وضع اليد حالة مادية يكتسب بها المرء مركزا قانونيا... وضع اليد يعرفه القانون والناس بمصر كأحد حقوق الملكية وهو فى ذات الوقت أيضا يصلح سندا لإثبات الملكية أو للتملك... أى من حق مالك الشىء أن يضع يده عليه أى يحرزه ويمنع غيره منه. كذلك محرز الشىء يستند إلى ذلك الإحراز كإثبات لملكيته حتى يثبت خلاف ذلك، فعلى من ينازع حائز الشىء ملكيته، عليه أن يثبت أنه حازه بطريق السرقة أو الغش أو نتيجة جريمة أخرى مثلا.. هذا عن المال المنقول أى كل ما ليس عقارا.

أما عن العقار فالأمر نكتة حقيقية من عدة أوجه، لن أتعمق فى طرحها حتى لا يمل القارىء ولكن يكفى أن نعرف ان القانون المصرى العجيب يعترف بوضع اليد مدة معينة كسبب لإكتساب ملكية عقار ما! سواء كان وصع اليد بطريق السلب أو البلطجة أو منحة من الوالى شخرم باشا المعفن! وعندما يصير النصب والنهب والسرقة مصدرا قانونيا لإكتساب الملكية، فبشر أهل الحق بالفقر المبين.

وأصلح الطرق لسرقة أرض ما، وكانت تلك الطريقة مشهورة جدا فى أراض العجمى بالأسكندرية، فهى أن تضع عينك على أرض ما وبالإتفاق مع خفرائها تبنى على رأسها مسجد! كل سراق الأراضى فى العجمى بنوا مساجد على رأس الأراضى المسروقة تثبت وضع يدهم على الأرض جميعها ويجبروا الحكومة على توصيل المياه والكهرباء للأرض الجامع ndash; لزوم الميكروفونات- وتصير الأرض بمجرد بناء ذلك الجامع الذى عادة ما يسمى باسم بانيه تساوى أضعاف ثمنها.. الجميع بنى مساجد لسرقة الأراضى، بعض المسيحيين بنى أو ساهم مع شركاء مسلمين فى بناء جامع لإثبات وضع اليد (السرقة)، ولتتولى الحكومة توصيل المرافق للأرض! كل ما على المتشكك أن ينظر إلى ضاحية العجمى فى الإسكندرية وأرض أم زغيو وأبو يوصف وأبو ثلاث المتجاورين جميعا ليجد على رأس كل ناصية مسجدا أو أكثر، وأكثرها على أسماء أناس هم أصحابها ولا أريد ان أسمى كثيرين منهم حتى لا يظن أن الأمر مقصود به التشهير...

الحقيقة لم يكن هذا موضوعى إطلاقا وإنما كان من المفروض أن تكون مقدمة مختصرة... لب الموضوع كان هو غضب مصر من اليونسكو التى ستعيد ترتيب معجزات الدنيا السبع! حجة مصر ليس فقط أن الهرم الأكبر هو معجزة بناء وهندسة وعلم وفلك وخلود معا! كلا وحاشا، حجة مصر ان الهرم ثبتت له الأولوية على معجزات الدنيا السبع quot;بوضع اليدquot; المدة الطويلة المكسبة للملكية!؟ وهذه الحجة مماثلة لحجتها التى ثبتت بها ملكية كرسى الأمين العام لجامعة الدول العربية!؟ وهى ذات الحجة التى ثبتت المرشد العام لإخوان الخراب مركزه، وهو الذى لا مانع لديه من أن يحكم مصر ماليزى ولكنه وجماعته المنافقة لم ترض بمجرد ترشيح مضلل عام من جنسية أخرى!؟ وأظن،وبعض الظن من حسن الفطن، أن جميع موظفى المحروسة الكبار منهم والصغار وحتى فنانيهم والذين يسرحون بمناديل ورقية على ناصية معينة... كل هؤلا يتملكون مواقعهم وكراسيهم بوضع اليد المدة الطويلة، أو بوضع اليد الطويلة فقط، ولأنها ملكيتهم فهم يورثونها... والله أعلم!

عادل حزين
نيويورك

[email protected]