة، هذا هو الطبيعي يا سادتي في حالتنا العراقية، وما كان ينبغي أن تتوقعوا غيره، بل من السفاهة أن تتوقعوا غيره..!
المواطن العراقي يا سادتي ليس إنسانا آليا بلا قلب ولا ضمير ولا عقل ولا غرائز ولا إنتماءات طائفية وقبلية وعرقية.


الإنسان العراقي ليس كولومبيا أو فليبينيا هارب من البؤس في بلده ويريد الجنسية والثروة في بلدكم وبالتالي فهو مستعد لتطبيق قوانينكم والعمل في جيشكم من اجل هذين الحُلمين، الجنسية الأمريكية ومائة الف دولار تأتيه إذا جُرح أو تعوق أو مات في المعركة.
الإنسان العراقي ليس مرتزق هارب من البؤس التاريخي في بلده حتى يكون منضبطا تحت راية القانون والنظام الديموقراطي الأمريكي....!
المواطن العراقي إبن هذا البلد وهذه البيئة ونتاج اجيال وأجيال من الإخضاع القسري لسلطة حكومة لا تمثله ودولة لا كرامة له ( ولخصوصيته وثقافته العشائرية والطائفية ) فيها، وحيث ولّت تلك الحكومة ( آخر حكومات القهر الطائفي والعنصري ) بما امتلكت من بيروقراطية عريقة وسلطة محترمة قسرا بحكم طول ذراعها وقوة جهازها الإستخباري الممتلك لقطاع كبير من الجواسيس الرخيصين المنتشرين في كل مكان.
حيث ولّت، فمن الطبيعي أن يعود لإعلاء رايته المرفوضة المُسفهةَ، المخنوقة دهرا في الصدور والقلوب والضمائر...!


المواطن العراقي الأمي في الغالب، الذي لم يرتفع له صوتا ولم يُستشار ولم يُشرك في امر ( ولا حتى امور حياته الخاصة )، يقع اليوم بين فكي كماشة إرهاب الطرف الآخر وسندان زعامته الطائفية الدينية القبلية التي تعايشه في بيته وقريته وشارعه وضميره، فكيف تريدون منه أن يكون شرطيا أو جنديا لوطن لم يعت على أن يكون وطنه...!


المواطن العراقي يُثقف اليوم ليل نهار من حسينية أو مسجد أو حتى مقهى أو ( خيمة قبيلته ) من قبل العشرات بل المئات من الأشياخ الذين كانوا صامتين دهرا ( وقد وجدوا اليوم مليون فرصة ذهبية للتعبير عن ما في نفوسهم منذ عشرات السنين )، يربى على أنه إن لم يقف وتدا قويا في خيمة الطائفة، فأن الآخر سيقتله ويحرق الخيمة وينهب السلطة ثانية منها ومنه، بكل ما يعنيه هذا من عودة لماضي القهر والإذلال والتجويع...!

ويدخل التاريخ ومظلومية الحسين وعليٍ وسلطتهما السياسية التي سرقها ابا بكر ويزيد، يدخل في صميم التثقيف ليمنح هذا المواطن ( المُطيّف ) تميزا عن الآخر الموالي ( للعصبة الظالمة )، ويهبه قداسة شخصية واهمية إستثنائية من خلال ربطه ب( العترة الطاهرة)، مما يعزز لاحقا من إنضباطيته وشجاعته وصبره على مرارة الجهاد.


انت من اتباع آل البيت، آل بيت الرسول الحامل لمفاتيح الجنّة والخلود في احضان الحور وانهار الخمور مع الصديقين والشهداء وابرزهم الكرام علي والحسين وفاطمة الصدّيقة.


بينما يربى ويثقف ويُنظم شقيقه ( اللدود ) على ذات ما كان يُربى عليه ابد الدهر من تكفير وتسفيه وتسخيف وسخرية وشتم ولعن وكراهية وتشكيك بعروبية، مضافا لما يُخوف به من أنه سيُستعبد ويُذل وينتهك بيته وشارعه وعرضه وقبور اجداده وأشياخه من قبل الإيرانيين إذا لم يقف بصلابة في خندق الطائفة ويذب عن حرماتها ومصالحها وإمتداداتها القومية التي هي اقرب له من شقيقه الآخر.


كيف يمكن لهذين الشقيقين العدوين ان يجتمعا اليوم تحت خيمة واحدة أو في معسكر تدريب واحد أو في مهمة عسكرية واحدةٍ يمكن أن تطال وجود الطائفة ومستقبلها السياسي ومصالحها المادية العريضة التي يمكن أن تضيع ( بالنسبة لهذا الطرف ) أو يمكن أن تُستعاد بالنسبة للطرف الآخر.
ايها الأمريكان الطيبون، عن اي إختراق تتحدثون ( سامحكم الله )؟
نحن نمارس حقنا الطبيعي بعد أن إستيقظ الماضي وغرائز الغابة فينا.
او لستم انتم من أطلق ما في الصدور؟
تحملوا الخسارة والضياع أو اخرجوا اليوم ودعونا نذبح بعض بشكل اوسع بعد أن يأتينا المدد من اشقائنا في الشرق والغرب المجاور....!

كامل السعدون
النرويج ndash; 20 كانون الثاني 2007