ان هذا المشهد الذي تعيشه الاراضي الفلسطينية لهو مشهد محزن تدمع له العين ويقشعر له البدن وتعجز فيه الكلمات عن التعبير عما وصلت اليه قضيتنا الفلسطينية التي كانت مضرب المثل في النضال والكفاح.

إن ما يحدث اليوم على الاراضي الفلسطينية ليس بغريب ولم يكن مستبعدا بالنسبة لي منذ اليوم الاول لاستلام حماس زمام الامور داخل الحكومة... لم يكن مستغربا لي ما يحدث حاليا منذ اليوم الاول الذي شاهدت قيه زعامات حماس يرتدون أفخم البدلات وربطات العنق وأرقى الاحذية... منذ اليوم الاول لهذا المشهد تأكدت بأنهم نسوا او تناسو قضيتهم الفلسطينية في سبيل إعتلاء المناصب وركوب أفخم السيارات خصوصا وأن ترأسهم للحكومة والسيطرة عليها كان فرصة لهم للتمتع بأموال الدعم الخارجي الذي يصلهم من بعض الدول أو التنظيمات الارهابية.

إن الاراضي الفلسطينية تعيش اليوم نهاية النهاية حيث كانت بداية النهاية قي اليوم الاول لتسلم حماس لزمام الامور داخل الحكومة الفلسطينية وها نحن الان نعيش النهاية.

نهاية ستكون حزينة لان من يدعون الحماس من صغيرهم الى كبيرهم يعيشون حالة من اللاوعي بعد أن أجريت لهم عمليات غسيل للمخ لدرجة أن أدمغتهم أصبحت فارغة من محتواها وأصبحوا يتصرفون كالمجانين في الشوارع وداخل المؤسسات وفي المنازل التي يقطنها الابرياء وراحو يعيثون في الارض فسادا.

لقد وقع من يدعون الحماس في المحظور وتجاوزو الخطوط الحمراء وذهبوا الى أبعد من ذلك لدرجة أنهم أصبحو مجرمي حرب لا هم لهم إلا القتل والدمار والسيطرة وحولوا ضربهم من العمق الاسرائيلي الى القلب الفلسطيني...

لقد أصبحت حماس أحد أدوات الامن والاستقرار للجانب الاسرائيلي حيث يعود الفضل لعناصر حماس في انشغال الشعب الفلسطيني عن قضيتهم الاساسية وتحويل أنظار العالم عن قضيتنا مع الاسرائيليين الى حرب الشوارع التي يذهب ضحيتها العشرات من القتلى على يد عناصر هذه الجماعة التي تدعي الاسلام ولكنها لا تمت للاسلام بصلة.

لقدان الاوان لأن يقف الشعب الفلسطيني وقفة رجل واحد في وجه هذه الفئة الضالة التي لا خير فيها ولا منها مع رفض أي هدنة معهم لأنه لن يكون هناك جدوى من أي هدنه بل ستكون فرصة لهذه الفئة لإعادة ترتيب صفوفها والعودة الى القتل والفساد ولذلك لا بد من اقتلاع هذه الفئة من جذورها وأن لا يبقى لها أي أثر داخل الاراضي الفلسطينية خصوصا وأن ما يحدث اليوم على الارض الفلسطينية لدليل واضح أن هذه الفئة ما هي إلا فئة ارهابية تابعة لغيرها من الجماعات الارهابية الاخرى التي تعيث في الارض فسادا.

ونتمنى أن لا تكون مجريات الاحداث الاخيرة التي تمر بها الاراضي الفلسطينية هي أحداث مفتعلة من قبل البعض أو من قبل جهات داخلية وخارجية لافساح المجال لطرف ثالث في الوصول الى غايات محددة.
إن المثير للعجب انه في الوقت الذي نقتل فيه بعضنا البعض لاعتلاء المناصب والوصول الى سدة الحكم والسلطة نجد أن الجانب الاسرائيلي يمارس العملية الديموقراطية في انتخاب رئيس للدولة وانتخاب رؤساء للاحزاب دون أن تصاحب حملاتهم الانتخابية الرشاشات والصواريخ أو حتى الحرب الكلامية... وعلى رأي أحدهم رحم الله أيام اسرائيل.

أنور الحمايده
كاتب وصحافي فلسطيني/ كندا
[email protected]

لقراءة مقالات اخرى في ايلاف