يركضون وراء ظلهم محاولين الأمساك به / لعبتهم المفضلة الرقص والضحك على الذقون / هؤلاء الرعاة الذين أسقطوا نظامهم السابق بدبابات وجيوش عسكرية وبساطيل أجنبية / يتأوهون مثل الجبناء قافزين على ظهور غيرهم غير مبالين بالألم الشديد / لا يتوانون عن فعل الموحش والمومس مهما تحطمت أنت أيها المخلص وأنت واحد من أبناء الشعب المسحوق الذي تأخذك المنافي من منفى الى منفى دون أن يشعر بك أحد / أنت الجالس بعيدأً عن تلك الاحزاب المشبوهة الرافعة للرايات الحمراء والصفراء الممتلئة خيانة وقذارة هذا العصر المنبوذ المثقل رأسه بالإثم / ظلهم يحفر في قلوبهم السوداء قطرات من التيزاب تتوغل في نفوسهم المريضة الحاقدة التي تزداد وتتكالب في دواخلهم متحولة الى سم قاتل يكاد يحرق بل يحرق الاخرين بتنهاداتهم العميقة الصادرة من نفوسهم البغيضة / ماذا أفعل يا ايها الشاعر؟ وماذا يجدي الكلام!

وماذا أفعل ياأيها القاص! وماذا أفعل ياأيها المسرحي! أنتم البسوكم ثوب التخلف وجعلوكم بقائمة الأرهاب ورموكم بحجارات الشيطان! وتنقلوا بكم بقصائدكم وقصصكم ومسرحياتكم التي أسكتتهم وغيرت ملامحهم / كل أعمالكم الجميلة الرائعة التي أجتازت السهول والوديان والجبال الوعرة دون أن تهاب أي شيء هاجموها مباغتة / وهم ذئاب شرسة هنا في منفانا وهناك في اوطاننا / يخرجون بلوائح جديدة ويتكاثرون كالقطيع ويعيشون الآن في ربيع دائم من اموال الشعب وفسادهم الإداري كما كان الظلم يعيش في ربيع دائم.ولاداعي للمسميات / الكلاب المسعورة فقدت توازنها معتمدة على بنادقهم للحفاظ على مسمياتها / هؤلاء الرعاع بمنظماتهم واحزابهم التي لاتنتهي يزرعون كلابهم في كل مكان / محاولين وضع أسلاك شائكة لكل من يتصدى لهم / ويدورون في فلك الأغنياء والاغبياء متنازعين عن قنصلية أو وظيفة مهمة من خلالها يتسيدون على المبدعين / بل يدعون الى وليمة ويتفاخرون اي منهم بجلب اكثر عددأً على شاكلتهم! أنهم يعيشون مثل الأمراء بعد أن جمعوا الأموال الطائلة من قوت الشعب ولايحسنون الا بعلائم البلادة التي ترتسم على وجوهم يوماً بعد يوم / هؤلاء مصالحهم ياصديقي هي الرائجة يتسلقون بها كالصوص والقتلة / وزماننا تغير هكذا الحال ياعزيزي.اذا كانت الرأس العليا تفكر هكذا فكيف بصغارها / وأنت الحالم الهادئ التي تتسرب منك الكلمات الدافئة كالسحر / في الليل أراقب هؤلاء بعضهم يدخل الجوامع ليصلي لله وبعضهم يقيم الحفلات والليالي الحمراء بحجة الذكرى الفلانية او العلانية ليطلقوا الجعة تنتشر على طاولاتهم وبعد موجة من السكر يتذكرون الوطن المنسي في مخيلتهم وعن اي مزايدة يتحدثون وإذا عارضتهم فالويل الويل لمن يعارض / وأنت مندهش من هؤلاء الوطنيين لأن سلوكهم واحد سواء كانوا متدينين أو علمانيين / وكلهم ذباحون كما يتردد من مصطلح رائج هذه الايام محاولين دخول أسيجة الدولة الذبيحة بعدما كثرة الأسيجة والجدران العازلة في بلد واحد / الأمر سيان أما أن تصبح خادم تأتمر بأوامر الاحزاب او تتعطل افكارك وما عليك إلا ان تقف في مكانك لاتستطيع الكلام الا وقوفاً وتوسلاً / متى يرفعون اللثام عن وجوههم ويتعاملون مع شعبهم بالحب والصدق فإن الأيام القادمة ستواجههم كما واجهت من قبلهم
الذين تزعموا البلد وأصبحت نهايتهم معروفة للجميع.

قاسم ماضي
[email protected]