تنقل الصحف والمجلات والاذاعات والفضائيات هذه الايام تصريحات لمسؤولين حكوميين عراقيين حول ضرورة اشراك الجميع في العملية السياسية الجارية وعدم استثناء أي فريق من الحوار إلا تنظيم quot;القاعدةquot;.
صح النوم! بالفم الملآن نقولها لنائب رئيس الجمهورية طارق الهامشي ولسواه من اركان الحكومة المشكوك في ولائها للمصالح الحيوية والاساسية لأبناء العراق. فالمسؤولون الذين يسوسون بلاد الرافدين حالاً جبلوا من مادة النفاق والازدواجية لاعتمادهم الكيل بمكيالين، وتطبيق المعيارين، والابتعاد عن المصداقية والنزاهة. وهم مرتبطون ببلاد فارس يؤدون مصالحها ويخدمون استراتيجياتها. بدليل أن هؤلاء وتحت شعار quot; اجتثاث البعثquot; قاموا بتصفية الالاف وتهجير الملايين وقطع أرزاق مئات الالاف وخربوا مؤسسة الجيش وحلوا الاجهزة الامنية من شرطة وحرس حدود وإتلفوا محفوظات القضاء، وشرعوا الباب واسعاً أمام المجرمين المحترفين ليعيثوا فساداً. وعبدوا الطريق ndash; عن قصد او غير قصد ndash; للارهابيين لكي يتحركوا بأمن وسلام لتنفيذ مخططاتهم الشريرة.
حتى لو ان الخطة الامنية المعتمدة راهناً في بغداد سوف تؤتي اكلها، فكيف السبيل الى الخروج من دائرة الضغائن والاحقاد التي تسببت بها هذه السياسة.
وهي أحقاد باتت متجذرة في نفوس من ذاق ويلات وتلقّى تداعيات. فعندما قام عدد من العراقيين المتنورين بالتنبيه الى مخاطر ومحاذير السياسات الاجتثاثية. ودعا رئيس الحكومة السابق الدكتور اياد علاوي الى عدم حل الجيش العراقي وسائر الاجهزة الامنية نظراً لما تنطوي عليه من نتائج بالغة الخطورة على السلم الاهلي. قامت القيامة ولم تقعد ووجهت الانتقادات الكثيرة الى من تجرأ ودلّ على الجرح وموضعه.
واليوم تبين ان الحق كان الى جانب المنتقدين وأنالمنتقدين (بفتح القاف)كانوا مجرد مضللين (بكسر الكلام ). ولو حاولوا محو آثامهم بتصريحات لا تعيد ميتاًَ الى الحياة، ومعاقاً الى الشفاء ولا مهاجراً ومهجراً الى ارض الوطن. كما لا تبني الذي تهدم.
ومع ذلك، من الافضل للجميع ان يأخذوا بالحلول الناجعة متأخرين من عدم الاخذ بها على الاطلاق. بمعنى ان المصالحة الوطنية يجب ان تبقى الخيار الاول والاخير، كونها تشق الطريق الى الخلاص.
حسام توفيق عبد الله
صحافي عراقي مقيم في لبنان
التعليقات