قبل الانتخابات الماضية التى جرت فى غزة وعدت حركة المقاومة الاسلامية المعروفة باسم حماس الشعب الفلسطينى بعدم الاعتراف باسرائيل الا بعد عودة الاراضى الفلسطنية بالكامل لاصحابها وقد التزمت بوعدها الى الان. اما الوعد الثانى كان يتعلق بتحسين الظروف الاقتصادية والمعيشية للفلسطنيين وخلق فرص عمل للعاطلين وتوفير الخدمات الضرورية والمرافق وذلك عن طريق الاستعانة ببلايين الدولارات التى قيل ان الدول العربية والاسلامية وعدت قيادات حماس بها.. وتطبيق نظرية (الاسلام هو الحل)..اى تطبيق الشرعية الاسلامية على ابناء غزة. ولكن للاسف لم توفى الدول العربية او الاسلامية بالبلاين التى وعدوا بها قيادات حماس ومن ثم وجدت حكومة حماس الاسلامية نفسها عاجزة عن توفير الخدمات للناس او حتى عن دفع رواتب موظفى الحكومة!!

وكان من المضحك ان نجد اسماعيل هنية فى كل مرة كانت تزداد الازمة الاقتصادية فى قطاع غزة يهرع الى الدول العربية والاسلامية يستجديهم ويتسول منهم المساعدات والدولارات ولكن عند عودتة كانت الاموال التى يحضرها معهتصادر او يتم التحفظ عليها من قبل قوات حرس الحدود الاسرائيلين على الحدود المصرية.

دعونى اقولها بصراحة لقد عجزت حماس فى استرداد الاراضى الفلسطنية المحتلة سواء بالتفاوض او عن طريق المقاومة المسلحة.. واعتقد انة لا يوجد املا فى استرداد حقوق الشعب الفلسطينى اذا استمرت حكومة حماس فى الحكم.. ولا يوجد امل فى وضع نهاية للصراع الفلسطينى الاسرائيلى..

وفيما يبدو ان حركة المقاومة الاسلامية حماس نتيجة اخفاقهم الشديد فى كل المجالات الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية بدأ يختلط عليهم الامر فلم يعدوا يميزون بين الفلسطنيين اوالاسرائيلين والصديق والعدو فوجدناهم خلال الاسابيع الماضية يوجهون سلاحهم ضد اخوتهم الفلسطنيين التابعين للرئيس الفلسطينى محمود ابو عباس مما ادى الى مقتل العشرات.

وحتى لا اطيل اريد ان اسأل اخوتنا فى غزة ما الذى حققتة لهم حكومة حماس الاسلامية حتى الان؟؟ مزيد من القتلى والجرحى والدمار والخراب والمعاناة؟؟ ان غزة لم تتحول على اياديهم الى جنة كما وعدوا قبل الانتخابات وقبل توليهم الحكومة ومسئولية اتخاذ القرار بل على العكس تحولت مساحات اخرى من اراضي غزة الى مزيد من المقابر والمدافن بدلا من تحويلها الى مزارع ومصانع ومساكن ومدارس وحدائق واندية رياضية.

اخشى ان اقول ان ما يحدث الان فى غزة من اشباكات وصراعات دموية بين التابعين للرئيس الفلسطينى محمود عباس من ناحية والاسلاميين بقيادة اسماعيل هنية والمتاجريين بالاديان واصحاب الشعارات الزائفة والحناجر العالية من ناحية اخرى يمكن حدوثة بسهولة على نطاق اوسع وابشع فى بلدان عربية اخرى وبصفة خاصة فى مصر بين اتباع نظام الحكم الحالى والاخوان المسلمين الذين يحلمون بحكم مصر.

ليت الجميع حكام ومحكومين يأخذون عبرة ودرس مما حدث ويحدث فى مدينة غزة اذا كانوا حقا يريدون الخير لشعوبهم وانفسهم.. ونأمل فى نفس الوقت ان يحل السلام والخير سريعا على ارض فلسطين وينتهى عذاب ومعاناة الشعب الفلسطينى الى الابد.

صبحى فؤاد

استراليا

الخميس ا فبراير 2007

[email protected]