أخطأ وزير الإعلام عبدالله المحيلبي خطئا لا يغتفر، بقراره المتسرع لاعادة جميع الملحقين الاعلاميين من الخارج الى حين دراسة أوضاعهم ومن ثمة اعادة ارسال الاصلح منهم واستبدال الآخرين. وقصر وزير الإعلام بحق الكويت بقراره بتقييد أيدي الكويت الإعلامية في الخارج والتي بلا شك وبالرغم من العثرات التي تعرضت لها إلا أنها حققت فيما مضى نجاحات متتالية، وانجازات لا يمكن لمنصف أن يغفلها، ولعل وزير الإعلام الجديد أيقن أن من سبقه قد أجحف بحق الكويت لما أحدثه من تعطيل لأداء الإعلام الكويتي الخارجي، وأن السنعوسي عندما تعجل باقصاء الشيخ مبارك الدعيج وكيل الاعلام الخارجي السابق لم يضع الحلول السليمة كي يستمر أداء الاعلام الكويتي في الخارج بشكل سليم، ولم يسعى لتصحيح الاخطاء السابقة وسد الثغرات، انما قرر أن ينحر هذا القطاع الهام، وذلك لقناعة راسخة لدى السنعوسي أن الإعلام العربي جميعه ما هم إلا عبارة عن شوية مرتزقة وأفاقين وأننا لسنا بحاجة لهم، وهذه إحدى الخطايا الكبيرة التي ارتكبها السنعوسي من ضمن خطايا أخرى كثيرة.
إن وزير الإعلام الحالي يجب أن يوسع أفقه في التعامل مع الإعلام والاعلاميينrsquo; وأن لا يخضع لضغط دائرة صغيرة منغلقة، ويجب أن يملك قراره بنفسه وأن لا توضع خطط واستراتيجيات الإعلام من الخارج لينفذها هو مثلما يشعر حاليا أغلب العاملين في هذه الوزارة المبتلاة والتي لم تشهد الاستقرار منذ سنوات طويلة، الأمر الذي جعل من فيها يترحمون على أيام الشيخ سعود الناصر الذي كان يدير هذه الوزارة الحساسة بشكل مميز وفعال.. لكنها ومنذ تركها وهي تغرق في بحر من الظلمات، واصبحت أشبه بحقل تجارب تختبر بها الحكومة عبقرية وزرائها، الذين لا زالوا لا يعرفون الرابط بين سقوط التفاحة واكتشاف قانون الجاذبية.
إن الإعلام معالي الوزير ليس جهاز مجاملات فحسب، ووزير الإعلام ليس وزير ابتسامات ووعود تذهب ادراج الرياح.. إن الإعلام بحر هائج يجب أن تعرف كيف تتعامل مع أمواجه، وهو في الدرجة الأولى والأخيرة رؤية متطلعة لاختراق أفق الروتين والابداع في العطاء، والسير بكافة الاتجاهات لتحقيق النجاح المأمول.
كما وأن الإعلام الخارجي ليس مبارك الدعيج أو غيره، فبابتعاده يتهاوى المعبد وتسقط الأسس، فإن كان هو على رأس الجهاز مضى وتقدم، وان ابتعد أو أُبعد تعطل وتراجع.
إذا كنتم لا تريدون الشيخ مبارك الدعيج على رأس هذا الجهاز فلا بأس، فهو بامكانه أن يخدم الكويت من أي موقع آخر، ولكن يجب عليكم أن تولوا الاعلام الخارجي اهتماما واضحا، وأن تمنحوا العاملين فيه والمسؤولين عنه حاليا الثقة كي يعيدوا احياء هذا القطاع وبث الروح فيه.
معالي الوزير.. هل قمت باجراء دراسة محايدة عن اداء الاعلام الخارجي خلال العام الماضي.. ومقارنته بالسنوات الماضية.. أتمنى أن لا تقوم باجراء الدراسة نفس اللجنة التي تُفَصل توجهات وزارة الاعلام حسب مزاج كل وزير يستلم الوزارة!.
معالي الوزير.. هل تعلم ما يعنيه الاعلام الخارجي.. هل تعلم معنى كلمة الإعلام.. هل تعرف ما هي اختصاصات الاعلام الخارجي وما هي المهام الرئيسية المطلوبة منه، وما هي الادوات التي يجب أن يتمتع بها الملحقين الاعلاميين؟.. بالتأكيد لا تعلم!!.
معالي الوزير إن الإعلام ليس حقل تجارب، والاعلام الخارجي ليس بقالة تقفلها متى ما شئت!! والله لا أفهم مسوغات اقفال المكاتب الخارجية لفترة مؤقتة واعادة جميع العاملين في المكاتب الاعلامية الى حين دراسة أوضاعهم، هل فكرت معالي الوزير ماذا ستكون اوضاع المكاتب المؤجرة والعاملين المحليين في تلك المكاتب، هل ستقفلونها وتسرحون الموظفين ومن ثمة تعيدون فتحها وتعيدون تعيين الموظفين اذا ما قررتم اعادة فتح المكاتب.. أم انكم ستعيدون الموظفين الكويتيين وتتركون الموظفين المحليين في كل بلد يمرحون ويسرحون بالمكاتب الاعلامية دون حسيب أو رقيب.. والله لا أعلم.. ولا أعلم إن كنت تعلم معالي الوزير!!.
بلا شك.. هناك أخطاء كثيرة في عمل المكاتب الاعلامية، وملاحظات عديدة.. ولكن الحل ليس باقفالها والتخلص منها، ولكن الحل بالتأكيد بمعالجة الخلل الذي تعاني منه، وتصحيح الإعوجاج.. وهذا يحتاج الى قرار.. لا أعلم من يملكه.. ولنا عودة مطولة مع وزارة الإعلام وهموم الاعلاميين.. ودمتم سالمين.
[email protected]