نستطيع نحن المشتغلين في حقل النقد الإبداعي أن نمارس دورنا في تشخيص العيوب التي تتعلق بأداء الفنان سواء كان ذالك من خلال الصوت أم الأزياء...أم الكلمات المختارة....اللقاءات التلفزيونية........
ولمَ لا..... ما دام الفنان ابنا لعراق مضطرب،والاضطراب الذي نحن فيه يجعل هو الأخر الغناء العراقي في وضع قلق وغير مستقر.


حسام الرسام صوت جميل في الغناء العراقي....(نحبه)،استطاع عبر أغانيه الوطنية أن يدغدغ قلوب العراقيين الذين يعانون من ويلات الحرب،وهو بذالك استطاع أن يؤسس له قاعدة جماهيرية كبيرة،فضلا عن ذالك ذكاؤه في التقرب من الجمهور عبر ضخه لأكثر من أغنية عن فوز المنتخب الوطني،وبالنتيجة التي حصل عليها المنتخب في أمم أسيا استطاع الفنان ان يكون جزءا من منتخب بذل قصارى جهده في الفوز.
لا يمكن ان نغفل فوز المنتخب في أمم أسيا من دون أن يكون للفوز حضور في أغنية حسام الرسام....كلاهما متعانقان ومتلاحمان...ومنسجمان...على الرغم من اعتراضي على بعض كلمات الأغاني وما تتضمنه من صور شعبية غير مقبولة....


فوز المنتخب يتشكل من خلال أغنية حسام الرسام (أحنا الاسسنا الملعب،هلا يا ابو الغيرة )،وهو بذالك يتفنن في كسب إرضاء الجمهور من خلال فعل رياضي جماهيري.
من كل ذالك.....نعتز بأي فنان يعرف كيف يدير أموره بصورة صحيحة وذكية ومتفردة لا على حساب الذوق المبتذل.


محبتنا لصوت حسام تزداد حينما يصدح بمواويله عذابات الحسين وزينب وسكينه والعراق،فضلا عن أغانيه التي ترفض الصراع الطائفي الذي يجري في العراق....

النقطة التي ارغب قولها....

من الصعب قبول كلمات شاعر يبكي على صدام بعد إعدامه كعباس جيجان،ولا يمكن استيعاب كلمات ضياء الميالي الذي طالما كتب الأغاني بحق القائد الهمام..وهذا التوظيف لاغاني شعراء وبأداء حسام لا يمكن ان يكون عابرا...وسيأتي الزمان الذي نسمع فيه حسام يمدح فيه النظام السابق....والدليل...كيف نبرر قوله (الشرطي والحرامي تشابه في لبسه) أليس من باب الأمانة ان نشير إلى أن هذه الحالة كانت موجودة في زمن صدام.....من خلال الهمس الذي كنا نتداوله فيما بيننا عندما نسمع بحادثة سرقة..فنسعى إلى قلب الشعار الذي تتخذه الشرطة العراقية...الشعب في خدمة الشرطة.


إن أيتام صدام المنتشرين في الدول المجاورة الأردن، سوريا، دول الخليج يمتلكون من رأس المال الشيء الكثير، ومحاولة حسام الإشادة بالنظام السابق من خلال مواله (نفس الصفقوا قبل سقوط تمثاله... صفقوا من سقط تمثاله ) محاولة لكسب ثقتهم أو مالهم....ثم في أغنيته (اللطمية ) سمعت بغداد تناشدني يقول (كان الأمان يدخل على البيوت ) فأقول له..يا ابن الحلة هل حقا كان الأمان في زمن الطاغية موجودا...وماذا عسانا نقول لأصحاب المقابر الجماعية...


اعتقد المواربة واللعب على أكثر من حبل نوع من النفاق الإبداعي...علينا ان نحترم حزن الناس والامهم...وان نلملم جراح شط الحلة وذالك الجسر العتيق الذي ما يزال صبيان الحلة معلقين فيه-كما يقول شاعر الحلة موفق محمد- بانتظار موجة جديدة تجرفهم إلى شاطئ الأمان.

ملاحظة:

على فضائية البابلية كان هناك لقاء مع حسام وهوار ملا محمد... وأثناء الحوار سأله المحاور-سأل حسام-:
-هناك بعض المعجبين من يقول:
-انك تزعج المستمع من كثرة الأغاني الوطنية..
أجاب حسام:
-طز....
اعتقد الفنان الذي يعرف كيف يدير أموره لابد من الاحتراز والابتعاد عن استخدام هكذا ألفاظ.
والسلام وكل عام والعراق بخير

د.أثير محمد شهاب