الإنسان عدو ما يجهل، حكمة قالوها القدماء. وأيضا العرب هم أقل الناس ترحيبا بالتغيير وجريا نحوه بما فيهم الكاتب. لقد إستغربت إيلاف فى حلتها الجديدة، وأدليت بصوتى فى إستطلاع إيلاف بأننى أفضل الثوب القديم، ثم تذكرت أننى لم اتقبل بسهولة ما مرت به إيلاف سابقا من تطوير فى الشكل والموضوع ثم أدمنت الشكل الجديد القديم الآن، وأخيرا وجدت نفسى أحب الشكل الجديد الحاضر وأراه أغنى وأفضل جدا من القديم.. لذلك لزم التنويه وتوجيه الشكر للعاملين فى إيلاف والقائمين على تجديد ثوبها بين العام والآخر...

هذا كان من الناحية التقنية أما من الناحية الموضوعية أو الفنية فلنا كلام آخر أرجو أن يتسع له صدر القائمين على إيلاف. اظن انه على إيلاف أن تجتذب اقلاما ذات دماء جديدة تتماشى مع الخط الليبرالى الذى بدأت به بسقف بالغ الإرتفاع ولكنه إنخفض قليلا مع مرور السنوات، وإعذرونى من إستحضار الأمثلة فهى لا تفوت على ذكاء ناشر إيلاف المحترم السيد العمير ولا على رئيس ومدير تحرير إيلاف.

أيضا ورغم أن من حق قراء إيلاف التعليق على موضوعات كتابها إتفاقا أو إختلافا، إلا أن فتح مناقشات جانبية بين معلق وآخر غير متصلة أحيانا بالموضوع الجارى التعليق عليه فهو سلوك بعيد عن المهنية، وكذلك التعرض للكتاب والمعلقين بالسباب وتوجيه الشتائم من بضعة معلقين معروفين بالذات فمن شأنه أن يدفع كتاب ومعلقين محترمين ليتجنبوا الكتابة خشية أن يعرضوا أشخاصهم لمهاترات هم فى غنى عنها وخاصة أن أغلبهم متبرع بكتاباته، وهمه فى الأغلب الأعم هو الإصلاح ما إستطاع إليه سبيلا.

أيضا لا إعتراض على فتح نافذة من نوافذ إيلاف لكتابات السلفيين وأتباع الفئة الضالة ولكن بحدود، لأن لهؤلاء آلاف المواقع التى يبثون فيها سمومهم ويزيفون فيها وعى مريديهم، أما أن يقوموا بتدمير ما تبنيه إيلاف من إثراء للحوارات الهادفة المهذبة بمتابعتهم لكل موضوع ينشر لكى يلقوا على الأفكار الوارة به دلو من المياه القذرة فهذا أيضا من شأنه أن يهجر كتاب إيلاف الليبراليين والمصلحين لجريدة أو موقع آخر فيخسرون جمهورهم وتخسرهم ايضا إيلافنا الحبيبة..
هذه بعض من الملاحظات التى لا تنال من ثوب إيلاف القشيب شكلا وموضوعا وللمعلقين المحترمين إثراء هذا النقد الرقيق لإيلاف...

عادل حزين
نيويورك
[email protected]