quot;واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة quot; وواضح ان كل من يشارك في الأقتتال المفجع في قطاع غزة فعلا أو قولا أو تقريرا هو شريك في هذه الفتنة البغيضة التي سيكون الخاسر الوحيد فيها الشعب الفسطيني وقضيته الوطنية، ويعجب المرء من التثقيف الأعمى لعناصر التنظيمات الفلسطينية القائم على ضيق الأفق، وعلى التعصب الأعمى بحيث يرى أنه من ليس معه فهو ضده، هذه النظرية العمياء التي طرحها الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش بعد احداث 11 سيبتمبر 2001 ويبدو ان التظيمات الفلسطينية قد سبقته في هذه النظرة العمياء أيضا.


ان سياسة التخوين والتكفير والصراع على سلطة لا تملك من مقومات السلطة الا الأسم هي المسؤولة عن اراقة الدم الفلسطيني في الاقتتال الداخلي في قطاع غزة، هذا الاقتتال الذي يستبيح الدم الفلسطيني، ويستبيح حرمة البيوت الفلسطينية، ويستبيح الأملاك الفلسطينية ويا للعار على أيد فلسطينية. وكأن القتل والتدمير الذي مارسه المحتلون على مدار الأربعين سنة الماضية لم يكن كافيا.
ويعجب المرء في زمن الهزائم كيف يصل الحقد الأعمى عند من يدعون أنهم يعملون على مقاومة الاحتلال وانهائه الى درجة القاء من يختلف معهم في الرأي من على الأبراج العالية بعد ان يسومونه سوء العذاب،اويقتاون الجرخى في المستشفيات.


ان المتقاتلين بغض النظر عن انتماءاتهم الساسية والحزبية يرتكبون جريمة بحق أنفسهم اولا وبحق وطنهم وشعبهم وامتهم ثانيا، وكلهم على باطل وقتيلهم على باطل وجريحهم على باطل، ولنتذكر أنه quot; اذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار quot; لان القتيل quot;كان حريصا على قتل اخيه القاتل quot;. ولنتذكر ان هدم الكعبة حجرا حجرا اهون عند الله من قتل انسان بريء، وليتفق أبناء الشعب الفلسطيني على الوقوف ضد المتقاتلين، وليتفقوا ان من يقتل اخاه وابن شعبه خارج من الدين وخارج من الصف الوطني ولا يخدم الا الأعداء، وهو بالتالي غير امين على مصالح شعبه ومصالح وطنه، وهو غير مؤهل لحكم هذا الشعب.


وليعترف قادة التنظيمات المتناحرة بأنهم لا يملكون مفاتيح الجنة، ولا يملكون اعطاء شهادات quot; الشهادة quot; فالشهادة لا يعلمها الا الله وبالتالي فأن اعتبار قتلى الاقتتال الداخلي من المقاتلين المشاركين في هذه الجريمة شهداء واعتبار جرحاه جرحى حرية هو تزوير للواقع، وطعن لشعب الشهداء وخيانة وطنية، وتشجيع على الجريمة التي ترتكب باسم الوطن والشعب.


ان ساسية quot; تبويس quot; اللحى امام وسائل الاعلام، وبوجود الوسطاء من الأشقاء المصريين لم تعد مجدية لحقن الدم الفلسطيني، لأن النوايا غير سليمة، وإلا ماذا يمكن ان نسمي الحملات الاعلامية السوداء التي يتبناها كل طرف من الأطراف المتناحرة، والتي تبث السموم وتحرض على القتل والدمار والخراب.


وهل يجرؤ اصحاب القرار من قادة الفصائل المتناحرة على وقف العمليات؟؟ وهل توجد لديهم الشجاعة الكافية لأن يعلنوا على رؤوس الأشهاد بأن من يشارك في الاقتتال الدموي سيحاسب على ذلك وسيلقى العقوبات التي يستحقها؟؟


ان من اخطر ما يجري هو ان كل فصيل يعتبر نفسه على حق وبالتالي فإنه يعطي quot; التصريح quot; عن قصد وبدون قصد لاتباعه بأن يواصلوا الانفعال في جرائمهم بحق شعبهم ووطنهم. واذا كان قادة الفصائل المتحاربة لا يملكون السيطرة على عناصرهم المتحاربة فهل يملكون الشجاعة الكافية بتبرئة أنفسهم من وزر هذه الجرائم بأن يقدموا استقالتهم من مناصبهم، وان يفسحوا المجل لمن هو اعقل منهم لحقن الدماء التي حرم الله سفكها؟؟؟

جميل السحلوت

لقراءة مقالات اخرى في ايلاف