لقد نجح المجرمون،،، نعم،،، لقد نجح المجرمون الذين قتلوا الأسبوع الماضي العراقيين الذين خرجوا فرحين ليحتفلوا بتأهل منتخبهم الوطني إلى المباراة النهاية على كأس أسيا،،، نجحوا في تأجيج مشاعر الوطنية لدى لاعبي الفريق الوطني العراقي وإعطائهم دفعة من أجل إفشال مخططاتهم التخريبية. لقد لعب المنتخب العراقي المباراة النهائية وكأنه كان يسعى إلى التغلب على قوى الظلام في العراق ويفوز بكأس آسيا ليقدمه إلى أهالي المشجعين كعزاء لهم على أحبائهم الذين قتلوا الأسبوع الماضي.
من كان يتصور أن فوز العراق بكأس آسيا هذا العام؟ ناهيك عن فوزه بهذا الكأس لأول مرة في تاريخ كرة القدم العراقية. لقد لعب الفريق باسم العراق ومن أجل العراق وإلا كيف نفسر هذا الفوز الإعجازي؟! ربما لعبت المنتخبات الأخرى من أجل شرف اللعب والمنافسة،،، ربما لعبت من أجل رفع علم بلادها عاليا فوق أعلام الدول الأخرى،،، ربما شارك اللاعبون من أجل تمثيل بلادهم في محفل دولي،،، أو من أجل عرض مهاراتهم الفردية أو حتى من أجل حفر أسمائهم في ذاكرة تاريخ كأس آسيا،،، ولكن المنتخب العراقي لعب من أجل شعبه،،، من أجل محمد وفاطمة وعلي وخديجة وعبدالله وأسماء ،،، من أجل عربه وأكراده،،، سنته وشيعته،،، لعب من أجل دولة العراق.
ربما يكون أول الغيث قطرة،،، ربما نتفاءل بأن الروح العراقية مازالت متمسكة بتراب المكان وحدود الدولة،،، ربما نتغنى بأن الوطنية العراقية أقوى من الفروقات الطائفية،،، وإن كان التفاؤل والأمل يسكنان المستقبل إلا أن الواقع الذي حققه المنتخب العراقي بتحقيق كأس آسيا حقيقة نعيشها. هذه الحقيقة برهنت على عدة أشياء أولها أن المنتخب العراقي ما هو إلا نموذج مصغر للمجتمع العراقي الذي بإمكانه التغلب على الخلاف والاستفادة من الاختلاف الذي يثريه ولا ينتقصه. ففي المنتخب، الدفاع له دور والهجوم له دور،،، ولحارس المرمى مهمة ولكابتن الفريق مهمة أخرى،،، لن ينجح فريق كل لاعبيه يدافعون دون مهاجمين، أو يهاجم دون أظهرة. لقد رأى معظمنا مثل تلك الفرق، عندما نشاهد أطفالا صغارا يلعبون كرة القدم كلهم وبنفس واحد يجرون خلف الكره دون تقسيم للأدوار. إنه منظر لطيف أن نرى الأطفال يلعبون ببراءة ودون إدراك للصورة الأكبر التي تتطلب حكمة وقيادة.
المسؤولون العراقيون يجب أن ينظروا إلى الفريق الذي ينتمون إليه ويدركوا أنهم يلعبون على أرضهم وبين جمهورهم ضد خصم لديه حيل ولا يلعب بنزاهة. ولكن أخلاقيات الخصم ليست هي العائق الأكبر أمام تحقيق مستقبل العراق الواعد الذي يتحقق بالفوز على ذلك الخصم، بل العائق الأكبر هو تقسيم الأدوار والإلتزام بمراكز اللعب ومزج المهارات الفنية الخاصة مع اللعب كفريق متكامل وبروح واحدة وإذا لم يكن الفريق متناغما فلا مانع من الإستبدال وتغيير اللاعبين فهذه اللعبة تسمح بذلك. والعراق بلد ديمقراطي يستطيع التعامل مع المتغيرات بشكل ديناميكي. وكما تمكن المنتخب العراقي وهو الرمز من تحقيق انجاز عظيم بإمكان العراق وهو الأصل ضمان ما هو أعظم.
الجمهور كذلك له دور كبير،،، بل ربما يكون له أكبر الأثر من الناحية النفسية التي تحدد أداء الفريق في كثير من الأحيان. أنا أجزم في هذه المقاربة بين المنتخب العراقي والعراق ككل بأن الشعب العراقي وأهالي المنطقة أنهم أكثر تأثيرا من الجمهور في الملاعب وفي هذه الحالة يصبح هناك لاعب آخر،،، اللاعب رقم 12 في مباراة المستقبل العراقي المصيرية. مسؤولية الجميع كبيرة ولكن الخصم ضعيف فشيئ من الوفاق والوئام يضمن فوزا عراقيا على قوى الإجرام والتخريب.
فريق التواصل الإلكتروني
وزارة الخارجية الأمريكية
d[email protected]
http://usinfo.state.gov/ar