منذ ان احتلت الولايات المتحدة الامريكية العراق بـدأت ادارة بوش الابن بتوجيه اصابع الاتهام الى سوريا بأنها تتدخل في الوضع العراقي وبعدها جاءت مشكلة لبنان وحولت هذا البلد الشقيق بسبب سياسات امريكية ودولية معادية الى دولة عدائية ضد سوريا تمرر فيها المؤامرات الدولية ضد دمشق. والذي لا ريب فيه ولامراء ان قرار انشاء االمحكمة الخاصة الدولية بمحاكمة المتورطين في اغتيال الحريري واضافة البند السابع في تلك القرار ماهي الا محاولة لاعطاء الشرعية لادارة البيت الابيض مرة اخرى لاستعمال قوة الشر والدمار وللممارسة القتل الجماعي والترهيب و هذه المرة بحق الشعب السوري. ومما لاشك فيه انها كانتquot;قرارا انتقامياquot; من الادارة الاميركية يستهدف quot;معارضي احتلالاتها وسياستها في المنطقةquot; مثلما وصف الصحف الرسمية السورية ذلك. و علقت صحيفة quot;تشرينquot; السورية على القرار بأنها quot;القرار قرار اميركي اسرائيلي بامتياز ولا يمكن النظر اليه على انه تعبير عن الارادة الدولية واكدت ان القرار quot;فعلا قرار سياسي انتقامي انتقائي يحمل في طياته كل التناقضات والانحيازات الامريكيةquot;.


والغريب في هذا الامر الموقف الرسمي اللبناني تصريحات رئيس وزرائهم الامريكي الهوى الذي اكد عقب اعلان قرار المحكمة الدولية في كلمة نقلت عبر شاشات التلفزة اللبنانية quot; بأنquot; اقرار مجلس الامن الدولي انشاء محكمة دولية لمحاكمة المتهمين في اغتيال رئيس الحكومة اللبناني السابق رفيق الحريري quot;ليس موجها بالتأكيد ضد الشقيقة سورياquot;. وكانها لم تكن هي الجهة اللبنانية الرئيسية التي تامرت و اثرت على المجتمع الدولي في اصدار هذا القرار المشؤوم ضد سوريا.

وبالرغم من مراهنة النظام اللبناني الرسمي الهزيل على المؤامرات الدولية مهددا بجر اسلحة المقاومة اللبنانية او قضية المحكمة الدولية الا ان اوراق المؤامرة الدولية سقطت كلها دفعة واحدة بعد انتخاب سوريا مرة اخرى لرئيسها الاسد.


ومع الاسف فالحظ لم يكن حليف اعداء الرئيس الاسد وعلى رأسهم الامريكي الهوى سنيوره وحلفاءه من بعض السياسين اللبنانيين الذين باعوا كرامة لبنان واستقلاله بأبخس الاثمان فراهنوا على اسكات الشيعة بعد دفاعهم الاسطوري في الحرب الاخيرة وخاب فعلهم فظهر الموقف الشيعي اللبناني اقوى من ذلك.


وبعد ذلك عاشت دمشق بقيادة الاسد احداث تلك النضالات والمعارك بين قوى المنطقة وبين نظام عراقي طائفي هزيل، مدعوم بغطاء امريكي الا ايقن بسقوط الوهم الكبير، والتضليل العظيم الذي مورس بحق العراقيين وكل دول العالم وليتمكن الاسد من تحقيق شعبية عربية واقليمية واسعة بعد ادرك قادة العالم مع مرور الزمن معارضة الرئيس الاسد للغزو الامريكي للعراق كان موقفا صحيحا.


وسبق ان اتى وزير الخارجية السوري وليد المعلم بدعوة رسمية الى بغداد فرغم حالة التوتر الطائفي والامني الا انه حمل فرص جديدة للاسد خاصة بعد ما اصبح الاسهام السوري ملموسا لمساعدة العراق وخاصة في مؤتمر شرم الشيخ الاخيرة، لتمكين العراقيين للنهوض بامكانياتهم الاقتصادية والتي تضمنت سلسلة من الالتزامات السياسية والاقتصادية وأهمها التعهد الدولي بشطب 30 مليار دولار من ديون العراق وتأكيد حكومات دول جوار العراق وعلى رأسهم دمشق على دعم حكومة الوحدة الوطنية العراقية ودعم جهودها من أجل انجاز عملية المصالحة الوطنية في العراق.


ولعل النقطة الاهم على صعيد العلاقات السورية الامريكية وابرز الاحداث الذي صدم اعداء دمشق في الفترة الاخيرة في لبنان بدأ بمحاورة وزيرة الخارجية الامريكي رايس لوزير الخارجية السوري والتي ازالت ايضا التشويش القائم على الموقف الامريكي خاصة بعد انتقاد ادارة البيت الابيض لزيارة رئيسة مجلس النواب الامريكي الى دمشق في الاشهر الماضية منددين بازدواجية اللغةquot;.


و ربما أكثر ما يرضي الاسد القوي ويشعره بالارتياح هو عدم بقاء أعدائه في مناصبهم، فالرئيس الفرنسي السابق شيراك سعى جاهدا للايقاع بالاسد لكنه غادر مع اول اطلالة لساركوزي في قصر الاليزيه، وكذلك رئيس الوزراء البريطاني الاسبق توني بلير الذي رحل وانهى اخر ايامه وهو يودع جنوده اليتامى في العراق، وسيظل الأسد في السلطة عندما يقول جورج بوش الابن وداعاً هو الأخر.

راوند رسول