ديمقراطيتكم تبدأ من معبر خابور وتنتهي في معتقلات حكومتكم

على هامش مؤتمر بروكسل الخاص بمدينة كركوك والوجود التركماني وأوضاعهم السياسية في العراق والذي أنعقد في قاعة البرلمان الأوربي ببلجيكا للفترة 26-27 من مارس 2007، نشرت السيدة الكردية فينوس فائق في موقع إيلاف مقالا تحت عنوان ( من الدكتاتورية إلى الديمقراطية طريق يبدأ من كركوك وينتهي داخل قاعة في البرلمان الأوربي ) وسلكت الزميلة نفس الأسلوب الشوفيني الحاقد على الوجود التركماني الذي يسلكه معظم الكتاب الكرد، ابتداء من عنوان المقال وانتهاء باتهامها للجبهة التركمانية بأنها كانت وراء تنظيم هذا المؤتمر.

قبل كل شي الطريق الذي قصدتها كاتبة المقال لم يبدأ اليوم وبل منذ عقود ترجع إلى أيام بعد تأسيس الدولة العراقية عام 1920. ولم يبدأ هذا الطريق من كركوك فقط وبل بدأ في كل بقعة أرض عراقية يعيش عليها أبناء التركمان، ولا ينكر أي سياسي تركماني نضال التركمان من أجل حقوقهم المغتصبة منذ عقود طويلة في أية مدينة أو قصبة أو قرية تركمانية تعرضت للظلم والاضطهاد والانتهاكات العنصرية، ولم يدعي أحد بأن الطريق بدأ من كركوك دونها من بقية المناطق التركمانية وبل الطريق من أجل أثبات الوجود التركماني في العراق ورفع الغبن والتهميش عنه بدأ في تلعفر وموصل وأريبل والتون كوبري وطوزخورماتو وتازة وداقوق وكفري وشهربان ومندلي وخانقين وغير غيرها، وناضل التركمان من أجل حقوقهم المشروعة داخل العراق وخارجه وقدموا تضحيات كبيرة ولم يكن إعدام طغاة النظام العراقي السابق لمئات التركمان المناضلين بين قادة وعسكريين ومثقفين كأمثال ( نجدت قوجاق، عبد الله عبد الرحمن، رضا دميرجي، عادل شريف، حسين علي دميرجي الملقب بتمبل عباس، خالد شن كول، محمد قورقماز، رشدي مختار أوغلو، عز الدين جليل ترزي، نجدت بقال أوغلو، يلماز سعيد أوغلو واغتيال الآخرين من مناضلي التركمان في ظروف غامضة بعد سقوط النظام السابق في التاسع من نيسان 2003 كالأبطال مصطفى كمال يايجيلي، يشار جنكيز، علي أكرم كوبرولو و إسماعيل إبراهيم إلا بعمليات جبانة كان الهدف منها القضاء على الهوية التركمانية، ولكن التركمان عازمون في نضالهم حتى يتحقق آمالهم مثلما تحققت أمنيات وأحلام بعض مكونات الشعب العراقي بعد نضال طويل وشاق أيضا، ولن ينتهي الطريق التركماني داخل قاعة البرلمان الأوربي أبدا يا فينوس فأبناء الشعب التركماني سيسلكوا كل الطرق السلمية المتاحة التي توصل أصواتهم المطالبة بحقوقهم الشرعية والرافضة للعنصرية والانفصالية وتقسيم البلاد، والأيام القادمة ستشهد المزيد من المؤتمرات والتظاهرات التركمانية في كل مكان من العالم.

تقول فينوس بأن التركمان غادروا قاعة البرلمان تماما مثلما دخلوها دون أن يغيروا من الحقائق أي شيء. عفوا التركمان لم يأتوا إلى المؤتمر ليغيروا الحقائق فالحقائق معروفة وبعشرات الدلائل والإثباتات الملموسة والوثائق الرسمية والكتب والذين يسلكوا الطرق الحلزونية والعوجاء لتغيير الحقائق لصالحهم هم الذين يخططون الآن لعزل كركوك وبقية المناطق الغنية بالبترول عن المركز وضمها إلى أقاليمهم العرقية بغية تحقيق أحلامهم الانفصالية وإعلان دولة الخيال الكردي بعد اغتصاب أراض وخيرات الآخرين. ولكن ولصحوة العراقيين الأصلاء والشرفاء لن يستطيع أحد يغير تلكم الحقائق حتى ولو توفق في ذلك لفترة معينة وتحت ظروف معينة، مثلما حاول النظام السابق ذلك طيلة ثلاثة عقود ويحاوله الجهات المشبوهة الآن والبلاد يعيش ظروف استثنائية تحت سيطرة قوات الاحتلال الأمريكي والميليشيات المسلحة. ولو كانت في البلاد حكومة قوية تستطيع حل مشكلات البلاد وتحقيق الحرية والديمقراطية والعدالة والمساواة بين مكونات الشعب لما تجرأت جهة عرقية أو طائفية مشبوهة لتغيير ديموغرافية قرية من قرى العراق ولا مدينة كاملة كمدينة كركوك التي تمثل الشريان الحيوي للبلاد، وما لجأ أحد لإيصال معاناة وآلام شعبه إلى المنظمات والمؤسسات الأجنبية، أ ليس من حق التركمان كباقي مكونات الشعب العراقي أن يقيم مثل هذه المؤتمرات ويشرح الأوضاع السياسية التي يعيشها أبناءه في ظل الديمقراطية الجديدة التي تدعي فينوس وجودها في شمال العراق الآن؟ ومنذ متى أصبح ماهو حلال للأكراد حرام لبقية مكونات الشعب العراقي يا فينوس؟

المؤتمر أعده الوقف التركماني للأبحاث وحقوق الإنسان الذي مقره في عاصمة الدولة التي تتواجد فيها الكاتبة وبالتنسيق مع منظمة الشعوب والأمم الغير ممثلة و اللبراليين و الديمقراطيين في البرلمان الأوربي أي لم يكن بغطاء تركي مثلما أدعتها رغم تأكدها من ذلك ولكن الغاية كانت معروفة وشوفينية بحتة مثلما تدعي بأن أغلبية المؤتمرين كانوا من الجبهة التركمانية في مقالها المنشور على الرابط أدناه http://www.elaph.com/ElaphWeb/AsdaElaph/2007/3/222391.htm

وتعود لتكذب نفسها عند لقاءها بالدكتور مظفر أرسلان مستشار رئيس الجمهورية قائلة شارك في المؤتمر عدد من التركمان يمثلون مختلف الاتجاهات وأثنين من الآشوريين ومسئول الملف التركماني في البرلمان التركي وممثل حكومة الإقليم في البرلمان الأوربي، أي لم يكن فيه غالبية المشاركين من الجبهة التركمانية. بالله عليكم أنظروا اللقاء المنشور على الرابط أيضا لتكونوا على علم من مدى صدق هذه الكاتبة وعدم تلفيقها الأكاذيب كغيرها من الكتاب الذين لا يحملون في أحشائهم غير الحقد والكراهية تجاه الترك والتركمان وبقية مكونات الشعب العراقي.

http://www.elaph.com/ElaphWeb/AsdaElaph/2007/3/222818.htm

نعم في لقاء الزميلة مع الدكتور أرسلان قالت الحقيقة عندما كتبت بأن الحاضرين التركمان كانوا يمثلون اتجاهات مختلفة ولكنها كذبت وبدون أي خجل في مقالها عن المؤتمر عندما قالت بأن غالبية الحضور كانوا من الجبهة التركمانية وبرعاية تركية وهي على يقين تام بأن الدكتور حسن آيدنلى ممثل الجبهة التركمانية في بلجيكا كان وحده من الجبهة التركمانية الممثل الشرعي للتركمان، ولتكذيبها أعلمكم بأن صاحب فكرة المؤتمر والذي ناضل طويلا من أجل انعقاده الدكتور شيت جرجيس رئيس الوقف التركماني للأبحاث وحقوق الإنسان إنسان مستقل وليس له علاقة بالجبهة التركمانية وأيضا الدكتور مظفر أرسلان ولو كان من الجبهة التركمانية لما توفق أن يصبح مستشارا لرئيس الجمهورية الكردي، وأتحداها لو تستطيع أن تثبت بأن الأستاذ الباحث والكاتب التركماني الكبير أرشد الهرمزي أو البروفيسور صبحي ساعتجي لهما علاقة بالجبهة التركمانية ولم يبقى هناك غير المهندس علي مهدي صادق رئيس الكتلة التركمانية في مجلس محافظة كركوك وهو نائب رئيس حزب توركمن إيلى خارج الجبهة التركمانية. ولعلمكم أيضا بأن الكثيرين من أبناء الجالية التركمانية في أوربا انتقدوا جبهتهم لعدم اهتمامها اللازم للمؤتمر المذكور، وأما بخصوص قولها بأن انعقاد المؤتمر كان برعاية تركية ما هو إلا بمزاعم باطلة لا تسند إلى أية حقيقة بعد أن بينا الجهات التي شاركت في تنظيم المؤتمر.

وهنا أيضا تصب الكاتبة حقدها الدفين للتركمان عندما تقول بأن المشاركين حظروا بأعلام رموزها مستوحاة من العلم التركي. فالهلال والنجمة موجودة في أعلام الكثير من الدول الإسلامية وخصوصا الدول الناطقة بالتركية ولانتماء التركمان إلى الأمة التركية في العالم مثل انتماء عرب العراق إلى الأمة العربية فبدون شك سيتشابه الكثير من المفردات التركمانية مع مفردات بقية أتراك العالم فعادات وتقاليد التركمان في العراق لا تختلف أبدا عن عادات وتقاليد الأتراك في أذربيجان أو تركمانستان أو تركستان أو أوزبكستان أو تركيا أو غيرها من الدول الناطقة بالتركية، حالها حال عادات وتقاليد أكراد العراق التي لا تختلف عن عادات وتقاليد أكراد سوريا أو إيران أو حتى تركيا، أنا أسأل فينوس هنا لماذا لم تذكري بأن رموز العلم التركماني مستوحاة من علم أتراك قبرص أو تركستان الشرقية أو أذربيجان أو تركمانستان؟ أتجهلين وجود الهلال والنجمة في تلك الأعلام أم كان هدفك فقط إظهار حقدك لكل شيء يرمز إلى التركية؟ أ هذه ردكم للجميل؟ وهل بهذه السرعة نسيتم فضل الأتراك عليكم يا فينوس؟ نسيت كيف فتح الأتراك أراضيهم في مارس 1991 لاستقبال مئات الألوف من أبناء الشعب الكردي عندما طاردتهم الدبابات والمدرعات والسمتيات العراقية؟ ألم يكن قادتك يتنقلون بين العواصم العربية والأجنبية بجوازات تركية؟ فلماذا هذا الحقد البغيض التي تعشعش في أحشائكم ضد الترك؟ وهل من إنسان في العالم كله غيركم يرد جزاء الإحسان بالإساءة يا فينوس؟

صدقت فينوس عندما وصفت الديمقراطية الموجودة في شمال العراق وبالضبط في رقعة الإقليم الكردي بديمقراطية بمواصفات كردية نعم إنها بديمقراطية في ادعاءاتها وادعاءات حكومة الإقليم ولكنها في الحقيقة لا تختلف عن الديكتاتورية الصدامية بشي حتى وتجاه الشعب الكردي. أسألها التي لم تكذب أبدا وهي تقول بأن الديمقراطية الكردية الحالية لا تفرق في تلك الرقعة الجغرافية بين كردي وعربي وتركماني ولا حتى آشوري، أتستطيع أن تقول لي أي نوع من الديمقراطية هذه ديمقراطيتهم وحكومة الإقليم يشطب التركمان ثاني مكونات الشعب هناك بعد الكرد مباشرة من الاستمارات التي أعدت للإحصاء؟ وأي ديمقراطية هذه ويفتح عناصر ميليشيات الأحزاب التي تشارك في حكومة الإقليم نار أسلحتهم على المتظاهرين ويقتلون الأبرياء؟ وأي ديمقراطية هذه يهدد عناصر تلك الميليشيات المواطنين بالسلاح وتجبرهم على الانصياع لأوامرهم ومخططاتهم؟ الديمقراطية الكردية التي تتحدث عنها الكاتبة تبدأ من نقطة تفتيش معبر خابور الحدودي بين العراق وتركيا. عندها يقف عناصر الميليشيات التابعة لحكومة الإقليم ليحققوا مع كل عراقي غير كردي ويتأكدوا بأن أسمه غير موجود في قوائمهم التي تضم أسماء عشرات الآلاف من الذين سموهم بأعداء الشعب الكردي، وأنه غير موجود في صور التظاهرات الرافضة لتنفيذ المادة 140 من الدستور العراقي والاستفتاء حول مصير كركوك، والتي التقطت من قبل عناصر الحكومة العاملين في السفارات العراقية الكردية. وتنتهي هذه الديمقراطية في معتقلات وسجون حكومة الإقليم التي تضم عشرات الآلاف من الأبرياء من الأكراد والتركمان والمسيحيين يعذبون ويهانون بوحشية وبربرية. وحسب التقرير السنوي الذي أعدها منظمة ( هيومن رايتس ووتش ) والمختصة بحقوق الإنسان ومتابعة أحوال وظروف السجناء وخصوصا في الدول التي تديرها أنظمة فاشية، هناك في تلك المعتقلات معتقلين قضوا أكثر من عامين بدون أية محاكمة.

أجهل عن أي مكتسبات تقصد هذه الكاتبة نالها الشعب التركماني بين سطور الدستور الكردي؟ وما هي الحقوق التي منحت للتركمان؟ هذا لو كانت تقصد محو قومية التركمان من استمارة التعداد حق منح للتركمان فبدون شك فهي على حق ويجب الاعتذار منها. ولو تقصد بأن للتركمان وزراء وأعضاء برلمان في الإقليم لا أحب أن أجيبها سوى بأن للأكراد أيضا كان نائبا لرئيس الجمهورية ووزراء عديدين وأعضاء مجلس وطني في حكومة النظام العراقي السابق وحتى المرافق الأقدم لصدام حسين المدعو صباح مرزا كان كرديا فلماذا يدعي الأكراد بأنهم كانوا مضطهدون آنذاك إذا؟ وأما بالنسبة لإيجاد التركمان طريقهم إلى البرلمان الأوربي كان نتيجة توفر الديمقراطية فلا يحتاج الجواب بعد أن تبين من خلال أربعة سنوات الاحتلال مدى فهم تلك القيادات الشوفينية لمفهوم الديمقراطية ومدى تطبيقها بصورة صحيحة وتنعيم سكان المنطقة بها إلى درجة يرفع المواطنون أصواتهم الرافضة للعنصرية والانفصالية والمطالبة بحقوقهم العادلة بدون أن يعملوا حسابا لمحاولات الاغتيال المتكررة التي تخطط للقضاء على أرواحهم. هل تعلم الكاتبة بأن السيد مهدي علي صادق الذي شارك المؤتمر المذكور نجا بأعجوبة من عدة محاولات الاغتيال؟ وللعلم مرة أخرى أنه لا ينتمي إلى الجبهة التركمانية وحزبه خارج الجبهة أيضا.

أنظروا إلى دليل كاتبة المقال في تسمية حضور التركمان إلى بروكسل بحماية وأشراف تركي، ألا وهو غياب الحضور الكردي، فرغم حضور ممثل حكومة الإقليم الكردي أسألها وماذا تسمي عشرات المؤتمرات الكردية التي عقدت في عواصم كثيرة بغياب الحضور التركماني والعربي والكلداني والآشوري إذا؟ بحماية وأشراف أمريكي أم إسرائيلي؟ وللعلم أيضا بأن المنظمين للمؤتمر وجهوا دعواتهم إلى الأخوة العرب والأكراد والآشوريين ولكن ولأسباب شخصية خاصة لم يتمكن سوى الآشوريين المشاركة في المؤتمر إلى جانب أشقائهم التركمان.

ولا أريد أناقش فينوس بخصوص مشاركة الصحفية العراقية المعروفة نرمين المفتي التي تجهل فينوس معرفتها، فبالمناسبة نرمين التي لم يعرف تركمانيتها الكثيرون من العراقيون والعراقيات إلا بعد رئاستها أخيرا لتحرير إحدى الصحف التركمانية التي تصدر من بغداد. نرمين المفتي تنتمي إلى عائلة تركمانية عريقة ولكن تشويه أسماء المناضلين التركمان سواء كانوا رجال سياسة أو صحفيين وكتاب ومثقفين عادة سخيفة يلجأ إليها بعض ضعفاء النفوس من خلال تسميتهم لمناضلي التركمان بأنهم منحدرين من أصول غير تركمانية، وقبل نرمين مارسوا هذا الأسلوب السخيف مع مناضلين تركمان لهم باعهم في الوسط التركماني لأجله هذه الورقة باتت خاسرة لن تغيير بشيء. كما ولا أريد التطرق إلى بعض النقاط التي تناولتها الكاتبة المذكورة لكونها باطلة أو لا تمس التركمان لا من قريب ولا من بعيد كانحياز الأخوة الآشوريين إلى جانب التركمان أو دستور الإقليم الذي لم يشير إليه أحد في المؤتمر. وأخيرا أكرر قولي لفينوس فائق بأن الطريق الذي اختاره التركمان لن ينتهي في قاعة البرلمان الأوربي والمؤتمرات التركمانية ستستمر وأكثر من قبل وسنقوم بإيصال قضيتنا الحق إلى كل المحافل الدولية ونفضح الديمقراطية الزائفة التي لم تجلب للعراق غير ويلات العنصرية والطائفية وسكب المزيد من دماء الأبرياء وسيكون النصر حليفنا وحليف العراقيين المناضلين من أجل وحدة البلاد أرضا وشعبا وتحقيق العدالة والمساواة لجميع مكونات الشعب بدون تمييز بين هذا وذاك والنصر حتما سيكون للرافضين لتقسيم البلاد والعمالة للأجنبي والخيانة من أجل المصلحة الخاصة وفي تلك اللحظة فقط تستطيع فينوس ذكر جملة الطريق من الدكتاتورية إلى الديمقراطية، وأما الآن فدكتاتورية صدام مستمرة ولكن بأسماء أخرى حاملوها لا يختلفون عن صدام في الظلم والاضطهاد والإجرام إلا بالخيانة لشعب العراق والعمالة للأعداء المحتلين، وعليه فمصيرهم أيضا لن تكون أفضل بكثير عن مصير الرئيس العراقي الراحل ولا شمسهم تشرق أطول من شمسه وإن غدا لناظره قريب.

أوميد كوبرولو