هدية العيد إلى سورية... سجن الحرية...!.
اعتقال إعلان دمشق وأمينه العام فداء الحوراني...
جاء اعتقال الدكتورة فداء الحوراني استمراراً لحملة اعتقالات رعناء ضد نشطاء إعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي، تلك الاعتقالات التي قام فيها هذا النظام الغول،والتي تعبر عن انحداره إلى قعر الحضيض الأخلاقي والوطني والإنساني على أبواب الأعياد من جهة، وتمثل انتهاكاً سافراً همجياً بات يهدد السلم الأهلي واستقرار المجتمع ويفتح طريق التفكك الخطير من جهة أخرى...أي نظام هذا؟!...وأي جلاد هذا؟!...وهل بقي من معنى للقيم الوطنية لديه؟!...من هو هذا النظام،وماذا يريد؟!...
إن الاعتقالات المتوالية لأسرة ربيع دمشق، توحي أن الصورة القاتمة في سورية كلها لازالت مستمرة تتمدد من ماض أسود إلى حاضر أشد سواداً، من دمشق إلى حلب إلى حماه إلى إدلب إلى جسر الشغور إلى تدمر...إلى كل سورية، حيث تعاد الكرة ثانيةً وثالثةً ورابعةً في دورة العنف ولعبة الهمجية، التي يمارسها الغول الذي دخل طور الجنون، طوراً هو الأغرب والأسوأ في تاريخه المشين...ففي معايشة ذلك وأمام مشاهد الانهيار التي تعصف بسورية ولبنان وفلسطين والعراق والمنطقة وتهافت النظام معها...وبمعارضة سورية مدنية سلمية ديمقراطية يُحسد عليها نظام بهذا الوصف...!معارضة رفعت شعار الوحدة الوطنية والسلم الأهلي والديمقراطية والاستقلال ورفض الإستقواء بالخارج...معارضة وطنية يعرفها القاصي والداني من هي وما هو تاريخها؟رغم كل ما مُورس ويمارس ضدها من مجازر واعتقالات وتهجير ونفي وإقصاء وانتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان... رغم كل هذا الكم المروع من العنف،بقيت متمسكة بهويتها الوطنية المستقلة، في حين استقوى نظام ( الصمود والتصدي والممانعة )على المعارضة والشعب بالخارج، أنظمة وأجهزة وكل عصابات الأرض وأعداء الحياة والحرية.
إنه مشهد مأساة شعب أعزل مستمرة منذ عشرات السنين،بظل نظام هو خلاصة السوء، حوّل الوطن إلى أقبية للموت والمجهول...إلى تابوت كبير، وزنازين لكل رموز الحرية والفكر والثقافة والوطنية والكرامة...نظام لا ندري وصفاً له ولا يسعفنا التاريخ على الوصف...بعض ملامحه الغول والجريمة وانعدام القيم والأخلاق والمعايير الإنسانية...إنه أشبه بآلة حادة قاطعة صماء لا إحساس لها ولا انتماء، تستمر في طحن رموز الحرية ومعهم بذور الوعي الوطني الإنساني الديمقراطي تحت شتى التسميات والتهم والتلفيق، واعتقال وعي يريد أن يخطو بالشعب نحو المدنية والتعايش والعدالة والمساواة والعصر.
لعل اعتقال الدكتورة فداء الحوراني وزملائها، يمثل ذروة فقدان الوعي الوطني والانتماء الإنساني إلى شعب ووطن هو سورية،التي حولها هذا الغول إلى إمبراطورية الرعب والرذيلة وكل ترسبات القاع، حاصر الإيمان وضرب العقلاء والشرفاء وقيم المواطنة وكسر الإرادة الوطنية وباع ويبيع بالأرض والثوابت برخصه وتهالكه،ووصل بشذوذه أبعاداً قياسية مهينة، إنه نظام العصابة المارقة، نظام الدولة الأمنية، نظام التحقيق والتلفيق والصفاقة والتصفيق...فمن يا ترى سوف يحقق مع الدكتورة فداء الحوراني وزملائها؟! أهو ضابط أمن فقد عقله وضميره وفطرته؟! أم هو وزير هانت عليه مهنته؟!أم وزيرة تنعي الوطن في غربته؟! أم رفيقاً فاسداً حلت عليه غضبة الشعب ولعنته؟!أم شيطاناً من جوقة الغول المتنقلة في ربوع الوطن الراعف الجريح؟! أم هو الغول نفسه؟! وهل يعقل أن الطبيب الجلاد يحقق مع زملاؤه ومنهم الطبيبة فداء الحوراني،في قضية حب وطن علنية أبدية سرمدية لا تنفصل ولا تنتهي ولا تتلاشى ولا تباع ولا تشرى؟!
إنها صورة مأساة وطن وشعب،عندما يصبح السجن بيتاً والقبح رمزاً... وكم الأفواه عادةً، والتعذيب وسيلةً، والطبيب جلاداً...والطبيبة ضحية ً،وقتل الحرية هدفاً ! فهل يمكن أن يكون الطبيب غولاً؟ وهل يمكن أن تتحول الصورة ببساطة من أبعادها الإنسانية إلى ذروتها الوحشية؟! أم أنه الطبع والدور المعجون بالكراهية والثأر... إنها صورة الانهيار والعار وفلتان العيار... بما تعنيه من غياب المسؤولية وسوء التصرف والأخلاق معاً ! إنه نظام خارج عن القانون والعرف والتقليد والظن والتشبيه والشك والمسموع والممنوع...إنه الغول الأعور الذي جعل الوطن بحدود قبر... يقود نظاماً مهنته العهر...ينتمي لعصابة أجهزة لطخها الهزيمة والفر،لا تعرف غير الكسر والجر والنحر...غول وعصابة ليست من هذا العصر...يخطف ويعتقل ويحيي ويميت ويطول ويقصر العمر... يتمادى في الجريمة...واليوم يظن أنه على رمز الحرية قادراً على النصر...!.
خاب فعلكم،فتمادوا إلى نهاية هذا العهر... وبئس ظنكم،رئيساً ومرؤوسين، قردة وشياطين،تصطف على دفة موت هذا الوطن الحزين... وتباً لكم، رموز ممانعة وتحرير من الجولان لفلسطين...الجولان يقول لكم... وفلسطين تقول لكم...ولبنان والعراق ونحن نرددها رافعي الرؤوس، يا من أصبحتم قاعاً وأرجلاً بلا رأس...وجلاداً يحاور وطناً بالعصى والفأس...وعصابةً تائهة تصيح ممانعةً،وتزحف على ظهرها بجهرٍ وهمس... يقولها تاريخ بلادي من فجر الحياة إلى الأمس...الأمس قالتها الحرية صارخةً...تباً لكم،يامن أدمنتم طعم الذل...يا سلالةً بعضها نخجلُ من ذكره... وبعضها الآخر بزَِِّ الرجس.....!.
تباً قالتها الحرية يرافقها شعاع الشمس..الوطن سيغادر أحزانه،وسيرمي غربانه وسيمسح بصمات البؤس... تاريخنا معتصماً...أحفاده قالوها بالأمس...
انفجروا غيظاً...طيشوا لؤماً...عبثاً بل وهماً، سواد ضمائركم، يحاول أن يطفئ ضوء الشمس...!.
وكل عام ورموز الحرية وسورية بخير.
د.نصر حسن
التعليقات