عندما أطل الممثل السوري المبدع في مسلسل حدائق الشيطان، بهر المصريين قبل غيرهم من العرب و جذب الانظار بقوة الى ادائه المميز مما فتحت القاهرة أبوابها الفنية على مصراعيها أمامه.
وکان بديهي أن ينتظر الناس بشغف إطلالة جديدة لهذا الفنان القدير متوسمين تفوقا و تألقا جديدين له، حتى جاء شهر رمضان و أطل جمال سليمان من خلال مسلسلquot;أولاد الليلquot; على محبيه و أنصاره، ومنذ الحلقات الاولى للمسلسل، کان جليا إن هذه المسلسلة تعاني من أزمةquot;مطاولةquot;مع المسلسلات الاخرى و إنها لم تسجل علامة فارقة کما لم تمتلك طابعا خاصا يميزها بصورة غير عادية عن المسلسلات العربية الاخرى، ومع إن أولاد الليل قد زج بحفنة متألقة من النجوم المشهورين في ثناياه، و مع کل تلك الدعاية التي جرت لصالحه وquot;حصريتهquot;على قناة أبو ظبي، لکن کل ذلك لم يشفع له بأن يصبح حتى المسلسل رقم(4)في قائمة المسلسلات الرمضانية المعروضة من على شاشات القنوات الفضائية، وکان واضحا أن نجوميةquot;جمال سليمانquot;رکنت هي الاخرى في رکن منزوي أمام تألق نظرائه السوريين وخصوصاquot;تيم حسن و، سامر المصري و عباس النوريquot; فيما بدتquot;غادة عبدالرزاقquot;بعد سلسلة أدوارها الموفقة صفرا في أقصى الشمال أمام تألق نظيراتها السوريات و المصريات سيماquot;صباح الجزائري و وفاء الموصلي، و وفاء عامرquot; وهذا الامر في حد ذاته تشکل أکثر من رسالة لمسلسل أولاد الليل و جعله ينزوي أکثر في ظلمةquot;ليلهquot;الذي حاول من خلاله سرقة أضواء النهار.
أولاد الليل الذي سعى لبناء عوالمه من فضاءات مستمدة من قاع المجتمع و من خلال الفلاش باك و عملية سرد کررتها المخرجةquot;رشا شربتجيquot;بصورة کادت أن تقترب من حافة الملل، لم يتمکن من بناء حبکة درامية متقنة تتسامى عن الثغرات النقدية و تشد المتفرج بقوة الى الشاشة و لم تتمکن الاحداث المتلاحقة و داخل مواضيع المخدرات و التهريب و المواد الغذائية المستهلکة و إختفاء و موت الحاج سلطان و هروب سعيد سيستيموquot;جمال سليمانquot;من السجن، کل ذلك لم يمنح المسلسلة دفعات قوية کي يصل الى الخطوط الامامية و کأنه ثمة مريض ميئوس من حالته وقد آل أمره الى طبيب غير حاذق فيحقنه بشتى الامصال عسى أن تتوفق إحداها ولکن من دون جدوى! المسلسل الذي بدأ بمشهد سقوط بغداد و إعتقال صدام حسين و من ثم طفق المؤلفquot;محمد سليمانquot;ببناء هرمه الدرامي الذي حشره بشکل غير متناسق بين إعتقال صدام و إعدامه.
لکن النهاية الغريبةquot;غير المنطقيةquot; وquot;الإنفعاليةquot; التي توحي بأجواء ماقبل الخامس من حزيران عام 1967 حيث کان البطل يقفز و بصورة غير متوقعة من الحضيض الى الذرى، وهکذا وجدنا أن سعيد سستيمو و بدلا من أن ينتقم من عدوه اللدود فوزي، يحتضن تمثالquot;سرجون الآشوريquot;کي يحفظه من التهريب و يدفع حياته ثمنا لذلك و بعد الميتة quot;الاکشنيةquot; لسعيد سيستيمو، تقوم المخرجة بزرق مجموعة مشاهد تکاد تکون زائدة و حتى خارج الاطار الدرامي سيما تلك المتعلقة بالحياة العادية لعائلة سعيد سيستيمو بعد مقتله أو بإلتقاء طليقتي سعيد سيستيمو في المقبرة و الابن الفجائي لنوکهzwnj;! والحق أن مؤلف أولاد الليل حين إختار أن ينهي مسلسله بمشهد إعدام طاغية العراق فکأنه نسى أن صدام حسين کان أيضا من أولاد الليلquot;الحقيقيينquot; في العراق فهل کانت تلك مجرد صدفة أم ضحك على ذقون الحقيقة و التأريخ و الجماهير أم إنه أراد أن يوحي أن سعيد سيستيمو کما مات بطلا مظلوما فقد أعدم صدام حسين أيضا ظلما و إجحافا!
- آخر تحديث :




التعليقات