بعد أن وصل الحال بالعراقيات والعراقيين بحيث يسألون أنفسهم كل يوم عندما يخرجون من بيوتهم، فهل نرجع سالمين مرة إخرى إليها أم لا؟، وحتى بيوتهم وأماكن عملهم أصبحت غير آمنة في هذه الأيام.
لذلك عندما يسأل العراقي عن إمنياته، ومن المفروض أن يكون جوابه تحقيق الكثير من الإمنيات كباقي البشر، لأن أماني الناس كثيرة ومتعددة كما هو معروف، ولكن أن العراقيين لا يريدون اليوم شيئا إلا الأمان والإستقرار، وهذه الأمنية أصبحت تتردد على لسان كل بنات وأبناء العراق دون تردد ولو للحظة واحدة.


حيث إختزلت كل الإمنيات المشروعة والطبيعية للإنسان، الخاصة والعامة منها بالنسبة للمواطن العراقي، بكلمة واحدة لا غيرها، وهي نريد الأمن والأمان، هكذا يتمنى الإنسان عندما تصبح حياته مهددة بين فكي الإرهاب والجريمة من جهة والفساد والفوضى من جهة إخرى.


حقا إنها إمنية تستحق الذكر كل يوم، لأن العراق مستباح من قبل جيوش الإحتلال والميليشيات المسلحة والعصابات الإرهابية والزمر الإجرامية وقطاع الطرق ومافيات الفساد والرشوة والمجاميع والقوى الطائفية والعنصرية والظلامية المتخلفة.


في ظل كل هذه وغيرها من الأطراف والعناصر، التي تعبث بأمن المواطن وسيادة الوطن، فكيف نريد من العراقي أن لا يتمنى أو يحلم بالسلام والأمان؟، وهو يرى بعينه ويسمع كل يوم أخبار الموت الجماعي والجثث المجهولة كما يطلق عليها والتي تنتشر في بغداد ومدن العراق الإخرى، والدمار الشامل والفوضى التي لامثيل لها.


إنها إمنية جميع العراقيين، ولكن متى تتحقق لكي ينعم شعب العراق بالأمان والسلام والحرية والتآخي، وأن يستعيد الوطن سيادة الكاملة وإستقلاله، وأن يكون الجميل المتعدد والمتنوع الذي يحتضن الجميع دون تفرقة ولا تمييز، بين المذاهب والأديان والقوميات والطوائف والمرجعيات والأفكار.
هذا العراق الذي نريد، فمتى تتحقق الإمنيات والأحلام؟.

حمزة الشمخي
[email protected]