بعد أن بحت أصواتنا، وملت أقلامنا، وجزعت مناشداتنا، من أجل أن تنهض الحكومة العراقية بمسؤولياتها وتنفذ برامجها ومشاريعها التي تعهدت بها أمام الشعب العراقي في بداية تشكيلها، ولكن للأسف الشديد لازلنا لم نر بصيص ضوءا في نفق العراق المظلم.
لازال الحال كما هو، فلتان أمني شامل، قتل جماعي يومي، إنقطاع التيار الكهربائي، شحة الماء الصالح للشرب، فساد في أغلب مؤسسات الدولة بما فيها الوزارات، ميليشيات مسلحة حاكمة، فوضى لم يشهدها العراق من قبل، بطالة وجوع وترمل وقائمة إحتياجات الشعب الضرورية مستمرة.
ولكن الحكومة العراقية الحالية، لا تريد أن تسمع مطاليب الشعب المشروعة الكثيرة والمتعددة من خلال بعض الأحزاب والقوى السياسية، ومنظمات المجتمع المدني والشخصيات السياسية والإجتماعية وغيرها من الأصوات الوطنية، التي تريد عراقا ديمقراطيا حرا ومستقلا.
ويوم امس وبمناسبة ذكرى عاشوراء، شهدت مدينتا النجف وكربلاء الكثير من المسيرات الحسينية والتي إشترك فيها الآلاف من المحافظات العراقية الإخرى تمجيدا وتخليدا بهذه المناسبة.
وأخيرا جاء دور المواكب الحسينية، التي رددت الأهازيج الوطنية والشعارات المطلبية والتي تهاجم وتندد بسياسات الحكومة العراقية، التي لا زالت مكتوفة الأيدي وغير قادرة على ممارسة حتى دورها الطبيعي كأية حكومة، وما عليها من واجبات وإلتزامات أمام شعبها.
فعسى أن تسمع حكومة الأغلبية ( الشيعية ) بقيادة الإئتلاف العراقي الموحد، أصوات المواكب الحسينية، وتتحرك من جديد لتنفيذ تعهداتها وتحقيق البعض من مطاليب الشعب وتأمين الأمن والأمان وتشغيل العاطلين عن العمل، والبدء بعملية البناء والعمران والتي لا زالت تتعثرفي بلد يعتبر من البلدان الغنية في العالم!.
وأن التاريخ كما هو معروف، لا يرحم الحكام الذين لا يسمعون شعوبهم، ولا يحققون طموحاتهم وآمالهم، لأن الشعوب هي التي تصنع الحياة وليس الحكام.
حمزة الشمخي
[email protected]
التعليقات