كما توقعنا حصل الفشل المنتظر لخطة أمن بغداد، فقد هرب معظم عناصر الميليشيات الشيعية الى ايران، وكذلك هرب معظم بقايا البعث والتكفيريين وعناصر القاعدة الى سوريا وايران.. وبهذا تكون الخطة قد فقدت أهدافها التي من أجلها أنطلقت وهي الاهداف البشرية التي تتمثل في اعتقال وقتل الارهابيين من الشيعة والسنة.

وما يحدث الان في بغداد هو مجرد تخدير وتسكين وهدنة مؤقتة وسرعان ما يعود المجرمون الى قواعدهم لإستئناف جرائم التفخيخ والتفجير والقتل.

كان أهم سبب في إفشال خطة أمن بغداد هو حكومة المحاصصة الطائفية الحالية فهذه الحكومة هي جزء من المشكلة ومسبب لها وليست جزءا من الحل، فالاحزاب الشيعية والسنية والكردية.. ليس من مصلحتها أستقرار العراق وعودة العافية له، الاحزاب الشيعية لديها مشروع طائفي أيراني للإنتقام من العراق وتمزيقه وتسليم الوسط والجنوب بثرواته الى ايران كجزء من الولاء العقائدي لها، وكذلك لديها مهمة عاجلة وهي عرقلة المشروع الامريكي وابعاد خطره عن ايران وسورية، والتنظيمات السنية هي عبارة عن واجهات لبقايا البعث والتكفيريين والقاعدة وهي اداة اجرامية بيد المخابرات السورية والايرانية لتدمير العراق، وايضا لعرقلة المشروع الامريكي وابعاد خطره عن سورية وايران، اما بالنسبة للأكراد فليس من مصلحتهم ابدا استقرار العراق فكلما كان العراق ضعيفا مدمرا كلما استطاع الاكراد أبتزازه وسرقة ثرواته والزحف على أراضيه!


وعليه فأوضاع العراق لن يكتب لها الاستقرار والراحة ووقف شلالات الدم والخراب... ألا اذا أقدمت الادارة الامريكية على أسقاط حكومة المالكي فورا وتشكيل حكومة طواريء عسكرية من الضباط المستقليين، وإلغاء العملية السياسية والدستور، وبعكسه اذا ما بقيت الامور كما هي فأن العراق بالتأكيد ليس فقط سيبقى جريحاً بل سيموت ميتة بشعة على يد هذه الاحزاب!!

خضير طاهر

[email protected]