يتوقع الكاتب والصحفي والاديب عندما يكتب للرأي العام الهجوم والمديح والثناء والنقد، وإدا كان مؤمنا بما يكتب، وإدا كان يعبر عن جرح ينزف حتى اصبح ايقاف هدا النزيف صعباً، فالتحدي والهجوم والانتقادات لا تهمه، لسبب واحد إنه مؤمن بقضيته وعدالتها. ولقد تحدتني القارئة التي اسمت نفسها كارا، ( هنا لا يهم الاسم، بل الاهم هو المضمون ) التي كتبت نقدها لمقالتي quot; اعود بالله من كلمة أناquot; ونازلتني في ساحة الانترنيت متحدية إدا تملكت الجرأة ان ارد عليها وان اشتم المليشيات والقتلة والخاطفين ومفجري السيارات وفرق الموت والاحزاب المشتتة الكثيرة التي اعتمدت على مبدأ الديمقراطية التي ماتت من اول دبابة استعمارية دخلت العراق، لأن الديمقراطية لا يأتي تحت رؤس الاسلحة المدمرة التي استعملتها القوات الامريكية في حرق شعبنا لو تدكرت كارا.


ان القضية العراقية هي قضية غربية امريكية لا غبار عليها، مفتعلة لتحطيم البنى التحتية والفوقية لهدا البلد الشامخ. لن يقتل العراقي اخاه العراقي إلا إدا كان تحت حماية طائرات الاباشي كما يحصل، لاننا ابناء وطن واحد، ولدنا وترعرعنا على هده التربة الطاهرة ونحمل بين جنباتنا نبض هادر اسمه العشق للعراق، إنه الخلطة العربية العراقية النادرة والتي لم تجدي مثلها يا كارا مطلقا حتى في اعرق واقدم كتب التاريخ. العراق المشهور بتركيبته الغريبة التي عاش وسيعيش عليها مهما دبر له الامريكان والغرب بأجمعه من مؤامرات ومدابح. ربما لم تتطلعي على تاريخ العراق وشعب العراق بشكل عميق، مما حدى بك الدفاع عن الغرب المسكين المبتلى بالغباء العربي كما دكرتي.


الغرب وما له علينا من افضال حضارية لها اثمان وليس ثمن واحد ندفعه لهم كل يوم في كل شبر من ارضنا العربية والاسلامية الطاهرة على شكل إثارة ماسي سياسية لا نهاية لها. الغرب له افضال علينا منها واهمها حضارة الإبادة العرقية والطائفية بنفس الاسلوب الدي استعملوه مع اصحاب الارض التي يعيشون عليها الان، حضارة رعاة البقر وافلام العنف والجنس والمخدرات
محاورة شفافة القصد منها توضيح لبعض المفاهيم السياسية مبنية على مفهوم الديمقراطية والتي لم تأتِ عن طريق التحدي والمنازلة من خلف الاسوار واتباع مبدأ quot; تكلم لو استطعتquot;. احاول ان يكون ردي شفافاً حسب قاعدة الشفافية الحديثة المتبعة لتحقيق فهم افضل يُساعد على إزالة الصورة السلبية الروتينية المتبعة لدى بعض القراء الكرام على طريقة quot; خالف تُعرفquot;.


إن التعامل الإيجابي المبني على تكافئ الفرص حتى في اسلوب التخاطب، يجب أن يكون مصحوباً بفكر واضح وبناء يزيل مفهوم التعصب والكراهية إتجاه ما يؤمن به الاخرون. إننا نتعامل بالقلم والمشاعر المجروحة بمصير شعب يُعامل باسلوب الإبادة غير الشرعية عن طريق استغلال ضعف الثقافات الدينية لدى بعض العامة، باستقطاب هده المجاميع، ودفعهم بأساليب عديدة تؤدي الى النرفزة الطائفية والشعور بالاحباط السياسي والفارق الطبقي،وهناك تظهر نزعة الثأر التاريخي غير المشروع. وهدا لايعنى حرمان الطوائف مهما كان انتمائها من ممارسة طقوسها بشكل طبيعي، وتوفير لها الحماية كي تتمكن من ادائها. إلى هنا وليس هنا نقطة نستطيع ان نختلف عليها لو اخدنا طقوس كثيرة تمارسها شعوب الارض لكنها لا تحمل السلاح بهدا الشكل المدمر كما يحصل في كربلاء والنجف من هدر دماء شباب، وتعطيل جميع الدوائر الحكومية، وتحليق الغربان الامريكية فوقهم باسم توفير الحماية الامريكية التي تريد لخلق الجو المتوتر، وإعطاء الشعور على خوفهم على ابناء الشيعة هم الامريكان اكثر من ابناء وطنهم، وخلق معارك وفصائل ارهابية جديدة باسم جديد لم يعرف مسبقا، كي تكون هي امريكا الجميلة بترساناتها اسبابا لبقائها، فهي باقية لاننا لن نصل مرحلة ضبط النفس والقدرة على إدارة بلدنا. لمن توفر الحماية جيوش الرحمة لا نعرف.


الكل يطالبون بخروجها، الكل يقولون لو تركتنا امريكا نحن نستطيع حل مشاكلنا لوحدنا لاننا مرتبطون بالدم والارض والماء والنخيل والحنطة والشعير والشعر الشعبي وحتى خبز التنور. إمريكا لا يروق لها هدا الشي، لقد عثرت على الوزة التي تبيض نفطاً، فكيف يمكنها ان تعيدها لاصحابها وتركهم بشأنهم يبنون وطنهم، لكن الوزة التي تبيض نفطا هي كما يعتقدون فكيف نحن الحفاة العراة نود منافستهم. فجاءت بجيوشها الرائعة لبسا؟ وسلاحا ونظارات شمسية فاخرة وقناني مياه كانهم جاؤوا للاصطياف، وسحبوا معهم جميع موظفي المخابرات الامريكية من العراقيين الدين تبرعوا بكل المعلومات المشوشة، امريكا رمت اللوم عليهم في توصيل معلومات خاطئة، وهدا سبب اخر لتحطيم العراق لانه من ورطهم!!!!!! واوصل اليهم اخبار كادبة هم عراقيون قضوا نصف عمرهم يتدربون على ايدهم ( ربي اجعل كلامي خفيفا عليهم لو كانوا يقرأون سطراً لانهم مصابون بمرض الامية التي لا ينفع معها اي شي) وهكدا يا كارا سلم هؤلاء رقاب شعبنا، وكردة فعل قوية ظهرت لدينا عصابات كما ظهرب في بعض دول افريقيا الجنوبية مؤجرة تدفع لها الدول بعض الدول العربية وايران والتي لها مصالح في ادامة النار تلتهم الاخضر واليابس في العراق مقابل دولارات. شباب عاطل عن العمل كما عرض برنامج فرنسي كيف يتم التقاط هؤلاء المنتحرين من قبل شابين جعلوا من خراب العراق وسيلة ثراء لهم بتوريد قنابل بشرية مغربية خارجة من قلب باريس لقتلنا. وسودانيين ومصريون ومن كل ارجاء المعمورة العربية والاسلامية يتدربون في معسكرات سورية وايرانية على كيفية التهديم والقتل والتفجير.


لم تكن تصفية الحسابات التي نراها الان بالطريقة الوحشية التي تقوم بها فصائل بربرية شوهت جميع المفاهيم الانسانية والدينية والعشائرية. إن تصفية الحسابات يجب ان تبنى على اساس مبدأ العدالة وعدم المحاباة والمراوغة. وعليه، هنا استطيع ان اثبت نظرية الحوار الجدلي المؤدي الى فهم ابسط واعقد الاسس القانونية التي يجب اتباعها لمعرفة المسبب الرئيسي للوحشية التي تدور في العراق.
إن اقحام امريكا نفسها في امور لا تعنيها نايع من مبدأ المنفعة التي تعود على امريكا نفسها، ولقد كرر معظم رؤساء امريكا الدين وعيت عليهم هدا القول، بالإضافة إلى مفهوم السيطرة والفوز، وتوظيف هده المفاهيم للهجوم على سياسات الدول التي لا تتماشى مع سياستها باتباع مفهوم الارهاب المعاكس.
إن العراق مبني على مبدأ التفاهم الثقافي والديني والمدهبي مما خلق نسيجاً نادراً على مر السنين، ووجد طرق مثلى للتعايش والعمل والبناء الخلاق. لكن المد الاستعماري الجديد الدي تتزعمه امريكا وحليفتها بريطانيا هو الاسلوب نفسه بعد الحرب العالمية الاولى عند استعمار العراق من قبل بريطانيا باستعمال النعرة الطائفية وتفضيل طائفة على اخرى مما خلقت هدا الجو الموتور والدي ندفع ثمنه الان. إن الكراهية الطائفية هي التي خلقت هدة المليشيات مهما يكن انتمائها الطائفي والتي جعلت من مبدأ الاخد بالثأر والتطرف والتعصب والطائفية والعشائرية والقومية اساساً لصراعها الدامي والمستفيد الوحيد هو امريكا والدول المساندة لها كبريطانيا واستراليا، لدا علينا قبل ان نوجه الاتهامات وننزل إلى ساحة التحدي نبحث عن الاساس أو المستفيد من هدا القتال الارعن بين ابناء الوطن الواحد.
نحن كما قلت، نسيج اجتماعي عائلي نادرمما خلق وطن يُشار له بالرقي الثقافي والتقدم الاجتماعي قبل ان يدب في جسده جرثومة الكراهية الطائفية والحروب الدامية التي بدأت مند الحرب مع ايران واجتياح الكويت والحصار الاقتصادي والغزو او الاحتلال الامريكي، وها نحن نمر بمرحلة تاريخية خطرة.


ان اساس جيمع مشاكل الشرق الاوسط والعراق خاصة هو نابع من قوة مستفيدة، واي مشكلة حدثت وتحدث في عالمنا نجد بريطانيا وراءها، والان انضمت إليها القوة العالمية امريكا يعملان سوية على منع استبباب الامن( وليس كما يقال اننا كالنعامة)
في المنطقة لأمور اولها اقتصادية وفرض الهيمنة السياسية وبعدها الامور الدينية.
إن افتقار الرؤية الصائبة في تحليل ما يحصل في العراق، والتصفيق للمعسكر الغربي ووضع اللائمة على العراقين في هدا الاقتتال لهو ضيق في التفكير. للعراق حكومة تسير بما تفرضه عليها امريكا، تحيمها وتدفع لها رواتب هائلة مقابل السكوت المطبق ما عدا تصريح هنا وتصريح هنا لايغني ولا يسمن من جوع.
هل رأيت الان يا كارا كيف الغرب هو اساس الامراض القاتلة التي نعاني منها؟ حصلت لي محاورة مع سيدة انكليزية قبل سنين طويلة كنت جالسة في احد باركات لندن كي يلعب اولادي ويتمتعون بعض الوقت وبدأت هده العجوز اولا بابداء اعجابها بولدي وشعرهما واهدابهما وعيونها حتى وصلت بتوجيه سؤالها من اين نحن؟ قلت لها من العراق. فإدا بها كأن حية لسعتها وانهالت عليَ بالشتائم بأننا اممنا نفطهم وسوف لن يدعونا نعيش بخيرات النفط لانه نفطهم، فقلت لها أنه نفط العراق، على ارض العراق، ويدار معظمة من قبل مهندسي وعمال العراق، لكنها استمرت بالشتيمة والهديان بانه نفطهم وسوف لن ينسوا هدا والانتقام قادم. حصل هدا الشي يعد اشهر من اعلان تأميمي النفط، فتركتني تولول وتنازلت عن كلامها بجمال اهداب ولدي وعيونهم وشعرهم لانهم اولاد لصوص سرقوا نفطهم وحقهم في الحياة.
اتمنى ان استطعت الرد عليك يا كارا وبكل شفافية، واؤكد لكي ان مشاكلنا والقتل الغبي الحاصل في العراق هو سم دسه الامريكان ماشين على خطى من استعمرنا قبلهم البريطانيون. ربنا نجنا من مستعمر ثالث، فلا يبقى في العراق شيئا يتسلى به المستعمر الثالث

الدكتورة خولة الزبيدي
استادة جامعية

[email protected]