كنت أعلم أن وليد عيدو لن يصل لانتخاب رئيس الجمهورية في أيلول بعد ثلاثة أشهر. كان وليد عيدو لا يهاب خلايا المخابرات السورية التي تمتهن الإغتيال والسيارات المفخخة، مثله مثل الشهيد جبران التويني. هذان الشهيدان ومعهما الشهيد سمير قصير اشتروا الكلمة الفصيحة بدمائهم. لتعلم المخابرات السورية أن اغتيال هؤلاء الثلاثة بشكل خاص سيؤشر بقوة ودون انقطاع على الإجرام الأسدي والذي انحط درجات كثيرة دون الإجرام البعثي الصدامي في العراق.


وهنا أسأل قائدي 14 آذار، سعد الحريري ووليد جنبلاط : لماذا اكتسبت المخابرات السورية كل هذه القوى الفاعلة المرعبة من الفتك والإجرام؟ جوابهما سيكون بالطبع هو أن بعض القوى اللبنانية مجندة في إجرام هذه المخابرات. إننا لا نشك في ذلك، لكن الجواب مجزوء والجزء الغائب هو أن القوى المقابلة لقوى المخابرات السورية ليست على المستوى المطلوب بسبب ضعفها أو لأنها لا تقوم بالدور الذي عليها أن تقوم به.


وأسأل أيضاً سعد الحريري ووليد جنبلاط مستثنياً سمير جعجع: هل سيفتح نبيه بري البرلمان بعد أن تفقد الأغلبية أغلبيتها بسبب القتل والإغتيالات؟ جوابهما سيكون بالإيجاب دون شك. إذاً لماذا التحادث مع هذا البرّي وهو الذئب الذي يلبس فراء الخروف؟ الخور الذي يعتور الأكثرية هو إيمانهم غير المبرر بأحقية مطالب أزلام سوريا بدءاً بنبيه بري وقادة حزب الله وخلفهما عون وعمر كرامي وسليمان فرنجية!! كيف يكون لعملاء سوريا أية حقوق في لبنان؟ ليس لدى هؤلاء إلا مخطط سوري إيراني لا يمت إلى الشعب اللبناني بصلة. فعلامَ تحاورونهم؟ ألتعطونهم الثلث المعطل فتفقدون كل سلطة تنفيذية وتصبحون مرتهنين لطغيان عصابة الأسد؟ طالما تتمسكون بالحوار فسيظل يسقط من بينكم من هو الأشجع في مقاومة الإجرام والطغيان بحق الشعب اللبناني.


أفيقوا أيها القوم قبل أن يلحق بكم الفناء أو الهزيمة المشينة! إن حدث لكم هذا، وهو سيحدث بالتأكيد طالما تحاورون عملاء سوريا، فالشعب اللبناني لن يذكركم بأي خير. حاذروا من أن تلعنكم أجيال المستقبل في لبنان! وأخيراً أقترح على الحكيم ألاّ يظل متحالفاً مع أناس ليسوا على قدر المسؤولية. لينفصل ويفضح المترددين الجبناء. أخي سمير طالب اليوم وليس غداً برفض الحوار مع عملاء سوريا بأي شرط من الشروط وإلا فالإنفصال عن أصدقاء نبيه بري وحسن نصرالله سعد الحريري ووليد جنبلاط سيكون الإجراء السليم.


وأخيراً نعزي كل قوى الثورة والإستقلال في لبنان. نأمل ألا تذهب دماء وليد عيدو هدراً.


عبد الغني مصطفى

لقراءة مقالات اخرى في ايلاف