rlm;يخشى مراقبون من أن يؤدي تقرير مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن تمكن الخبراء الايرانيين من إتقان عملية تخصيب اليورانيوم، وتمكنهم من إنتاج يورانيوم مخصب خال من التلوث، الى اعادة نظر شاملة في الخطط الأميركية أو الاسرائيلية وتوقيت عمل عسكري ما ضد ايران. وكانت تقارير الخبراء الغربيين، خصوصا الذين كانوا يشككون بصدقية الايرانيين في شأن تقدمهم التقني في المجال النووي، تتوقع أن لا تتمكن طهران من انتاج كميات كافية من اليورانيوم النقي والمخصب للاستخدام العسكري قبل حوالي خمس سنوات. أما الآن، وفي ضوء الاكتشاف الجديد للمفتشين، سيعيد الخبراء الدوليون النظر في تقديراتهم، الأمر الذي سيؤثر حتما على قرار واشنطن بتوقيت المواجهة العسكرية اذا ما استنتجت أنها باتت الخيار الوحيد. ومن المتوقع أن يشكل تقرير المفتشين الجديد أداة ضغط جديدة وقوية في يدي اللوبي المؤيد لعمل عسكري في أروقة واشنطن وعواصم غربية أخرى. ويشكل كلام نائب الرئيس الأميركي ديك تشيني الأخير من على متن حاملة طائرات في الخليج، عن أن أميركا وحلفاءها لن يسمحوا لايران بامتلاك أسلحة نووية، مؤشراً واضحاً الى اتجاه الازمة نحو التصعيد العسكري. ومن هنا أتى تصريح مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، محمد البرادعي لبي.بي.سي، الذى أعرب فيه عن مخاوفه من تصرفات quot;مجانينquot; يدعون لشن حرب على الجمهورية الإسلامية. وقد نفت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندليزا رايس، من العاصمة الإسبانية مدريد، استعداد الولايات المتحدة لتوجيه ضربة إلى إيران على ضوء الخلاف القائم حول برنامجها النووي.وأضافت quot;الرئيس أوضح أننا في المسار الدبلوماسي.quot;و إن بلادها تستخدم الدبلوماسية لتجنب شرك الوقوع في quot;الخيار البغيضquot; وهو ما وصفته بخيار ما بين العمل العسكري أو السماح لإيران بامتلاك سلاح نووي. ولكن هذا النفى لا ينفى أنه مع غياب أية مؤشرات حتى هذه اللحظة على تقديم أي من طرفي النزاع الأميركي- الإيراني حول البرامج النووية الإيرانية، تنازلات للطرف الآخر. فأنه من الواضح والملاحظ، علي امتداد الأسابيع الأخيرةrlm;،rlm; أن الإدارة الأمريكية لا تألو جهدا في محاولة اقناع الأمريكيين بأن الضربة المحتملة لإيرانrlm;،rlm; تجد أسبابها القويةrlm;،rlm; ليس فقط في ضرورة منع إيران قطب محور الشر الأكبر التي تريد اجتثاث إسرائيل من منطقة الشرق الأوسط من الحصول علي القنبلة النووية، والتى تقوم بالمساعدة على قتل جنودها فى العراق، بل ويضيفون أن أن الايرانيين اضحوا يساعدون قوات طالبان على قتل الجنود الأمريكيين فى أفغانستان فقد قال مسؤولون رفيعون في قوات التحالف العاملة في أفغانستان أنهم اعترضوا أسلحة مهربة منها بنادق AK-47 الإيرانية ومتفجرات C-4 وقذائف هاون.فيما أكد مسؤول في الناتو العثور على عبوة واحدة من تلك القادرة على خرق دروع القوات الأمريكية.ولسان حال الأدارة الأمريكية، يقول أن الخيارات تضيق،والوقت يمر، ولا سبيل الا الضربة العسكرية. من هنا بدأت اثنتان من حاملات الطائرات الأميركية العملاقة، تعملان بالطاقة النووية، هما quot;نيميتزquot; وquot;جون ستنيسquot;، تحمل كل واحدة منهما 150 طائرة حربية مقاتلة بالإضافة إلى بارجة quot;بونهوم ريتشاردquot;، وعدد من المدمرات، على متنها نحو 17 ألف من العسكريين و140 طائرة، تقوم باجراء تدريبات دفاعية ضد التهديدات من الجو والسطح والغواصات، والمرتبطة بالقدرات الدفاعية للقوات الأمريكية المتواجدة في العراق وأفغانستان. وصرح نائب الرئيس الأميركي ديك تشيني، قائلاً إن القصد من نشر تلك المعدات والقوات، هو إرسال رسالة واضحة المعنى لطهران. وأضاف مسئولى البحرية الأمريكية فى الخليج أن فحوى الرسالة التي قد تبعثها المناورات الأمريكية إلى إيران، هي: quot;أن لدينا مسؤولية تجاه ضمان أمن المنطقة، ولدينا التزام بضرورة الحفاظ على حرية التجارة واستخدام البحار.. فنحن متواجدون هنا منذ 60 عاماً.. وعلى اتصال مع سائر حلفائنا.. ودول الخليج.. وسنظل هنا للفترة المقبلة.quot;
ويتزامن ذلك مع ما نشرته صحيفة الصنداي تليجراف حول موافقة بوش على قيام المخابرات المركزية الامريكية بعمليات quot;سوداءquot; في إيران تهدف quot;لاسقاط النظام الحاكم فيهاquot;. وقالت الصحيفة إن الرئيس الامريكي أقر وثيقة تسمح لـ سي آي إيه بتنفيذ حملة دعائية وتشويهية بهدف زعزعة وإسقاط نظام الملالي الحاكم في طهران. وبحسب خطة سي آي إيه، ستتم ممارسة ضغوط هائلة على الاقتصاد الايراني من خلال التلاعب بالعملة الايرانية والصفقات الدولية المالية، بحسب التليجراف. كما تضمنت الخطة عمليات تخريبية للبرنامج النووي الايراني حيث كشف مسؤولون أمنيون في واشنطن عن بيع أجزاء معدات معيبة لطهران بهدف تعطيل وتخريب عمليات تخصيب اليورانيوم، تضيف التليجراف.بالاضافة الى الزيارات المتتالية التي يقوم بها مسؤولون في الادارة الاميركية الى آسيا الوسطى لفرض ضغوط سياسية لفرض أمر واقع على ايران في ما يتعلق ببرنامجها النووي. وأعاد التحرك الاميركي المكثف في آسيا الى الأذهان ما حصل عشية الحرب على أفغانستان، وإنْ كان هذه المرة يأتي وسط ظروف اكثر جاهزية، فالقواعد الأميركية العسكرية تربض فوق اراضي دولتين في المنطقة هما قيرغيزستان وطاجيكستان. والقاعدة العسكرية الأميركية في قيرغيزستان هي الوحيدة المتبقية في المنطقة بعد إغلاق اوزبكستان القاعدة العسكرية الاميركية في كارشي خان اباد بسبب موقف واشنطن من احداث انديجان، وانتقادها السطات الأوزبكية لانتهاكات تتعلق بحقوق الانسان. وبعد التعاون المبكر الذي اظهرته اوزبكستان في الحرب الأميركية على أفغانستان، تدهورت العلاقات بين الولايات المتحدة وبين أوزبكستان على نحو متزايد.وفي ما يخص كازاخستان الدولة الأكبر في آسيا الوسطى فللولايات المتحدة الأميركية حق استخدام الأجواء الكازاخستانية، والقيام بعمليات المساندة في حال الضرورة، ونقل المعدات والآليات العسكرية عبر أراضيها، وذلك في إطار اتفاق مع حلف الناتو وُضع منذ بدء العمليات العسكرية في أفغانستان سنة 2001،.وتستطيع واشنطن كذلك استخدام أجواء تركمانستان وهي الدولة المجاورة لايران ما يجعل آسيا الوسطى بالإضافة الى موقعها الجيوسياسي نقطة ارتكاز وانطلاق لشن أي عمل عسكري محتمل في المنطقة.


د. عبدالعظيم محمود حنفى

خبير الدراسات الاستراتيجية / مدير مركز الكنانة للبحوث والدراسات