-1-
لا شأن لهم من قريب أو بعيد بأهل الحكم والسلطة ولصوص الطوائف وتجار الدين.
ليسوا من أهل الفيدراليات، وليس لديهم من طموح اكبر من أن يعيشوا في معتزلاتهم الصغيرة آمنين، ومستمتعين بما لديهم من قدر ثقافي وتميز ديني سلمي لا يهدد احد من أهل القداسة الفاسدة المزيفة.
ولكنهم كما كل العراقيين الطيبين المسالمين الشرفاء، لم يأمنوا ولم يسلموا، بل وصل لهم المدّ الإرهابي الفاشي العنصري، الذي هو واحد من نتائج جريمة الغزو الأمريكي ndash; الإيراني الوسخ الذي يتعرض له عراقنا الجريح منذ قرابة الخمسة أعوام.
المدهش ان تلك الحشود من العمائم السوداء والبيضاء والملونة التي تحكم العراق اليوم، لم يبلغها بعد خبر الجريمة، ولم نسمع من واحد منهم لغاية اللحظة، إدانة ولو خجلى.
هؤلاء الذين حشدوا الناس للإنتخابات وسمحوا بتعليق صورهم على سيارات نقل الغوغاء وعلى صناديق الإقتراع.
هؤلاء الذين افتوا بحرمة سرقة كهرباء حكومة الطوائف.
هؤلاء الذين لا يكفون عن التدخل في كل صغيرة وكبيرة من شؤون دولة العراق الجديد المشوّه، ولا يكف زعماء احزاب الطوائف ووزراء الدولة ورئيس وزراءها وجمهوريتها عن زيارتهم والتبرك بمرآى لُحاهم الكريمة، والإستماع إلى نفحات حكمتهم الربانية وفتاواهم القدسية ( وإن باللغة الفارسية إذ جلّهم لا يحسنون العربية ).
هؤلاء الكبار الأجلاء الذي إبتلى العراق بوجودهم القميء منذ عقود عديدة ، لم نسمع منهم صوت إدانة...!
ولن نسمع، فهم لا شأن لهم بالأحياء وهموم الأحياء ومآسي هذا الوطن الجريح الذي استضافهم ومنحهم الكرامة والسمعة والثراء القاروني الوفير...!
لكم الرحمة ايها الشهداء الأيزديون الأبرار الطيبون، وصبرا ايها العراق المبتلى... ف...( ما بين غمضة عين وإلتفاتتها... يغير الله من حال إلى حالِ ).
-2-
إجتماعات كتلة المعتدلين ( زيفا ) من عصابات الطوائف والأعراق، لا جديد فيها ابدا...!
فهم في الأصل حلفاء تاريخيين، يجمعهم معا طموح واحد كبير هو الثأر من هذا العراق، بتمزيقه وتفتيت لحمته وسرقة خيراته وهذا ما فعلوه طوال السنوات الخمس التي مضت.
الفريقين.. الطائفي والعرقي، علاقتهم بالعراق ( كما تأكد عبر تواريخهم قبل سقوط النظام وبعده ) لا تتجاوز همّ تمزيقه إلى اشلاء جغرافية وإجتماعية وإقتصادية متنافرة متحاربة.
وقد توافقوا مع الأمريكان على ذلك، إذ لدى هؤلاء ذات المصلحة.
الجماعة الذين لا يكف العزيز بوش على التغني بديموقراطيتهم، والتواصل ليل نهار معهم عبر الدوائر التلفازية المغلقة، هم ذواتهم من ادخلوا الإيرانيين إلى العراق مرات ومرات :
bull;إبان الحرب العراقية الإيرانية، حاربوا مع الإيرانيين ضد بلدهم، سواء مع الجيش الإيراني ذاته، أو في الجبهة الداخلية.
bull;على هامش هزيمة جيش بلدهم في غزو الكويت عام 1991، ادخلوا حشود الحرس الثوري إلى البصرة والعمارة وغيرها .
bull;حين إختلفوا مع بعضهم في حرب الإقطاعيات في شمال العراق، ادخل احد الطرفين إيرانيين، بينما تصالح الآخر مع صدام وأدخل حرسه الرئاسي لتحرير أربيل من بيشمركة منافسه الآخر.
bull;مع الأيام الأولى للغزو، ادخلوا الإيرانيين بالآلاف إلى شمال العراق وجنوبه ووسطه، ومع الإيرانيين دخلت الحشيشة والسلاح والبضائع الفاسدة، وباعوا بيوت بلدهم واراضيه لهؤلاء، وسرقوا بترول البلد وثرواته ومصانعه ونقلوها (خردة ) إلى إيران.
هؤلاء البؤساء الذين عميت عيونهم وقلوبهم، المختبئون في اقبية المنطقة الخضراء تحت حماية حراب الأمريكان، طال الزمن أم قصر، سيلفظهم الشعب العراقي، ويتخلى عنهم الحليف الأمريكي، وساعتها...يعلم الله وحده..إلى اين سيولون..!
-3-
بذيئة كانت ردود عبد الأمير وعبد الزهراء وعبد الحسين وبقية العبيد الطيبين، على العراقي الجميل البصري، حين اشار في مقاله المتميز قبل بضعة ايام إلى تلك المظاهرات المشبوهة ضد السعودية.
لا اضيف جديدا إلى ما اشار له الزميل، فقد كفي ووفى.
لكني اود ان اذكر فقط، إلى أن تلك الحملة تترافق طبعا مع التغلغل الإيراني الكبير في المنطقة عامة وفي عراقنا الجريح خاصة.
في الداخل يجتهدون عبر ادواتهم المتنوعة، من قاعدة وجيش مهدي وقوات بدر ومرجعيات ، لتمزيق لحمة الشعب العراقي وقد افشل شعبنا لغاية اليوم حلم الحرب الطائفية التي بذلوا لها الغالي والثمين من الإمكانات والجهود والأدوات المخلصة.
وفي الخارج يجتهدون عبر السفارات وزوار السفارات من امثال الكثير من الأحبة من صنف ( عبد الزهراء وعبد الائمة وعبد الحسين وبقية العبيد البؤساء..).
اتساءل، هل فيكم من رآى مظاهرات معادية لسوريا او إيران وهما الطرفان الرئيسيان المصدرّان للإرهاب للعراق ؟
بالتأكيد لا...
ولن ترون... !
لأن من يتظاهرون اليوم ضد السعودية، لا يتظاهرون من اجل وطن أو دم مستباح، بل من اجل قبور وعناوين طائفية، ولا مزيد..!
كما أغتالوا الدكتاتور تحت عناوين طائفية، وكما خربوا البلد وهدموا بيوتهم بأيديهم تحت عناوين طائفية، يتظاهرون اليوم ضد السعودية تحت عناوين طائفية، لا اكثر ولا اقل..!
-4-
دعوة احد الزعماء الطائفيين مما يسمى ( اهل السنّة)، للعرب للتدخل لحماية طائفته من ميليشيات الطائفة الأخرى ، لا تقل بشاعة عن ممارسات الفعل الطائفي للطرف الآخر، وحكومة الطرف الآخر .
كلا الطرفين هم بعض ادوات الاحتلال، وممن حملوا نعش ما جاءنا به من وليد مسخ مشوه موبؤ، وسعوا لتسويقه للناس على انه جميل جديد معافى.
ولغاية هذا اليوم، لا زال هذا الرمز الطائفي البغيض ورفاقه يراوحون ويراوغون ويتشبثون باركان سرير النظام البائس ويلعبون ما قيض لهم من الأدوار لتوسيع الشرخ الذي اوجدوه في الجسد العراقي.
-5-
زعيم آخر منهم، يقول أن حزبه لن يشارك في ما يسمى تكتل المعتدلين من زعماء الطوائف والأعراق.
لماذا ؟
لأنه لا يريد توسيع الشرخ الطائفي والعرقي الحاصل...!
حسنا تفعل ايها السيد، لكن.. اين كنتم طوال تلك السنوات التي أزفت، وما حجم الدور الذي لعبتموه انتم ذواتكم في خلق هذا الشرخ ؟
كان ينبغي من البدء أن لا تكونوا معهم، لو كنتم حريصين فعلا على العراق واللحمة الوطنية العراقية.
كان ينبغي أن تكونوا قلبا وقالبا في الضفة الأخرى، ضفة المقاومين للمحتل حتى يرحل غير مأسوف عليه.
وحسبنا الله ونعم الوكيل.
يرجى إرسال جميع المقالات الخاصة بآراء إلى البريد الجديد: [email protected]
التعليقات